“لعبة مريم”.. ترفيه وتسلية أم توجيه سياسي؟

حسام السبكي

حسام السبكي

لم تكن المرة الأولى، وربما لن تكون الأخيرة، لعبة إلكترونية، تُتداول عبر أسواق التطبيقات المعروفة في الهواتف والأجهزة الذكية، تسببت في لغط وردود أفعال عديدة، صبت أغلبها في اتجاه رفض اللعبة والتحذير منها، إنها “لعبة مريم”.

فقد وصل الأمر بالبعض إلى وصف اللعبة بأنها تشبه لعبة “الحوت الأزرق” التي ظهرت مؤخرًا في بعض الدول الأوروبية ووصلت بالطبع إلى مجتمعاتنا العربية، فيما حذر البعض من خطورتها التي تصل إلى الإدمان، بينما اعتقد البعض الآخر أن أجهزة مخابرات مغرضة في منطقة الشرق الأوسط تقف وراء اللعبة، وحذر البعض من أن اللعبة قد تجر إلى الانتحار، جراء سيطرتها على عقول وإرادة مستخدميها.

في هذا التقرير، نستعرض التعريف بـ “لعبة مريم”، وأهم تفاصيلها، والتحذيرات منها، وردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي من متابعيها ومستخدميها، إلى جانب رد مطور اللعبة على التخوفات والاتهامات وراءها.

لعبة مريم

فـ«لعبة مريم»، هي باختصار عبارة عن لعبة بسيطة، تقوم بطلتها “مريم” وهي فتاة صغيرة، ضلت الطريق عن بيتها، وهي تريد الحصول على مساعدة مستخدميها كي تعود إلى أسرتها ومنزلها مجددًا، وخلال رحلة العودة التي يقضيها معها مستخدم اللعبة، على طريقة تشبه تقريبًا لعبة “بوكيمون”، تقوم بطلة اللعبة بتوجيه جملة من الأسئلة، منها ما يخصها، ومنها ما يخص مستخدم اللعبة كاسمه أو حسابه الشخصي على واتس آب أو فيس بوك “في مراحل لاحقة”، ومنها أيضًا ما هو سياسي، كما سيتبين في مقطع الفيديو التالي.

بعد ذلك تقوم اللعبة بطلب مستخدمها بالدخول إلى غرفة ما كي تتعرف على أسرتها، ثم تستكمل بعد ذلك الأسئلة، على أن يكون لكل سؤال احتمال معين، وبالتالي إجابة ما، يتبعها على الأساس السؤال التالي، وربما يصل الأمر بمرحلة معينة، تخبرك خلالها اللعبة، بأنها ستقوم باستكمال اللعب معك في اليوم التالي، هنا، على المستخدم الانتظار 24 ساعة لاستئناف اللعب.

مخاطر لعبة مريم

حدد عدد من الخبراء التقنيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن مستخدمي اللعبة عدد من المخاطر والمحاذير من وراء اللعبة، نستعرضها فيما يلي:

1- لعبة مخابراتية وتجسسية:

ما تقدم السؤال حول قرار الدول العربية والخليجية والإسلامية قطع العلاقات الدبلوماسية والرسمية مع قطر، أثار ذلك الأمر، ردود أفعال عديدة وحالة من الجدل الشديد على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حيث تبادر اللعبة بالسؤال حول قطر وماذا يرى مستخدم اللعبة في قرار القطيعة العربية، الأمر الذي أثار تخوفات الكثيرين، فذهب العديد منهم إلى احتمال أن تكون اللعبة ذات توجيه سياسي معين، وربما تهدف للتجسس على البيانات الشخصية على هواتف أصحابها، وربما تسرق تلك البيانات، بل ذهب البعض أيضًا إلى احتمالية وقوف مخابرات دول معينة في منطقة الشرق الأوسط وراءها.

2- التشبيه بلعبة “الحوت الأزرق”:

ذهب البعض من رواد مواقع التواصل والمتابعين لـ “لعبة مريم”، إلى تشبيهها بـ “لعبة الحوت الأزرق”، والتي ظهرت خلال الفترة الأخيرة في دول فرنسا وروسيا وغيرها، وتداولت وسائل الإعلام أنباءً حول تسبب اللعبة في انتحار 150 مراهقًا، خاصةً بعدما تمكنت اللعبة من السيطرة على إرادات وعقول مستخدميها، فشرعوا في تنفيذ أوامرها بشكلٍ يومي، والتي تشمل شتى مناحي الحياة، ولذا حذر الكثير من مستخدمي الألعاب الإلكترونية من التفاعل مع “لعبة مريم” وغيرها من الألعاب الشهيرة.

3- تصوير مستخدمي اللعبة دون علمهم:

تحذير آخر، لا يقل خطورة عن سابقيه، أشار إليه بعض المستخدمين للعبة على “تويتر”، وهو أن اللعبة تقوم بتصوير مستخدميها، من خلال كاميرا الهاتف الأمامية، وهو ما يتضح بعض الشيء في طلبها لمستخدمها بالاقتراب من الشاشة ورؤيتها، الأمر الذي يؤكد تلك الشكوك، وهو ما اعتبره الكثيرون انتهاكًا صريحًا وصارخًا لخصوصية مستخدمي اللعبة، كما أنه يثير شكوك عديدة بشأنها، الأمر الذي دفع نشطاء مواقع التواصل إلى التحذير بعدم تحميل اللعبة، المُتاحة حاليًا لمستخدمي أيفون فقط، نظرًا للأضرار الكثيرة المترتبة عليها.

4- خبير معلوماتي كويتي يحذر من لعبة مريم:

حذر “رائد الرومي” مستشار أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية في دولة الكويت، من لعبة مريم، والتي تعتمد على الحصول على معلومات شخصية، وشديدة الخصوصية، من أجل استمرار اللعب، ورأى الخبير، أن اللعبة تعتمد على ما أسماه “الهندسة الاجتماعية” من خلال الأسئلة التي تطرحها، وكذلك استخدام “المؤثرات الصوتية المرعبة” في أحداثها، كما حذر من لجوء اللعبة أحيانًا إلى دفع مستخدميها إلى روابط معينة، وإعطائها صلاحية لاستخدام بعض التطبيقات والخصائص داخل هواتف مستخدميها، واختتم الخبير الكويتي تحذيراته بالتنبيه على أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم، خشية أن تتسبب تلك الألعاب في إيذاء الأطفال والمراهقين لأنفسهم من خلالها.


5- تتسبب في تعطيل الأجهزة حال إزالتها:

وحذر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من أن اللجوء إلى إزالة اللعبة قد يتسبب في إصابة الجهاز بالأعطال أو التهنيج أو التخريب، الأمر الذي يجعل من اللعبة مخاطر وأضرار لا حدود لها.

مطور لعبة مريم يرد على الاتهامات والشبهات

رد مؤسس “لعبة مريم” ومطورها، الشاب السعودي “سلمان الحربي”، في تغريدة له عبر “تويتر”، والتي طالتها الكثير من “الشائعات” منذ ظهورها عبر متجر تطبيقات “Apple”، وانتشرت العديد من الاتهامات على منصات مواقع التواصل، إلى الحد الذي طالب فيها البعض بحظر اللعبة بالكامل، أو القبض على مؤسسها، مؤكدًا أن فريق العمل داخل اللعبة سعودي بالكامل، مشددًا على أن اللعبة تعتمد على الرعب النفسي فقط، وليست خطرًا في حد ذاته، كما أكد أيضًا أن اللعبة عربية بالكامل، ولا وجود لعناصر إسرائيلية أو إيرانية فيها، مختتمًا تصريحه بأن اللعبة ستُطرح لمستخدمي “أندرويد” قريبًا.

تقنية جرافيك احترافية.. ومعدل تنزيلات كبير

وبعيدًا عن الاتهامات أو الشبهات التي تُثار حول لعبة مريم، فقد أجمع الكثير من رواد مواقع التواصل تقريبًا، على كون اللعبة تحظى بتصميم تقني وجرافيك احترافي على مستوى عال، مشيدين بالمجهود الكبير المبذول فيها.

وعلى الرغم من كم التحذيرات الشديدة لمستخدمي اللعبة، إلا أن نسبة التحميلات والتنزيلات لها، ربما فاق توقعات مطورها، الأمر الذي يشير إلى أن تلك التحذيرات، ربما أدت لنتائج عكسية، بحيث دفعت الكثير من مستخدمي تطبيقات الهواتف الذكية، إلى تنزيلها واستعمالها، وهو ما ظهر من خلال النجاح الكبير الذي حققته اللعبة في دول الخليج العربي.
https://www.youtube.com/watch?v=GEMH84ki8-0&feature=youtu.be
https://www.youtube.com/watch?v=aMb6PyAL0do&feature=youtu.be

ربما يعجبك أيضا