“كوبرا الريال” وكتائب “زيزو” .. كلمة السر وراء تحطيم آمال برشلونة

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

في مباراة بدأت حذرة، ومن ثم تخطت كل الحواجز وتعالت على نفسها، دخل كوبرا الريال – النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو – إلى أرض الميدان لينثر سمه على أرجاء الملعب ويضع كلمة الفصل في “الكامب نو” أمام مشجعي غريمه التقليدي برشلونة، ثم يخرج كأن شيئًا لم يكن، ليسطر مجدًا جديدًا خلق لوجهه المضيء، وكأنه يوجه رسالة إلى الفرنسي زين الدين زيدان، ملخصها أن “الكتائب التي يكون قائدها زيزو لا تهزم أبدًا”.

فعلى أرض “الكامب نو” جمعت مباراة ذهاب كأس السوبر الإسباني عملاقي الكرة الإسبانية، مساء أمس الأحد، في مواجهة كانت أكثر استقرارًا للنادي الملكي، وأكثر عمقًا في التشكيل من أبناء كتالونيا، والتي انتزع من خلالها ريال مدريد فوزًا كبيرًا على غريمه التقليدي برشلونة 3-1، ليواصل المدرب الفرنسي زيدان سلسلة نتائجة المبهرة.

مواجهة الذهاب في يوم هو الأسوء لـ “بيكيه”

لم يكن فوز ريال مدريد على برشلونة مفاجئًا إلى حد كبير، ولكن فوزه بهذه النتيجة، بالإضافة إلى الأداء الذي قدمه برشلونة على ملعبه ووسط جمهوره، ذلك الذي حمل كل عناصر المفاجأة في مباراة الذهاب، فالتأخر بنتيجة 3 أهداف جعلت من إمكانية التعويض في “سنتياجو برنابيو” -مساء الأربعاء المقبل – مهمة صعبة أمام أبناء كتالونيا.

وتعد المباراة هي التجربة الرسمية الأولى للمدير الفني الجديد للبرسا إرنيستو فالفيردي، ولكنه سقط في عديد من النقاط التي منحت تفوقًا كبيرًا لكتيبة زين الدين زيدان.

وكانت من أهم هذه النقاط التي ساهمت في خسارة برشلونة، ظهور المدافع الإسباني جيرارد بيكيه، في مباراة الأمس كمدافع أكل عليه الدهر وشرب، وخاصة أمام الهجمات المرتدة لريال مدريد.

فقد أحرز بيكيه الهدف الأول في شباك فريقه عن طريق الخطأ، ليصبح أول لاعب برشلوني يسجل في مرماه في الكلاسيكو في القرن 21 في جميع المسابقات.

كما لم يبذل “رونالدو” و”أسينسيو” جهدًا كبيرًا في تجاوزه وإحراز الهدفين الآخرين لريال مدريد، ليكون واحدًا من ضمن الأسباب الرئيسية في خسارة برشلونة.

وبالرغم من ذلك فلا يمكن لوم المدافع الدولي الإسباني وحده، فالضغط المتقدم في آخر نصف ساعة من عمر المباراة كشف الخط الخلفي لبرشلونة بالكامل، وكان من الملاحظ أن الهدفين الثاني والثالث متطابقان في بناء الهجمة مع نهايات مختلفة من حيث مكان الكرة في المرمى.

“رونالدو” يتصدر المشهد بعد طرد مشكوك في صحته

تلقى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بطاقة حمراء، مشكوكًا في صحتها -بعد إحراز هدفه الأول في المباراة والثاني لفريقه- حيث أشهر حكم المباراة البطاقة الصفراء في وجهه الدون بسبب خلع قميصه احتفالًا بتسجيل الهدف، ثم تم طرده من المباراة بعدها بثلاث دقائق، لأن الحكم رأى أنه يدعى السقوط في محاولة للحصول على ركلة جزاء، وبذلك سيتغيب رونالدو عن لقاء الإياب.

وقد احتفل النجم البرتغالي بعد إحراز الهدف بخلع قميصه أمام مشجعي الكامب نو في إشارة منه إلى قميصه الذي يحمل الرقم 7 على طريقة “ميسي”.

حكم اللقاء يدين “كوبرا الريال”!

من جانبه أدان الحكم الإسباني ريكاردو دي بيرجوس، نجم ريال مدريد، مشيرًا في تقريره أنه “دُفع” بواسطة اللاعب أمام برشلونة، حيث كتب في التقرير الذي نشرته إذاعة “كوبي” الإسبانية أن: “بعد خروج البطاقة الحمراء، رونالدو دفعني قليلًا في إشارة لعدم الرضا عن القرار”.

وتعني إدانة الحكم لرونالدو أن اللاعب بات مهددًا بالإيقاف لمدة من 4 إلى 12 مباراة.

وحسبما أشارت الإذاعة الإسبانية إلى أن “رونالدو” من الممكن أن يتم إيقافه لمدة 4 مباريات، حيث أصبح بكل تأكيد سيغيب عن إياب السوبر الإسباني، وبعدها إذا نفذت العقوبة، سيغيب عن 4 مباريات في الدوري الإسباني.

“زيدان” منزعج ويؤكد: قرار الحكم كان قاسيًا

قال المدرب الفرنسي زين الدين زيدان – في مؤتمر صحفي بعد انتهاء اللقاء – أن فريقه سيقدم طعنًا ضد الإنذار الثاني الذي حصل عليه لاعبه كريستيانو رونالدو، لادعاء التعرض للعرقلة خلال مباراة ذهاب كأس السوبر، وتابع زيدان: “قدمنا مباراة رائعة.. لكنني منزعج من طرد رونالدو”.

وأوضح زيزو: “ربما لم تكن ركلة جزاء لكن قرار الطرد كان قاسيًا بعض الشيء.. لا نستطيع تغيير الأمر لكننا سنحاول التأكد من مشاركته يوم الأربعاء في لقاء الإياب”.

جدران برشلونة ممتلئة بالأزمات

تمر قلعة البلوجرانا الآن بما يكفي من الأزمات، ولم ينتظر أي مشجع للنادي أن تكون الخسارة أمام الغريم المباشر على لقب رسمي أن تكون من ضمن تلك القائمة.

وهناك مجموعة من الحقائق التي يجب على فالفيردي وجماهير برشلونة تقبلها:

–  ففي البداية لم يكن رجوع اللاعب جيرارد دولوفيو – القادم من إيفرتون والذي قضى موسمه الأخير في إيطاليا بقمصان الميلان – مثالي، فالجناح الإسباني الشاب يفتقر للحلول الفردية وللثقة التي تتيح له تشكيل خطورة مقاربة لخطورة نيمار الراحل إلى عاصمة النور، لذلك لا يمكن الاعتماد على سياسة “بديل نيمار”، وقد يكون الأفضل هو تبديل طريقة اللعب برمتها.

–  الظهور المهلهل لدفاع برشلونة، أمام الهجمات المرتدة لريال مدريد، لربما أثار انتباه “فالفيردي” نحو ضرورة تدعيم الفريق ببدائل دفاعية قوية وشابة.

– رغم اعتماد “فالفيردي” على خطته المفضلة، إلا أنه عاب على برشلونة عدم التجديد خلال أطوار المباراة، حتى مع إجراء التبديلات، لذلك ظهرت عدم قدرته على قراءة مجريات المباراة، وعدم إيجاد الحلول الفنية القادرة على منح برشلونة الفوز، ولو من خلال الاعتماد على البدلاء.

أرقام قياسية بعد موقعة “كامب نو”

بعد أن انتزع ريال مدريد هذا الفوز الكبير على ملعب الكامب نو، تحققت العديد من الأرقام القياسية والمبهرة والتي تمثلت في:

–  أصبح زيدان المدرب الوحيد في تاريح ريال مدريد الذي لم يخسر في أول ثلاث مواجهات كلاسيكو على ملعب برشلونة، حيث فاز باثنين وتعادل في واحدة.

–  ريال مدريد سجل في 67 مباراة متتالية، وهي السلسلة الأطول على الإطلاق لفريق من الدوريات الأوروبية الـ 5 الكبرى.

–  أصبح رونالدو الآن مسجلا 11 هدفًا في الكلاسيكو على ملعب كامب نو أكثر من ميسي “10 أهداف”.

–  وصل رونالدو لمباراته رقم 396 مع ريال مدريد معادلًا رقم أسطورة الملكي ألفريدو دي ستيفانو.

–  سجل اللاعب ماركو أسينسيو في أولى مبارياته الرسمية في معظم البطولات مع ريال مدريد.

–  سجل ميسي هدفه رقم 24 في الكلاسيكو ليواصل تحطيم رقمه الشخصي بأكثر اللاعبين تسجيلًا في مباريات ريال مدريد وبرشلونة.

–  سجل ميسي هدفه رقم 13 في كأس السوبر الإسباني وهو الهداف التاريخي للبطولة.

–  بيكيه أصبح أول لاعب لبرشلونة يسجهل هدفًا بالخطأ في مرماه في الكلاسيكو في القرن الـ 21 في جميع المسابقات.

في نهاية الأمر تفوق من تفوق، وأخفق من أخفق، ولكن الحقيقة التي يجب أن نؤمن بها جميعًا هي أن ريال مدريد أصبح الآن في حقبة جديدة مع زيدان، فالحديث عن ذلك لم يأتي من مجرد مباراة أو إثنين، إنما جاء من التنظيم الجيد وبناء المستقبل، تلك السياسة التي يتبعها الفرنسي المخضرم لتقديم أفضل مالديه في عالم الساحرة المستديرة.

https://www.youtube.com/watch?v=BOiIMNyzWig

ربما يعجبك أيضا