بعد 100 يوم.. شعبية ماكرون على المحك

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

باريس – بعد انتخابه رئيساً لفرنسا في السابع من آيار/ مايو تشهد شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون تراجعاً كبيراً حسب استطلاعات الرأي إذ أعرب 32% عن ارتياحهم وثقتهم بأداء ماكرون، مقابل 62% من الفرنسيين يقولون إنهم غير راضين بأدائه.

32% هي نسبة المؤيدين لسياسات الرئيس ماكرون بعد 100 يوم على تسلمه الرئاسة الفرنسية، وهي أدنى نسبة مقارنة مع الرؤساء الذين سبقوه في المرحلة نفسها، حيث سجل سلفه فرانسوا هولاند 46% و45% لساركوزي.

تدابير اقتصادية

يرى بعض الخبراء أن ماكرون وبالبرغم من وفائه بعدد من وعوده الانتخابية مثل التصويت على قانون أخلاقيات الحياة السياسية، فإن تدابير تم إقرارها بهدف تقليص العجز في الميزانية أثارت استياء العديد من الفرنسيين الذين أخذوا على ماكرون عدم إلتزامه بما وعد به في قضايا داخلية.

ووصفت صحيفة “لوفيجارو” في صفحتها الأولى أن “الفرنسيين توقفوا عن حب ماكرون”، موضحة أنه ليس هناك رئيس فرنسي يفقد شعبيته بهذا الحجم بهذه السرعة في بداية حكمه للبلاد، منذ تولي الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، فترته الرئاسية الأولى في عام 1995.

وبحسب الصحيفة فإن ماكرون أصبح تحت النيران بسبب برنامج الإصلاح العملي في فرنسا، بالإضافة إلى خفض الموازنة والانفاقات العامة، إضافة إلى خططه لأنشاء لأول مرة منصب “السيدة الأولى”، لزوجته البالغة من العمر 64 عام، بريجيت ماكرون.

“السيدة الأولى” يثير أزمة

وصف البعض سعي ماكرون لاستحداث منصب رسمي لقرينته “بريجيت” كـ”سيدة أولى” بـ”نهاية شهر العسل” بين ماكرون والفرنسيين، رغم وعود الرئيس الشاب بعدم تكبد الدولة أية أعباء مالية وأن منصبها سيكون “عاماً” وليس “سياسياً”.

الرافضون لتوجه ماكرون أطلقوا حملة جمع توقيعات نجحت في الحصول على أكثر من 270 ألف توقيع لرفض حصول “بريجيت” على لقب “السيدة الأولى” أو مكانة أو ميزانية خاصة بها، لتفتح الباب أمام موجة سخط جديدة على الرئيس الشاب.

استقالة رئيس الأركان

الخلاف مع الرئيس الجديد الشاب، طال المؤسسة العسكرية في البلاد إثر خطط رئاسية بتقليص موازنة الدفاع بواقع 850 مليون يورو خلال العام الجاري، الأمر الذي دفع برئيس الأركان “بيير دو فيلييه” إلى تقديم استقالته.

وقال دو فيلييه فى البيان إنه سعى لقيادة القوات الفرنسية حتى تستطيع القيام بعمل صعب على نحو متزايد فى إطار القيود المالية المفروضة عليها.

وتابع “وفى ضوء الظروف الحالية أرى أنه لم يعد بإمكانى ضمان قوة الدفاع القوية التى أعتقد أنها ضرورية من أجل حماية فرنسا والشعب الفرنسى، اليوم وغدا، وتحقيق أهداف بلدنا”.  وأضاف أنه قدم استقالته لماكرون نتيجة لهذا وأن الرئيس قبلها.

فرنسا قوية

على سبيل السياسة الخارجية يبدو أن ماكرون سجل نقاطاً عدة أحدثت تغيرات عدة أبرزها إعادة الدفء إلى العلاقات الفرنسية الروسية والذي تكرس باستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقصر فرساي، وهو ما انعكس على الموقف الفرنسي من الأزمة السورية الذي يرى بأن التعايش مع الأسد ممكناً.

الولايات المتحدة كانت ضيف الشرف في العيد الوطني لفرنسا ولقاء ماكرون – ترامب أحيا تفاهمات عدة أبرزها في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون الاستراتيجي بين البلدين بعد تراجع هذه العلاقات إلى أدنى مستوياتها في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند.

مكانة فرنسا أوروبياً عمل ماكرون على تعزيزها عبر لقاءات عدة مع قادة الدول الأوروبية وفي مقدمتهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الداعمة للرئيس الفرنسي الشاب الذي يطمح في إعادة النظر في بعض الاتفاقيات المتعلقة بالاتحاد الأوروبي تحت شعار “فرنسا قوية أوروبا قوية”.

100 يوم ليست كافية !

من جانبها ترى سفيرة النوايا الحسنة بباريس لحقوق المرأة “جيهان جادو” أنه من المبكر الحديث عن تراجع شعبية الرئيس ماكرون وأن فترة الـ 100 التي قضاها في قصر الإليزيه غير كافية للحكم على سياساته.

مع ذلك لا تخف جادو تأثير الإخفاقات الأمنية المتوالية في الشارع الفرنسي على شعبية ماكرون، مشيرة إلى أن أحد أهم وعود ماكرون الانتخابية كانت تقليل العمليات الإرهابية قدر المستطاع داخل فرنسا، قبل أن تعود وتقول بأن المنظومة الأمنية في كبرى الدول تتعرض لمثل هذه الهجمات، وأن الفرنسيين يؤمنون بأن الإرهاب لا يستهدف فرنسا وحدها وإنما كبرى العواصم العالمية.

ربما يعجبك أيضا