قمة أوروبية من أجل.. البيض

هدى إسماعيل

في فضيحة غذائية في دول الاتحاد الأوروبي وآسيا شاعت أزمة البيض الملوث التي تعتبر هولندا المصدر الرئيسي له في دول الاتحاد حيث اكتشف الأطباء تلوثه بمبيد حشري” فبرونيل” الأمر الذي أدى إلى قلق في الأسواق وإغلاق المتاجر حتى إشعار آخر.

بلجيكا تعلم

اعترفت بلجيكا بأنها كانت على علم، منذ يونيو الماضي، بوجود شحنة بيض قادمة من هولندا قد تكون ملوثة بمبيد حشري.

وذكرت هيئة سلامة الغذاء البلجيكية أنه تم التكتم على تلك المعلومات بسبب فتح تحقيق في القضية، مشيرة إلى أن بلادها كانت على علم “منذ بداية يونيو باحتمال وجود مادة الفبرونيل في منتجات الدواجن”.

وأوضحت كاترين شتراغير، المتحدثة باسم هيئة سلامة الغذاء قائلة: “فتحنا على الفور تحقيقا، كما أبلغنا النيابة العامة لأنها قضية تتعلق بوجود غش محتمل”.

آسيا

تجاوزت فضيحة البيض الملوث حدود أوروبا بعد رصد منتجات في هونج كونج التي عززت مراقبة البيض المستورد من أوروبا، كما ذكر مسؤولون بعد أن تبين أن بعضها ملوث بمادة مبيدة للحشرات.

وقالت وزير الصحة في هونج كونج صوفيا شان السبت إن السلطات “تعزز” عمليات مراقبة البيض المستورد من أوروبا، وأضافت أن “مركز سلامة الغذاء يدقق في البيض القادم من أوروبا عند وصوله وعند توزيعه على حد سواء”.

لكن في مؤشر إلى اتساع نطاق هذه الأزمة، أعلنت المفوضية الأوروبية أن هونج كونج استوردت بيضا من هولندا، وهي أول منطقة في آسيا تعلن تأثرها بهذه الأزمة.

إغلاق المزارع

وعلى إثر ذلك تم إغلاق قرابة 180 منشأة لمنتجات الدواجن في هولندا بشكل مؤقت، وفتحت تحقيقات في القضية التي بدأت عندما استعان مربو دواجن هولنديون بشركة متخصصة للقضاء على قمل الدجاج، والتي استخدمت مادة الفبرونيل المحظورة في معالجة الحيوانات التي تباع في متاجر المواد الغذائية، وتم تصدير البيض الملوث بها.

وتعد هولندا أحد أكبر مصدري البيض في العالم وأكبرهم في أوروبا، حيث تصدّر ما يقدر بنحو 65% من إجمالي 10 مليارات بيضة تنتجها في العام.

ألمانيا الأكثر تضررا

وكانت ألمانيا الأكثر تضررا من هذه الفضيحة، حيث قدرت وزارة الزراعة كمية البيض التي صُدّرت إليها “بثلاثة ملايين بيضة ملوثة على الأقل”، وأوضحت الوزارة أن الإنذار الأول صدر في الواقع عن بلجيكا، في 20 يوليو، لكن برلين لم تُبلغ بالأمر إلا منذ أيام من قبل السلطات الهولندية، ومع ذلك، رأى الوزير الألماني أن”نظام الإنذار الأوروبي الذي يحمي المستهلكين كان فعالا”.

وقال وزير الزراعة الألماني كريستيان شميت: “تسبب أحدهم بشكل واضح وبنية إجرامية بتلويث البيض بمادة محظورة”، وأضاف “أنتظر من السلطات المختصة كشف ملابسات هذا الملف بسرعة وبدقة، وخصوصا بلجيكا وهولندا الملزمتين بذلك”.

الاتحاد الأوروبي

دعا المفوض الأوروبي المسؤول عن سلامة الغذاء، إلى اجتماع للوزراء والهيئات الرقابية المحلية لمناقشة تداعيات تلوث بيض الدواجن الذي دفع المسؤولين فى عدد من الدول الأعضاء إلى تبادل الاتهامات.

وقال “فيتينيس أندريوكايتيس” المفوض الأوروبي المسؤول عن سلامة الغذاء في بيان، إن “تبادل اللوم والإحراج لن يؤدي إلى شيء وأريد أن أوقف هذا”.

وعبر “أندريوكايتيس” عن أمله في عقد اجتماع وزاري قبل نهاية سبتمبر، يحضره عدد من ممثلى وكالات سلامة الغذاء المحلية المختلفة.

وأضاف: “نحتاج إلى العمل معا لاستنباط الدروس التي ينبغى تعلمها والمضي قدما عوضا عن تبديد طاقتنا في تبادل الاتهامات”.

وأشار إلى أن إن البلدان المتضررة عليها أن تتوقف عن لوم بعضها البعض وإلحاق العار بها.

فيما علق الناطق باسم السلطة التنفيذية الاوروبية:” بأن الفضيحة طالت من دول الاتحاد بلجيكا وهولندا وألمانيا وفرنسا والسويد وبريطانيا والنمسا وأيرلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا والدنمارك، وأوضح أن المفوضية ستجمع هذه الدول في 26 سبتمبر “لاستخلاص العبر” من هذه الأزمة”.

أخطار الفبرونيل

تعتبر منظمة الصحة العالمية أن “الفبرونيل” مادة “متوسطة السمية”، وتشير المنظمة إلى أن المبيد الحشري يمكن أن يلحق الضرر بالكلى والكبد والغدد الليمفاوية، كما يسبب أعراضا مثل الغثيان والقيء وتهيج العينين، وتستخدم هذه المادة في قتل البراغيث والقمل والقراد، ويمنع استخدامها بالقرب من الأماكن المخصصة لإنتاج الأغذية في الاتحاد الأوروبي.

وتخلصت المحال التجارية في بلجيكا وألمانيا وهولندا من البيض الذي يحتمل تلوثه، وأكدت ألمانيا لجارتيها بلجيكا وهولندا على ضرورة الإسراع في الكشف عن ملابسات تلوث البيض، الذي وصفته بأنه عمل “إجرامي”، استدعى سحب كميات هائلة من البيض من مراكز البيع في أوروبا.