“نظام التعليم الجديد بمصر”.. ثورة ضد المناهج والثانوية العامة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – عانى طلاب مصر خلال السنين من الماضية من أنظمة عدة كانت تضع عليهم ضغوطًا كثيرة، فضلا عن المناهج التي كانت تحتاج إلى تطوير باعتراف كل وزراء التعليم في مصر خلال العشرين عامًا الماضية، إلا أن وزير التعليم المصري الدكتور طارق شوقي أعلن اليوم عن حزمة من القرارات، مؤكدًا أنها تمثل ثورة إصلاحية شاملة فى ملفات التعليم وإعادة هيكلة وتنظيم أوضاع المراحل الدراسية المختلفة، بدءا من الابتدائية وحتى الثانوية العامة، إضافة إلى أمور وضوابط تنظيمة وإدارية تخص المدارس الخاصة والدولية.

“رياض الأطفال”

وكانت بداية قرارات الوزير إجراء تعديلات جديدة على أسلوب التعليم بدء من مرحلة “رياض الأطفال” إلى الصف الثالث الابتدائي، بحيث تعتمد المناهج على بناء الشخصية وتنمية مهارات القرن الواحد والعشرين ومنهجية التشارك واللعب الهادف.

وشدد وزير التربية والتعليم على أن خسائر التأخر فى تطوير التعليم “فادحة”، وهناك نزيف من البشر بسبب هذا التدهور، موضحا أن هناك نظامًا جديدًا يستهدف رياض الأطفال، اعتبارًا من العام الدراسي 2018، وهو نظام نحلم به ويعتمد على بناء الشخصية وإكسابها مهارات جديدة.

“الابتدائية والإعدادية”

وقرر الوزير إلغاء نظام الشهادة الابتدائية وتحويل السنة السادسة في المرحلة الابتدائية إلى سنة دراسية عادية مع تخفيف المناهج الدراسية من خلال حذف الأنشطة والتدريب وأجزاء من “كتاب الطالب”، إضافة إلى تصحيح تصحيح كراسات الإجابة الخاصة بالتلاميذ عبر معلمين من خارج مدارسهم.

وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي، اليوم، إن التعديلات تهدف إلى التخفيف ومساعدة طلاب المدارس بمختلف مراحل التعليم قبل الجامعي بحذف “الحشو والتكرار” من المناهج الدراسية دون الإخلال بالتنظيم المنطقي للمواد، مشيرا إلى أن انظام الجديد يعد بمثابة “نسف” للمناهج القائمة.

وقرر الوزير تخفيف المناهج من الصف الرابع الابتدائى حتى الصف الثالث الإعدادى، بشكل مستمر، مشيرا إلى أن امتحانات “الميد تيرم” لن تدخل ضمن مجموع الطالب، وسيتم اعتبارها اختبارًا تجريبيًا، مع اعتبار الرسم والكمبيوتر مادتى نجاح ورسوب، لكنهما لا تدخلان ضمن المجموع، لحين توافر الإمكانيات.

“شهادة مصر”

تضمنت خطة وزارة التعليم المصرية تحويل مسمى “الثانوية العامة” إلى “شهادة مصر”، مع إلغاء فكرة الفرصة الواحدة من خلال جعل المجموع النهائي الذي يؤهل إلى الجامعة تراكميًا خلال السنوات الثلاثة، وربط مناهج المرحلة الثانوية بشكل “ديجيتال” وإلكترونى لتعليم الطالب طريقة البحث.

وتضمنت تعديلات “الهوس الأكبر” للمصريين على تقييم كلي لأداء الطلاب، من خلال استخدام نوعين من التقييمات: “القائم على المشروعات، وأسئلة الاختيارات المتعددة التي يتم تصحيحها إلكترونيًا”، ويتركز أساليب التقييم على قياس مدى تعلم الطلاب وليس على محتوى الكتب الدراسية، وعلى نواتج التعلم في الثانوية العامة، والجدارات في التعليم الفني.

وأكد شوقي أنه لا مجال لتضييع وقت آخر في نظام الثانوية العامة الحالي، الذي لم يلبِ الهدف المطلوب منه، مشيرًا إلى أنه يرى صعوبة في إصلاحه بما يتفق مع تطلعات الشعب، ما دعاه لتصميم نظام تعليمي مبتكر.

“المشاكل الإدارية”

وقال وزير التعليم إن النظام الجديد قائم على إعادة النظر في كثافة الطلاب، والكتاب المدرسي، وإعداد قيادات التعليم، وإعادة هيكلة الوزارة، وأنه يستهدف إعداد شباب منتج ومبتكر وقادر على المنافسة العالمية، لافتا إلى أنه يتم التواصل مع خبرات دولية كبيرة لإعداد المكونات الرئيسية للنظام، الذي سيساعد على جذب الاستثمارات الدولية والمساعدات الفنية، وتوحيد الجهود وترشيد النفقات، في إطار رؤية قومية واضحة.

ربما يعجبك أيضا