الدهس في فيرجينيا.. أسرع الطرق إلى الموت

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

“وحّدوا اليمين” مسيرة تزعمها اليمين المتطرف الأمريكي بولاية فيرجينيا، لتبدأ سلمية وتنتهي بدماء على الأسفلت، حيث أقدمت سيارة على صدم مجموعة من الأشخاص خرجوا بتظاهرة مضادّة تنديدًا باليمين المتطرّف، ما أدّى إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة 19 آخرين.

تمثال العبودية

بدأت الأزمة في المدينة مع تنظيم القوميين البيض مسيرات هي الأكبر منذ سنوات اعتراضا على خطط لإزالة تمثال أحد جنرالات الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، الذي كان مؤيداً لاستمرار العبودية.

وتعتبر المسيرة جزءًا من جدال مستمر في الولايات الجنوبية الأمريكية بشأن علم الولايات الكونفدرالية وغيره من رموز الحرب الأهلية التي كان إلغاء العبودية ضمن أكبر أسبابها.

اليمين المتطرف

ذكر مركز “سذرن بوفيرتي لو سنتر” -الذي يراقب الحركات المتطرفة- أن مسيرة “وحدوا اليمين” التي جرت  أمس السبت واحدة من أهم التظاهرات من نوعها منذ عقود، فقد تحوّلت التجمعات التي سبقت التظاهرات إلى أعمال عنف، عندما تواجهت مجموعة من القوميين الذين يؤمنون بتفوّق العرق الأبيض من اليمين المتطرف مع متظاهرين مناوئين لهم.

وقالت رئيسة جامعة فيرجينيا تيريزا سوليفان: “أنا حزينة جدا ومنزعجة من هذا التصرف الذي يدل على الكراهية، والذي أبداه المتظاهرون الذين كانوا يحملون الشعلات وساروا في حرم الجامعة هذا المساء”.

وأتت مسيرة اليمين المتطرّف السبت عقب تظاهرة أصغر حجما الشهر الماضي تجمع خلالها عشرات من المرتبطين بمجموعة “كو كلوكس كلان” ، ولكن وهذه المرّة، شاركت في المسيرة شخصيات بارزة من حركة “اليمين المتطرّف” التي يقول الناقدون إنها أصبحت اكثر جرأة بعد انتخاب ترامب للرئاسة، وذلك في محاولة منها لحشد مزيد من المؤيّدين.

ردود الأفعال

أعلن المدوّن اليميني “جيسون كيسلر” الذي دعا إلى تظاهرة القوميّين البيض، أنّ تظاهرات السبت “حدث مهمّ جدا لحركتنا”.

وعلى وقع تلك الاشتباكات، دعا ترامب إلى الوحدة، حاضّا الأمريكيّين على “إدانة كل أشكال الكراهية”، وقال في تغريدة “يجب أن نتحد جميعًا وأن ندين كلّ أشكال الكراهية.. هذا النوع من العنف ليس له مكان في أميركا، دعونا نتحد”.

وأضاف: “نتابع عن كثب الأحداث المفزعة التي تتكشف في تشارلوتسفيل، وندين بأقصى العبارات الممكنة تظاهرة الكراهية الضخمة هذه، والتعصب الأعمى، وأعمال العنف التي تسببت فيها أطراف عدة،نحن جميعا أميركيون أولا بغض النظر عن اللون والجنس والانتماء السياسي”.

وقال حاكم الولاية “تيري ماكاوليف” على تويتر إنّ إعلان حال الطوارئ “ضروري لمساعدة الولاية على مواجهة عنف مسيرة اليمين المتطرّف في شارلوتسفيل”.

“تعصّب دنيء” في المواقف، كتبت السيدة الاولى “ميلانيا ترامب”، التي نادرًا ما تدلي بتصريحات، على تويتر تقول ردًا على تظاهرة اليمين المتطرف “بلدنا يشجّع حرّية التعبير، لكن لِنتحاور بدون كراهية في قلوبنا، لا خير يأتي من العنف”.

كذلك، قال رئيس مجلس النوّاب الجمهوري بول ريان، على تويتر، “الأفكار التي تغذي المشهد في شارلوتسفيل كريهة. فليتّحد الأميركيّون في وجه هذا النوع من التعصب الدنيء”.

إعلان الطوارئ

أظهر شريط فيديو بُثّ على مواقع التواصل الاجتماعي سيّارة داكنة اللون تصدم بعنف مؤخّرة سيارة أخرى قبل أن تنطلق مجدّدًا في اتجاه الخلف وسط متظاهرين، وأظهرت مشاهد أخرى جرحى ممدّدين أرضًا.

وقال أشخاص كانوا موجودين في المكان: إنّ ضحايا عملية الصدم هم متظاهرون أتوا للتنديد بوجود مجموعات لليمين المتطرّف في “شارلوتسفيل”، وأوضحت بلدية المدينة أن منفّذ عملية الصدم أودع لاحقاً السجن.

الأمر الذى أجبر حاكم الولاية “تيري ماكاوليف”إلى اعلان حال الطوارئ، فيما سعت قوات الأمن إلى احتواء اشتباكات عنيفة دارت بينهم.
وقال “ماكاوليف” في معرض إعلانه عن حال الطوارئ “أصبح واضحًا الآن أنّه لا يمكن حماية السلامة العامة بدون سلطات اضافية، وأنّ المحتجين الذين اتى معظمهم من خارج الولاية، جاؤوا إلى فيرجينيا لتعريض مواطنينا وممتلكاتهم للخطر”.

فيما قامت الشرطة الأمريكية باعتقال الشاب الذي يدعى سائق السيارة ويدعى “جيمس أليكس” ومواجهته بتهم، من بينها القتل من الدرجة الثانية، بينما أعطى المجلس المحلي هناك الضوء الأخضر لفرض حظر التجول في المدينة ، وفي حادث متصل، قتل شرطيان كانا ضمن قوة التأمين المكلفة بمراقبة المسيرات إثر سقوط مروحيتهما قرب تشاروتسفيل.

و قد بدأت الشرطة بإخلاء حديقة “ايمانسيبيشن” في المدينة، وشنّت عدداً من الاعتقالات بعد إعلانها أنّ الموجودين في الحديقة يشاركون بـ”تجمع غير قانوني”.

وشاهد مراسل وكالة “فرانس برس” في الموقع متظاهرين يرتدي بعضهم ملابس تُشبه الزي العسكري، يرشقون الزجاجات حتى قبل موعد بدء المسيرة.
https://www.youtube.com/watch?v=vo5jJh9zDL8

ربما يعجبك أيضا