بيوت الذكريات.. دعاية مجانية للحكام أم رصد واقعي للتاريخ؟

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

المتاحف ليست أماكن للحفاظ على القطع الأثرية وحسب، بل هي بيوتًا للذكريات، فهي تذكرنا بالذين انتصروا، والذين فقدوا، والذين عاشوا وماتوا، ولكن من يتحكم في كيفية تذكر التاريخ؟.

وحسب مجلة “ناشيونال جيوجرافيك”، فإن هناك عدم وجود موضوعية في سرد التاريخ داخل بعض المتاحف وخاصة المتاحف الحربيية، ومن هنا جاءت الفكرة للمصور “جيسون لاركن” للقيام بجولة بجميع أنحاء العالم لزيارة المتاحف وتوثيق كيف يتم تصوير التاريخ، وخاصة ذكريات الحرب.

“الماضي كما يجب أن يكون”، وتحت هذا الشعار أطلق المصور لاركن فكرة مشروعه، وكان في ذلك الوقت يعيش في مصر ولاحظ بعض الاختلافات في المعارض والمتاحف حول الحروب في البلاد، قائلا :”هناك الكثير من عدم الدقة، وتساءل من قام بتمويل بناء المتاحف؟ من الذي يتخذ القرارات حول كيفية سير التاريخ؟ “.

وفي كثيرا من الأحيان تكون الدولة هي المسؤولة عن تمويل بناء المتاحف وغالبا ما تكون هناك جهات مانحة خارجية، وعلى سبيل المثال، متحف حرب أكتوبر 1973 في القاهرة – وهو متحف مع بانوراما 360 درجة  للإشادة بحرب مصر التي استمرت أسبوعين ضد إسرائيل – وتم تمويله جزئيا وبناؤه من قبل حكومة كوريا الشمالية حيث كانت هناك علاقات وثيقة في ذلك الوقت بين البلدين.

وزار لاركن مئات المتاحف في جميع أنحاء العالم، من بينها بريطانيا، الولايات المتحدة، فيتنام، كوبا ومصر، وقام بتصوير لوحات، ومنحوتات، وأشار إلى أنه في بعض الأماكن مثل فيتنام وكوبا اختارت بعض المتاحف أن تمثل تاريخا من الصراع المؤلم بطريقة خلاقة، وفي متحف المدينة في دا نانغ كانت المنحوتات مصنوعة من شظايا القنابل.

وفي متاحف الحرب في جميع أنحاء العالم، لاحظ لاركن موضوعا رئيسيا، بأنها في الغالب تظهر كيفية بناء الدولة، والدعاية لها، وإظهار البلاد بصورة قوية ، قائلا: “أنا لست هنا للطعن في سرد التاريخ، ولكن فقط لتوضيح كيف تم طرحه”.

متحف الحرب “بانوراما حرب أكتوبر”، بميدنة القاهرة ، مصر

متحف سلاح الجو بمدينة “هو تشي منه” في فيتنام

متحف الثورة في كوبا

متحف سلاح الجو الملكي البريطاني

ربما يعجبك أيضا