“الدبلوماسية والمصالح الاقتصادية وليبيا” أبرز أسباب عودة سفير إيطاليا لمصر

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر

القاهرة – إشادات مصرية وإيطالية على مدار اليومين الماضيين بعد قرار الحكومة الإيطالية بإعادة سفيرها إلى مصر بعد أكثر من عام من سحبه، لكن قرار روما جاء محملا بالعديد من الضغوط التي مارستها مصر خلال العام الماضي، فضلا عن محاولات الشركات الإيطالية بسبب مصالحها في مصر.

خلال هذا التقرير، نرصد عددا من الأسباب الرئيسية التي دفعت حكومة باولو جينتيلوني، خصوصا في ظل استمرار التحقيقات في واقعة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.

“إعلان إيطاليا”

وكانت إيطاليا، أعلنت عبر وزير خارجيتها أنجيلينو ألفانو، أمس، إعادة السفير جيامباولو كانتينى للعاصمة المصرية، مع الالتزام بالتوصل لحقيقة مقتل الباحث جوليو ريجينى، والذي اختفى في ظروف غامضة في 25 يناير 2015، قبل العثور على جثته قرب طريق سريع خارج القاهرة فى 3 فبراير.

ويأتر قرار الحكومة الإيطالية بعد عام تقريبا من سحب سفيرها، على خلفية مقتل “ريجيني”، وسط توتر بين البلدين واتهامات متبادلة، ومطالبات من روما لمصر بإعلان كافة التفاصيل.

وأعرب وزير خارجية إيطاليا خلال اتصاله بنظيره المصري سامح شكري عن تطلع بلاده لموافقة مصر على تعيين سفير إيطاليا الجديد جيامباولو كانتينى، وأمله فى أن تشهد المرحلة القادمة دفعة قوية للعلاقات بين البلدين فى شتى المجالات، وبما يعكس خصوصية وتاريخية العلاقات بين البلدين.

“ترحيب مصري”

الرد المصري كان سريعا، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد، أن “شكري” رحب من جانبه بقرار الحكومة الإيطالية، مشددا على اعتزام مصر التقدم بطلب الموافقة على ترشيح السفير المصرى الجديد لدى روما هشام بدر، بشكل متزامن.

وذكر أبو زيد، في بيان رسمي، أن الوزيران أكدا أهمية الإسراع بالإعلان عن الموافقة على تعيين السفيرين بشكل يضمن إعادة الزخم وقوة الدفع للعلاقات في أسرع وقت، مشيرا إلى أن شدد على ثقته في أن ما يجمع البلدين من رصيد تاريخي طويل من العلاقات الأخوية الخاصة، والتفاهم المشترك، والمصالح المتبادلة، كفيل بأن يوفر قوة دفع جديدة لمسار للعلاقات المصرية الإيطالية.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن قرار إيطاليا يأتي بسبب دور مصر الإقليمي والبرامج الثنائية، إضافة إلى المصالح المشتركة بين البلدين، إضافة إلى التطورات الإقليمية خاصة في الملف الليبي.

“قضية ريجيني”

لم تكن قضية مقتل “ريجيني” بعيدة عن الأحداث، حيث أصدر النائب العام المصري أصدر المستشار نبيل صادق، بيانا مشتركا من النيابة العامة المصرية ونيابة الجمهورية لدى محكمة روما الإيطالية، بشأن التحقيقات حول القضية، ودار الحوار حول آخر مستجدات التحقيقات التى يتولاها فريق التحقيق من النيابة العامة المصرية عقب اللقاء السادس لوفدي النيابتين فى مايو الماضى.

 وطالبت إيطاليا بسؤال بعض ضباط الشرطة عن تحرياتهم التي أجروها عقب بلاغ نقيب الباعة الجائلين بالقاهرة، وشأن أنشطة استرجاع البيانات الخاصة بكاميرات محطة مترو الانفاق، والتي وكلت إلى شركة أجنبية، مشيرين على عقد لقاء جديد بينهما في سبتمبر المقبل للتواصل حول التطورات المحتملة في القضية حتى الوصول إلى الحقيقة.

“أسباب العودة”

العودة الإيطالية إلى كان لها العديد من الدوافع بعد الانقطاع الذي دام أكثر من عام، والتي كانت بدايتها من ضغط الدبلوماسية المصرية، خاصة أن السفير المصرى السابق فى روما عمرو حلمى استمر فى منصبه حتى شهر ديسمبر الماضى، بالرغم من سحب إيطاليا سفيرها فى إبريل من العام ذاته، فضلا عن سفره إلى روما روما بشكل شخصي لحل الأمر بطريقة ودية استغلالاً لعلاقاته.

الضغوط الدبلوماسية، أيضا، كانت شديدة على روما بعد حادثة مقتل مهندس بإحدى القرى السياحية ويدعة طارق أحمد عبد الحميد من قبل سائح إيطالى فى الغردقة يدعى دوني ليوناروس إيفان باسكا، بعد تعديه بالضرب عليه، إضافة إلى حادثة اختفاء مصري في مدينة ميلانو الإيطالية يدعى مجدى عقل فى ميلانو، وتعرض عدد آخر من المصريين للقتل والاختفاء على مدار العام الماضي.

وكانت الأسباب الاقتصادية والمصالح المشتركة لها عامل أساسي، خصوصا في ظل اكتشاف شركة “إيني” الإيطالية أكبر حقل للغاز الطبيعى فى المياه الإقليمية المصرية، إضافة إلى الضغوط على الحكومة المصرية من قبل أصحاب الشركات السياحية في روما، وهو ما أكده نائب رئيس اتحاد الشركات السياحية الإيطالية ياكوبو دى ريا في مؤتمر مع وزير السياحة المصري يحي راشد، أن الاتحاد يسعى للتعاون مع الوزارة بشكل مباشر للترويج للمقصد السياحي المصري لدى شركات السياحة الإيطالية، لوضع مصر على رأس برامجها السياحية في الفترة المقبلة.

البرلمان الإيطالي، أيضا، كان من الداعمين إلى إعادة العلاقات مع مصر خصوصا في ظل تطور الأوضاع فى ليبيا ومعاناة روما من الهجرة غير الشرعية، حيث وافق البرلمان الإيطالى مطلع الشهر الجارى على خطة لإرسال قطع بحرية إلى ليبيا فى إطار المحاولات للحد من عبور المهاجرين البحر المتوسط باتجاه أوروبا.

ربما يعجبك أيضا