بالدراجة.. “السعيد” يعبر أوروبا ويدخل جينيس من أجل مرضى التوحد

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

دفعه طموحه إلى أقصى حدود القارة العجوز، شد أزره، وحكم قبضته، واستمد قوته من حركة قدميه الدائرية، وقوة الدفع الهوائية، وانطلق يجوب أنحاء أوروبا.

عبر قمم الجبال، واخترق السحب والوديان غير مبالٍ بتقلبات الطقس وتضاريس الطبيعة من بلد لآخر، شرد بذهنه إلى بعيد حيث نهاية الطريق.

في 29 يومًا و5 ساعات و25 دقيقة، كسر حلمي السعيد “27 عامًا” الرقم القياسي وقطع مسافة نحو 6000 كيلومتر في أنحاء أوروبا من أقصى جزء بشرق القارة في روسيا وحتى أقصى جزء في غربها بالبرتغال، ودخل موسوعة جينيس كأول مصري، وأسرع متسابق دراجات يعبر أوروبا.

الهدف من الرحلة هو زيادة الوعي بمرضى التوحد، ومساعدة أطفال التوحد على المشاركة في الأنشطة الرياضية، حيث قدمت كل التبرعات والأموال التي فاز بها الفريق لإنشاء مؤسسة خاصة لأطفال التوحد.

السعيد كان الدراج المصري الوحيد المشارك ضمن فريق مكون من 5 أشخاص ينتمون إلى السويد، وهو المسؤول عن الخريطة وتوجهات الفريق.

” كل واحد من الفريق كان لديه مهمه وهدف، أنا شخصيًا كنت المسؤول عن الخريطة، وكنت أتولى مهمة توجيه الفريق، وتحديد المسارات التي نسلكها، وكل يوم كنت أجلس مع المدرب الخاص وندرس الخريطة ونحدد توجهات الفريق لليوم التالي، وكنت أحفظ الخريطة حتى أتمكن من متابعة الطريق بطريقة جيدة أثناء قيادة الدراجة”، هكذا أوضح السعيد.

تدرب السعيد لأكثر من عام في مصر على كسر الرقم القياسي، حيث كان لديه خبرة كافية برياضات قوة التحمل تؤهله للمشاركه، لا سيما بعد أن حقق نجاحات كثيرة خلال مشاركته في مسابقات رياضية داخل مصر وخارجها.

تحدى السعيد وفريقه كل العقبات التي واجهتهم خلال رحلة أوروبا من تباين في دراجات الحرارة، ورؤية منخفضة، ورياح عاتية وغيرها من ظروف الطبيعة الشاقة التي اضطرتهم في أغلب الأوقات إلى تقليل ساعات الراحة والنوم، ودراسة الأحوال الجوية جيدًا في وضع النهار ووضع الليل قبل البدء.

“من بين الصعاب التي واجهتنا في أوروبا، أن البحث الذي أعددناه بشأن أحوال الطقس وظروف الطبيعة، وإحصائيات تعود إلى 10 سنوات ماضية أوضحت لنا أن قوة دفع الهواء ستكون من الخلف وتدفعنا للأمام وكان أحد الأسباب وراء اختيارنا توقيت الرحلة، إلا أننا حينما وصلنا إلى روسيا وجدنا العكس تمامًا حيث كانت قوة الهواء من الأمام،  وهو ما أثر سلبًا على قوتنا البدنية والذهنية في أول أسبوعين”، هكذا أشار حلمي السعيد.

يقول السعيد، “إنه بالرغم من أهمية جمع الإحصائيات التي جمعناها إلا أن الطبيعة صعب لأي شخص أن يدرسها، حيث إننا واجهنا صعوبات أيضا عند عبور سلسلة جبال البيرينيز وانخفضت نسبة الرؤية وطلبنا مساعدة من وحدة الإنقاذ التي رافقتنا”.

استغرقت الرحلة 29 يومًا و5 ساعات و25 دقيقة، حيث تخطى حلمي الرقم القياسي الخاص بموسوعة جينيس القديم بأكثر من 12 ساعة، وعبر عن فخره بتحطيمه الرقم القياسي، وذكر اسم بلده “مصر” في الموسوعة.

 

يسعى الدراج المصري محقق الرقم القياسي الجديد إلى تأسيس فريق رياضي بمصر لعبور حدودها من الشمال إلى الجنوب سيرًا على الأقدام كمشروع جديد قيد الدراسة.

تميل مشروعات السعيد في الغالب إلى دمج الرياضة بالأعمال الخيرية، معللًا ذلك بأنها تشجع الناس إلى أن يكون لديهم هدف في الحياة.

لفت السعيد إلى أن حبه للدراجات بدأ منذ طفولته، إلا أنه لم يكن يملك ثمن شراء أول دراجه بحياته فكان يدخر جزءًا من مصروفه كل شهر لشراء قطعة قطعة وقام بنفسه بصنعها.

يذكر أن الرحلة تمت في شهر مايو الماضي، حيث سافر حلمي ضمن فريق “فاستست إكس يوروب” عبر روسيا وبولندا وجمهورية التشيك وألمانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال، واستقل الفريق الدراجات الهوائية بداية من أقصى نقطة شمال في أوروبا بمدينة أوفا في شمال روسيا عند جبال الأورال حتى أقصى نقطة في غرب أوروبا بمنطقة كابو دي روكا في البرتغال لمدة 29 يومًا.

 

ربما يعجبك أيضا