بعد توقف لسنوات.. “النجم الساطع” تحارب الإرهاب مجددًا

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

بعد توقف دام سنوات ولأول مرة منذ الإطاحة بالرئيس المصري الِأسبق حسني مبارك، يستعد الجيش الأمريكي من جديد للمشاركة في مناورات “النجم الساطع” العسكرية مع مصر.

المناورات التي تقام على أرض مصر، عادت إلى الواجهة بعد بضعة شهور من استقبال ترامب للرئيس المصري في البيت الأبيض، وإبراز دور القاهرة في محاربة التطرف داخل مصر وخارجها.

برايت ستار

وتعتبر مناورات النجم الساطع أو “برايت ستار” التي ستبدأ الشهر المقبل، جهد ثنائي يركز على عمليات مكافحة الإرهاب، في الوقت الذي تكافح فيه مصر للقضاء على التطرف المسلح في شبه جزيرة سيناء.

وكانت آخر عملية مناورات جرت عام 2009، قبل أن تتوقف بسبب الأحداث الداخلية في مصر عام 2011، ومن ثم توقف الولايات المتحدة عن المشاركة بقرار من أوباما عام 2013.

بداية الفكرة

بدأت مناورات النجم الساطع عام 1980 كعملية تدريب ثنائية بين الولايات المتحدة والجيش المصري بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.

تضخمت هذه المناورات وشملت عدة دول بالإضافة إلى مصر وأمريكا؛ شاركت فيها قوات من الكويت والأردن، وقوات من حلف شمال الأطلسي.

ودعيت للمناورات في بادئ الأمر 33 دولة إضافة إلى تسع دول أفريقية أخرى للمشاركة فيها عن طريق إرسال مراقبين لرصدها.

أهداف عسكرية

تهدف “النجم الساطع” إلى تبادل الخبرات بين مختلف المدارس العسكرية‏,‏ ونظم التسليح المتطورة؛ بالإضافة إلي ما يوفره هذا التدريب من فرص كبيرة لتوطيد أواصر التعاون والصداقة بين الدول المشاركة‏.

وتركز المناورات على مهارات القتال في الصحراء عن طريق تعلم القوات كل شيء من كيفية الحفاظ على معداتهم إلى كيفية الاتصال مع بعضهم البعض ومع قوات التحالف.

فترات التوقف

توقفت المناورات لفترات بسبب الأحوال السياسية والعسكرية المتقلبة بمنطقة الشرق الأوسط، حيث تم إلغاؤها عام 1991 بسبب التزامات الدول المشاركة في حرب الكويت. وألغيت في 2003 بسبب التزامات الولايات المتحدة في حرب العراق.

وفي 2011 ألغيت المناورات في ضوء التطورات والوضع الانتقالي الذي مرت به مصر في أعقاب ثورة 25 يناير. كما أعلن إلغاؤها عام 2013 بعد التوتر الذي نشب عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في مصر.

الفعاليات والمهام

مناورات النجم الساطع هذا العام 2017 سيرتكز العمل فيها بالمقام الأول على مكافحة الإرهاب والكشف عن القنابل المزروعة والألغام، وعمليات الأمن الحدودية، وجميع المهام الحاسمة لمكافحة ظاهرة الإرهاب في شبه جزيرة في سيناء، والتي شهدت تدفق مسلحي تنظيم داعش إليها.

وعلى عكس ما حدث في السنوات الماضية، فإن تمارين النجم الساطع ستحتوي على بصمة عسكرية أمريكية أصغر، أي عدة مئات من الأفراد مقارنة بالآلاف التي شاركت أوائل الثمانينات.

تعاون مشترك

وعقب الإعلان عن استئنافها هذا العام، صرح مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، بأن قرابة 200 جندي أمريكي سيشاركون في المناورات.

المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على القوات الأمريكية في المنطقة، جوش جاك، أشار إلى أن “النجم الساطع 2017″، هو تدريب ثنائي للقيادة يشمل تدريبات ميدانية ويتضمن أيضا نقاشا مع كبار القادة في مصر.

يقول جاك “المشاركة تقوي العلاقات العسكرية بين القوات الأمريكية وشركائنا المصريين.. هذه العملية تعزز الأمن والاستقرار الإقليميين من خلال الاستجابة للسيناريوهات الأمنية الحديثة.. نُقدر الدعوة للعمل مع القوات المسلحة المصرية”.

من جهته يرى مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، ديفيد شينكر، أن “هناك حاجة كبيرة إلى هذا النوع من المناورات، ولا يوجد تهديد حقيقي للقاهرة من الإرهاب الخارجي في المنطقة، لكن حدودها مع ليبيا والسودان تثير قلقا متزايدا”.

مشاركة سودانية

وللمرة الأولى منذ نحو 30 عاما، تتلقى السودان دعوة للمشاركة في تلك المناورات، حسبما أعلنت وزارة الدفاع السودانية.

الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد أحمد خليفة الشامي، أوضح أن المشاركة السودانية ستكون مقتصرة على صفة “مراقب” فقط، مشيرا إلى أن بعض الضباط وضباط الركن السودانيين، سيشاركون خلال هيئة لجان التحكيم وإعداد التمارين.

وأكد الشامي “بالطبع هناك استفادة لهذه المشاركة عبر نيل خبرات إضافية للضباط السودانيين، ونأمل في التمرينات القادمة أن تشارك القوات السودانية”.

ربما يعجبك أيضا