ندوب وأشباح.. عقود من الحرب في أفغانستان

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

أفغانستان، مفترق طرق في وسط آسيا، لها تاريخ طويل في الحروب، والتي بدأت شرارتها في صيف العام 1973 عندما أطيح بالملك محمد ظاهر شاه، الذي حكم البلاد منذ العام 1933، على يد ابن عمه محمد داود خان بمساعدة من الشيوعيين الأفغان، لكن داود خان قام بحظر حزب الشعب الشيوعي الديمقراطي الأفغاني وطرد ضباط الجيش الذين تلقوا التدريب في الاتحاد السوفياتي، وكانت النتيجة ما سمي “ثورة أبريل”، التي جلبت المؤيد للسوفيات، نور محمد تراقي، إلى الحكم في أبريل 1978.

ومع دخول الدبابات السوفياتية كابول في العام 1979، شرعت الولايات المتحدة في دعم “الثوار” الأصوليين، وعلى مدى العقد التالي، تدفقت المساعدات الأمريكية من مليارات الدولارات والأسلحة، لتسليح الثوار، الذين وصفوا بشكل مجازاً باسم “مقاتلي الحرية”، فيما كرس رونالد ريجان المكوك الفضائي “كولومبيا”، للثوار المناهضين للحكومة الأفغانية في العام 1982،  وأعلن الرئيس: “إن نضال الشعب الأفغاني يجسد أعلى تطلعات الإنسان إلى الحرية”.

ولم يكن “الثوار” الأفغان فقط هم الذين يقاتلون ضد الحكومة الاشتراكية في كابول، فبتشجيع وتجهيز من الولايات المتحدة وحلفائها، جاء ما بين 25.000 و80.000 مقاتل أجنبي إلى البلاد، بحسب دراسة للباحث بمعهد رون باول للسلام والازدهار نيل كلارك، وانسحبت القوات السوفييتية من البلاد بين 15 مايو 1988 و2 فبراير 1989، وأعلن الاتحاد السوفيتي انسحاب كافّة قواته بشكل رسمي من أفغانستان في 15 فبراير 1989.

عقب هجمات 11 سبتمبر دارت رحى الحرب في أفغانستان بإدارة أمريكا وبمساعدة الناتو وبريطانيا، وكان الهدف الرئيسي للغزو هو تدمير تنظيم القاعدة وإنشاء قاعدة عمليات في أفغانستان عن طريق إزالة طالبان من السلطة، واستمرت رحى الحرب دائرة إلى عام 2014 عندما قررت أمريكا وقف الحرب وسحب جنودها.

ولأن الصورة أصدق من ألف كلمة، وثق المصور ستيف ماكاري في زيارته الأولى لأفغانستان عام 1979، الغزو السوفيتي للبلاد وقال إنه كان يتهرب من طائرات الهليكوبتر الحربية التي كانت تستخدم للقضاء على مدن بأكملها، ومنذ ذلك الحين، تركت الصراعات المتكررة ندوبا عميقة في البلاد، ومازل شبح الحرب يخيم في شوارعها، بحسب وصف “ماكاري”.

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية التقط ماكاري صورا لمختلف مظاهر الحياة في الشرق الأوسط، بما في ذلك صورة الفتاة الأفغانية الشهيرة، والتي تظهر كل من الجمال والواقع القاسي لحياة ملايين من الناس، الذين يعيشون في حلقة من الصراعات التي لا تنتهي والتي غيرت حياتهم إلى الأبد.

ربما يعجبك أيضا