لهذه الأسباب.. مساعي “ماكرون” مرفوضة

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل 

منذ لحظة ترشحه للانتخابات الفرنسية والأعين ترصد تحركاته وعلاقته بزوجته فقصة حبهم جذبت أعين الفرنسيين إليه مما جعله يصل إلى الإليزيه كأصغر رئيس فرنسي على مر التاريخ ، لتظل علاقته بزوجته له طبيعة خاصة الأمر الذي وصل إلى طرح “ماكرون” عرضاً ، حول النظام الخاص والذي يسمح قانونياً بـ”إعطاء دور رسمي” لزوجته في شؤون الدولة .

وعود انتخابيه

في نص العريضة، أن لدى بريجيت ماكرون، مساعدين اثنين أو ثلاثة وحارسين، ولفت معدو هذه العريضة إلى أن “بوسع السيدة الأولى استغلال هذا الدور كما يحلو لها، والأمر يقضي بمنحها صفة قانونية تخولها الاستفادة من ميزانية ومن صلاحيات واسعة”.

وجمع فاليت، وهو فنان وممثل ومؤلف، أكثر من200 ألف توقيع . 

وأشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن المسألة بشأن النظام الخاص لصفة “السيدة الأولى” أرسلت إلى الجمعية الوطنية الفرنسية للنظر فيها، ورفض الموقعون على هذه العريضة أن تخصص ميزانية لزوجة الرئيس من المال العام وضرائب الفرنسيين وتضمن النص المرافق للعريضة: ” في الوقت التى تسعى فيه الحكومة إلى تقليص النفقات وفي فترة يكثر فيها الكلام عن أهمية الأخلاقيات في الحياة العامة، لا يسعنا بمقتضى الحال تأييد مبادرة تخصيص مركز لزوجة رئيس الدولة” ، خاصة في ظل سعي الحكومة لإرساء خطة “لتخليق الحياة السياسية” والتي تتضمن منع توظيف الوزراء والنواب لأقاربهم.

ميثاق شفافية

وأعلنت الحكومة الفرنسية أن “بريجيت ماكرون”، زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لن تحصل على لقب السيدة الأولى وميزانية خاصة بها ، على أن يصدر خلال الأيام القليلة القادمة “ميثاق شفافية” يوضح دور زوجة الرئيس بشكل نهائي، إضافة إلى الكشف لأول مرة عن عدد مساعديها وتكلفة أنشطتها على الميزانية الفرنسية، لكن مساعدي الرئيس أصروا على أن دورها سيقتصر على أنشطة علنية ولن يتضمن أي تأثير سياسي.

تعديل الدستور


وعلى الرغم من عدم صدور أي بيان رسمي من قصر الإليزيه بهذا الشأن حتى الآن، اضطر مسؤولون فرنسيون للتعليق حيث كتب المتحدث باسم الحكومة الفرنسية “كريستوف كاستانير” في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع “تويتر”: “لن يكون هناك أي تعديل للدستور، لا تخصيصات مالية جديدة، لا ميزانية لبريجيت ماكرون، كفوا عن النفاق!”.

نصرة المرأة

وفي مقال بصحيفة “الإندبندنت” البريطانية، قالت الصحفية الفرنسية من أصل عربي نبيلة رمضاني: “عندما أجريت مقابلة تليفزيونية مع “بريجيت ماكرون” ، في أثناء حملة زوجها الانتخابية، لم يكن همها كسب المال ولا إحاطة نفسها بهالة وجيش من الحرس، لم تكن قط كثيرة الطلبات ولا عالية المطامح؛ بل على العكس، لقد كان كل ما تريده هذه المدرسة المتقاعدة أن تؤخذ على محمل الجد؛ لكونها موظفة حكومية عالية التعليم غزيرة الخبرة.

وأشارت إلى أن نزعات نصرة المرأة والحركة النسائية قوية لدى ماكرون؛ فهو الذي حرص على التوازن عند اختيار أعضاء حكومته لتكون هناك مناصفة تامة بين أعداد الرجال والنساء فيها.

وتضيف :”على الطرف الآخر، هناك خصوم أقل مثالية، فقد أبدوا ضغينة كانت متوقعة منهم، وفاحت منهم كمية هائلة من الحقد على النساء، وأخذ كثير منهم يجادل بأن على السيدات الأُوليات أن يعرفن حجمهن. وقد نظم هؤلاء عريضة إلكترونية -وقَّعها هذا الأسبوع نحو 250 ألف شخص- اعتراضاً على استحداث المنصب الجديد، والآن صدر عن الحكومة الفرنسية ردٌّ وتصريحٌ بأنها لن تمنح لا لقب السيدة الأولى رسمياً ولا ميزانية خاصة لها، في الوقت الراهن على الأقل”.

يذكر أن ” بريجيت ماكرون” رافقت زوجها باستمرار خلال الحملة الانتخابية حيث تولت وضع أجندة العمل وتحرير خطاباته وتقديم النصح له.

كان “ماكرون” قد صرح خلال حملته الانتخابية، بأنه في حال ربح الانتخابات، فسوف تلعب زوجته “دوراً عاماً” لا تدفع تكلفته  بل “من أموال دافعي الضرائب” ، وذلك بتخصيص أموال من الدولة لمصاريف السيدة الأولى، التي تقوم في قصر الإليزيه. 

وأشار” ماكرون”، خلال حملته الانتخابية، إنه يريد أن يمنح زوجته دورا رسميا يشمل مكتبا خاصا وموظفين.

وأضاف: “زوجتي ستؤدي دورا ولن تكون متوارية عن الأنظار لأنها شريكة حياتي ورأيها يهمني وأظن أنه من المهم توضيح هذا الدور”.

وأوضح أن زوجته لا يجب أن تتلقى أجرا حكوميا مقابل دورها المقترح، إلا أن كثيرا من الفرنسيين يرون الخطوة بوصفها تهدف إلى إضفاء صبغة أمريكية على المشهد السياسي في بلادهم.

لا يوجد نص قانوني

وفي خضم هذا الجدل، كشفت أوساط مقربة من “بريجيت ماكرون” عن نية الاليزيه توضيح هذا “الدور العام” في الأيام المقبلة في مستند ذي صلة، ولن تتقاضى زوجة الرئيس الفرنسي أي أجر في المقابل ومن غير الوارد تعديل الدستور، بحسب المصدر عينه.

ونظريا، ما من نص قانوني راهنا يحدد إطار عمل زوجة رئيس الجمهورية أو الموارد المخصصة لها، لكن فعليا، تحظى زوجات رؤساء الدولة الفرنسية منذ زمن طويل بمكتب ومعاونين وخدمة حماية على نفقة الإليزيه،  فعلى سبيل المثال بلغت نفقات مكتب “فاليري تريرفيلر”، شريكة فرنسوا هولاند سابقا، نحو 400 ألف يورو سنة 2013.

ويعد وضع قرينة الرئيس قضية حساسة في فرنسا بعد سلسلة فضائح خلال العقود القليلة الماضية، بما في ذلك الحياة الخاصة المعقدة لسلف ماكرون، فرانسوا هولاند.

ولم يسكن قصر الإليزيه زوجان منذ عام 2012، عندما كان في المنصب الرئيس نيكولا ساركوزي وزوجته، عارضة الأزياء الشهيرة كارلا بروني.

ودخل هولاند الإليزيه عام 2012 برفقة صديقته فاليري تريفلير، لكنها تركته، بعد نشر إحدى مجلات الفضائح علاقته السرية مع الممثلة جولي غاييه عام 2014. ولم تظهر غاييه مع هولاند علنا على الإطلاق.

وأوضحت “أورور بيرجيه” الناطقة باسم “نواب الأغلبية الرئاسية”:” الفكرة هي أن يعرف الفرنسيون كلفة هذا الدور ولا بد من أن تسود الشفافية هذه المسألة”.

فمنذ ثلاثة أشهر تقريبا، تقوم زوجة رئيس الجمهورية بواجباتها على أتم وجه، فهي استقبلت الرئيس الأمريكي “ترامب وزوجته” خير استقبال وتحادثت مع النجمين “بونو وريهانا” في مسائل إنسانية وعكفت على الرد على الرسائل التي تتلقاها والتي يتخطى عددها 200 رسالة كل يوم.

وبالإضافة إلى المهام البروتوكولية، ترغب “بريجيت ماكرون” فعلا في تخصيص وقتها للاهتمام بمشاكل الإعاقة والمرض، بحسب ما أوردت صحيفة “لو فيجارو”.

رفض شعبي

ربما يعجبك أيضا