70 عاما من الاستقلال.. لحظات لن تُنسى في تاريخ الهند

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

في منتصف ليل 15 أغسطس 1947، بينما كان يقبع العالم في ثبات عميق، وفي لحظة تاريخية نادرة، خرجت الهند من الماضي إلى الحاضر، واستيقظت للحياة والحرية، وتخلصت من الاحتلال البريطاني الذي استمر ما يقرب من 200 عاما.

غير أن تلك الساعة المصيرية كانت أيضا بداية التقسيم بين الهند وباكستان، وأدى التقسيم إلى واحدة من أكبر الهجرات في التاريخ البشري حيث تبادل المسلمون والهندوس والسيخ الجانبين خشية الاضطهاد بمجرد أن تصبح الحدود رسمية.

وفي هذه العملية توفي أكثر من مليون شخص مع عائلات ومجتمعات مقسمة إلى الأبد، مما خلق توترات تسببت في ثلاث حروب منذ ذلك الحين وما زالت أعمال العنف مستمرة حتى يومنا هذا.

وبينما تحتفل كلا من الدولتان بـ70 عاما من الاستقلال، فإننا ننظر إلى الوراء إلى كيفية تشكيل الدولتين، وسنوات من إراقة الدماء التي تلت ذلك.

كيف حصل الاستقلال الهندي والباكستاني؟

في عام 1857، بدأت حركة الاستقلال الهندية، وقاد المؤيدون الأوائل انتفاضات مسلحة ضد الحكم البريطاني، ولكن قادة المؤتمر الوطني الهندي، الذي تأسس في عام 1885، دفعوا لمزيد من حقوق الهنود من حيث الخدمة المدنية الواسعة وملكية الأراضي.

وفي 1920، تولي المهاتما غاندي زعامة حركة الاستقلال الهندية، وبإيمانه بالحقوق المدنية والنضال غير العنيف ألهم جيلًا كبيرًا،  فجاء العديد من الناشطين الملهمين، مثل أمبيدكار، الذي دافع عن حقوق أكبر للطبقات الفقيرة.

في عام 1942، أطلق الكونجرس حركة “اتركوا الهند”، ووعدت بريطانيا، التي تقود الحرب ضد النازية في الحرب العالمية الثانية بـ 2.5 مليون جندي هندي، بمنح استقلال الهند بعد الحرب، وعقب معركة بريطانيا قال غاندي إنه لن يدفع من أجل استقلال الهند الذاتي.

ومع نهاية الحرب ومع ضعف إمبراطوريتها، لم تتمكن بريطانيا من مقاومة الطلب الساحق على الاستقلال، وقد هيمن ذلك على انتخابات كل من الكونجرس والجماعة الإسلامية بقيادة محمد علي جناح، ووعلاوة على ذلك، أصبح كليمنت أتلي، رئيس وزراء بريطانيا مؤيدا للاستقلال.

وفي مناخ من التوترات الطائفية المتزايدة والضغط من جناح، الذي طالب بضرورة أن يكون للمسلمين دولتهم الخاصة، تم تصور خطة مونتباتن على عجل، وقسمت الهند البريطانية على أسس دينية واسعة، وأصبحت هناك مشكلة بأن ملايين من المسلمين سيعيشون في الهند ذات الأغلبية الهندوسية، فيما سيعيش أعداد هائلة من الهندوس والسيخ في باكستان ذات الأغلبية المسلمة.

واقترح السير سيريل رادكليف، الذي قاد لجنة الحدود، “خط رادكليف” الذي يعد “قسما افتراضيا” للبلاد الشاسعة على أساس أهميات المقاطعات البسيطة، وقدم خطته لكل من الحدود الغربية والشرقية في 9 أغسطس 1947 – قبل خمسة أيام فقط من دخوله حيز التنفيذ.

يذكر أن البلدين يحتفلان في أيام مختلفة لأن اللورد مونتباتن نائب الملك الهندي كان عليه حضور الاحتفال الباكستاني في 14 أغسطس ثم السفر إلى دلهي في  يوم الاستقلال الأول في الهند يوم 15 أغسطس، وظل الملك جورج السادس رئيس دولة الهند حتى تكريس دستور البلاد في عام ، فيما ظلت باكستان تحت سيادة التاج حتى عام 1956، عندما دخل دستورها حيز التنفيذ.

هجرة جماعية وقتلى بالملايين

وبدأ الفصل بين البلدين على خطوط الحدود التي أنشأها البريطانيون في نهاية حكمهم الاستعماري، منتصف ليل 14 أغسطس 1947، وفي الأيام والأسابيع والأشهر التي تلت التقسيم، كان 15 مليون مسلم وهندوسي وسيخ خائفين من التمييز، وبدلوا البلدان في حالة من الاضطراب.

ولقي ما لا يقل عن مليون شخص مصرعهم على طول الرحلة، بينما بقي الآخرون في مخيمات أقيمت في المدن التي دفعت بالفعل إلى حافة الهاوية بسبب أعمال العنف والنهب ونقص الغذاء.

ونترككم مع لقطات تظهر الحياة اليومية في الهند بعد استقلالها.

ربما يعجبك أيضا