“عام زايد 2018”.. ذكرى مُلهمة لإرث المؤسس

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أن عام 2018 في الدولة سيحمل شعار “عام زايد”؛ ليكون مناسبة وطنية تقام للاحتفاء بالقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على ميلاده.

ويأتي الإعلان تزامنًا مع ذكرى يوم جلوس الشيخ زايد بن سلطان، في 6 أغسطس 1966 عندما تولى مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، وذلك لإبراز دوره في تأسيس وبناء دولة الإمارات، بجانب إنجازاته المحلية والعالمية. 

أهداف عديدة

وسيتم تركيز العمل خلال العام الجديد على تحقيق أهداف عدة الأول إبراز دور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تأسيس دولة الإمارات ووضع وترسيخ أسس نهضتها الحديثة وإنجازاتها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية فضلا عن تقدير شخصه وما جسده من مبادئ وقيم مثلت ولا تزال الأساس الصلب الذي نهضت عليه دولة الإمارات وما يكنه له شعبه من حب وولاء.

والهدف الثاني تخليد شخصية الشيخ زايد ومبادئه وقيمه عالميا كمثال لواحد من أعظم الشخصيات القيادية في العالم ومن أكثرها إلهاما في صبره وحكمته ورؤيته. والثالث تعزيز مكانة الشيخ زايد بوصفه رمزا للوطنية وحب الوطن والرابع تخليد إرث الشيخ زايد عبر مشروعات ومبادرات مستقبلية تتوافق مع رؤيته وقيمه.

مكانة فريدة

اختيار عام 2018 ليكون “عام زايد ” يجسد المكانة الاستثنائية والفريدة التي يمثلها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدى كل إماراتي فهو القائد المؤسس لدولة الاتحاد وواضع أسس النهضة العصرية التي تشهدها دولة الإمارات على المستويات كافة.

كما يجسد الشيخ زايد بن سلطان رمز الحكمة والخير والعطاء ليس في الإمارات والخليج فحسب وإنما على المستويين العربي والدولي ولا تزال مواقفه ومبادراته شاهدة على استثنائيته بوصفه قائدا عصريا يحظى بتقدير جميع شعوب ودول المنطقة والعالم.

الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، قال، إنه ” في هذا اليوم 6 أغسطس بدأ عهد جديد بتولي الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي ومعه بدأت المسيرة المباركة تجاه الوحدة والتنمية وبناء الإنسان”.

إطار عمل

وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالبدء في وضع إطار عمل شامل لتفعيل مبادرة “عام زايد” وإيجاد الآليات التنفيذية لتحقيق أهدافها النبيلة والعمل على وضع أجندة متكاملة لترسيخ قيم زايد ورؤيته في عمل جميع المؤسسات الاتحادية والمحلية.

وقال حاكم دبي إن “مئوية زايد هي مئوية وطن ولد زايد وولد حلم الإمارات معه واليوم تعيش الإمارات حلم زايد الذي تحقق”، مشيرا إلى أن زايد -رحمه الله- استطاع أن يتجاوز التحديات كافة التي واجهته وأن يرسم لنفسه مسارا واضحا منذ البداية نحو التطور والتقدم بعيدا عن الشعارات البراقة.

وأضاف: “إننا نستلهم من مدرسة زايد في القيادة والإدارة قيمة العمل من أجل المستقبل فإذا كان الشيخ زايد رحمه الله وضع اللبنات القوية لدولة الاتحاد التي ينعم الجميع بثمارها وحصادها الطيب الآن على المستويات كافة فإننا نواصل نهجه الطيب ونتطلع بكل تفاؤل إلى المستقبل”.

نهضة شاملة

من جهته قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إن “عام زايد” يمثل مناسبة للاحتفاء بإنجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” وأثرها المستقبلي، مشيرا إلى أن دولة الإمارات استطاعت أن ترتقي في عهده إلى مصاف الدول المتقدمة وأن تشهد معدلات تنمية كبيرة على المستويات كافة.

وقال إن المواطن الإماراتي تحوّل إلى أهم عنصر من عناصر التنمية لأن الهدف الرئيسي الذي كان يعمل من أجله الشيخ زايد هو الاستثمار في بناء الإنسان الإماراتي والإيمان بمقدرته على المشاركة بفاعلية في بناء الوطن ونهضته الشاملة فقد كان يؤكد دوما أن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم.

وأشار ولي عهد أبوظبي إلى أن الشيخ زايد يمثل نموذجا للقيادة الطموحة التي تملك القدرة على مواجهة التحديات وأخذ زمام المبادرة لما فيه مصلحة شعبها وتعزيز أمنه واستقراره فقد صاغ بحكمته وبعد نظره الأسس والثوابت التي مكنت دولة الاتحاد من النمو والتطور.

خدمة المنطقة

نال العالم العربي حظا وافرا من اهتمام الشيخ زايد ودعمه لمختلف القضايا. ففي مصر تعتبر مدينة الشيخ زايد التي تم إنشائها عام 1995 بمنحة من صندوق أبوظبي للتنمية، أحد الشواهد على عطاء دولة الإمارات.

وفي المغرب مول صندوق أبوظبى للتنمية مشروع “ميناء طنجة” بمبلغ 300 مليون دولار، كما أقيم في المغرب مستشفى الشيخ زايد الذي يعمل 24 ساعة دون انقطاع ويعتمد في الأساس على تقنياته العالية في سرعة انجاز العمليات الجراحية والمعالجة حتى يستقبل اكبر عدد من المرضى.

وفي لبنان قدم الشيخ زايد مساعدات إنسانية كبيرة من خلال مبادرته بنزع الألغام التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، وعلى نفقته الخاصة، وكذلك اهتم بأن تقوم الإمارات بدور فاعل في عملية إعادة بناء لبنان بعد الحرب، فقدمت الدولة المساعدات المالية والقروض للمشاريع الحيوية والتنموية.

وبتوجيهات من الشيخ زايد بن سلطان خصصت الدولة 3 ملايين دولار أمريكي عام لترسل 1982 كمساعدات عاجلة لليمين الشقيق لمساعدة المنكوبين الذين تضرروا من الفيضانات. وعلى إثر تلك الفيضانات تبرع الشيخ زايد وبشكل شخصي بالأموال اللازمة لإعادة بناء سد مأرب وبذلك وضع حلاً نهائياً للمشكلة الأساسية.

كما بلغت حجم المساعدات التنموية التي وجهت للجمهورية السورية العربية بما يوازي أكثر من 11 مليار درهم زهاء الفترة من 1971 وحتى العام 2004، والأردن بنحو 5.6 مليار درهم.

ولم تكن القضية الفلسطينية بعيدة عن اهتمام ودعم الشيخ زايد، إذ بلغت قيمة المساعدات المقدمة لفلسطين ما يقارب 7.3 مليار درهم وجهت في معظمها لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني.

في يونيو عام 1971 تبرع الشيخ زايد بن سلطان بمبلغ 20 ألف دينار بحريني لدعم صمود غزة ضد الاحتلال، كما وتعد ضاحية الشيخ زايد بمدينة القدس التي نفذتها ومولتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية مشروعاً حيوياً بارزاً في الأراضي الفلسطينية.

وتواصلت مسيرة زايد في البذل والعطاء وتقديم يد العون والمساعدة، لتصل باكستان حيث أقامت الدولة سد “تربيلا” الذي يقع في المقاطعة الحدودية الشمالية الغربية، ويعد أكبر محطة توليد للكهرباء في باكستان.

لم تتوقف المشاريع الخيرية على العالم الإسلامي وحسب، بل شملت حتى دول العالم المتقدم، ففي عام 1992 تبرعت دولة الإمارات بخمسة ملايين دولار لصندوق إغاثة الكوارث الأميركي لمساعدة منكوبي وضحايا إعصار اندرو الذي ضرب ولاية فلوريدا الأمريكية.

كما تبرعت دولة الإمارات بعشرة ملايين دولار لمساعدة شعب البوسنة والهرسك على تجاوز محنته، كما أقامت مطبعة إسلامية في العاصمة الصينية بكين بمنحة من الشيخ زايد لدعم أنشطـة المسلمين الصينيين ونشر الدعوة الإسلامية بتكلفة 3.1 مليون درهم.

ربما يعجبك أيضا