“صادرات السلاح الإسرائيلية”.. تجارة بالدماء وصيد في الماء العكر

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان  

لا تترك إسرائيل شاردة ولا واردة إلا وتستغلها على الوجه الأمثل، فهو كيان يعيش على مصائب الآخرين، ففي ظل تزايد الأزمات المختلفة حول العالم مثل حماية الحدود والإرهاب والهجرة غير الشرعية، نجد أن صادرات إسرائيل من السلاح تتزايد عام بعد آخر.

كشفت دراسة التي أعدها “معهد أبحاث الأمن القومي” في إسرائيل عن تزايد صادرات السلاح الإسرائيلية إلى دول أوروبا خلال الأعوام الأخيرة، رغم ذلك يفرض الاحتلال مزيدا من السرية والغموض خوفا من تأثر علاقاته بروسيا.

عام 2015

في عام 2015 ، نشرت شعبة الصادرات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، تقرير عن زيادة حجم الأسلحة التي تصدرها إسرائيل، والتي بلغت 5.7 مليار دولار في العام مسجلا بذلك زيادة بمبلغ 100 مليون دولار عن عام 2014، حيث زادت نسبة الأرباح في 2015 بنسبة 1%.

استغل الاحتلال الأزمات التي تواجه آسيا والمحيط الهادئ لتصدير أكبر كمية من الأسلحة لهذه الدول التي شكلت أحد أهم الأسواق التي حصلت على التكنولوجيا والمعدات العسكرية الإسرائيلية، بنسبة 40% من الصادرات الإسرائيلية، أي بما يعادل “2,321 مليون دولار”، وكانت الهند على رأس هذه الدول.

أما أوروبا فقد جاءت في المرتبة الثانية، من حيث استيراد الأسلحة الإسرائيلية بنسبة بلغت ” 1,629 مليون دولار”، واحتلت أمريكا الشمالية المركز الثالث بنسبة 18%، (1,023 مليون دولار)، وذهبت نسبة 10% (577 مليون دولار)، تقريبا إلى دول أمريكيا اللاتينية، فيما احتلت الصادرات الإسرائيلية العسكرية إلى أفريقيا المركز الأخير بنسبة لا تزيد عن 2.5%، أي (163 مليون دولار).

هذه المبيعات وضعت إسرائيل ضمن أكبر 10 دول مصدرة للأسلحة في العالم، حيث شكل بيع الأسلحة 6% من إجمالي الدخل القومي بصفة عامة، منه 14% لتطوير المقاتلات الحربية، و12% للرادار و11% للطائرات دون طيار، 10 % للنظم الاستخباراتية، 6% مبيعات الصواريخ ونظم الدفاع الجوي، وشكلت نسبة مبيعات الذخائر والأسلحة الخفيفة 14%، ونظم الاتصال 9%، والنظم البحرية 2%، وشكلت المبيعات في مجال الأقمار الاصطناعية نسبة 5%.

عام 2016

للعام الثاني على التوالي سجلت صادرات إسرائيل من السلاح لدول مختلفة في العالم ارتفاعا كبيرا، بنسبة 70%، عما كان عليه في السنة السابقة 2015، وذلك حسبما نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية.

عام 2016 بلغت الصادرات الإسرائيلية نحو 6,5 مليار دولار، بزيادة نحو 800 مليون دولار عما كان عليه في سنة 2015، إذ بلغت القيمة الإجمالية للصادرات العسكرية آنذاك 5,7 مليارات دولار.

استحوذت دول أسيا ومنطقة المحيط الهادي على أكثر من نصف هذه الصادرات مسجلة مشتريات بقيمة 2.6 مليار دولار، لما لا والهند دائما ما تلهث وراء الاكتشافات التكنولوجية الإسرائيلية وخاصة في مجال الصادرات العسكرية.

كما بلغت الصادارت الإسرائيلية نسبة 1.8 مليار دولار لأوروبا، أما أمريكا الشمالية فقد بلغت 1.265 مليار دولار، في حين جاءت أمريكا اللاتينية بنسبة 550 مليون دولار، وأفريقيا بنسبة 275 مليون دولار، وإن كانت لا تزال أقل من معدل الصادرات الأمنية لدول أسيا (2.6 مليار دولار).

يزعم رئيس شعبة الصادرات الأمنية بوزارة الأمن الإسرائيلية العميد “ميشال بن باروخ” أن ارتفاع صادرات إسرائيل من السلاح ناجم عن “جودة المنتجات والتكنولوجيا في مجالات متعددة من بينها الحرب الإلكترونية، وحماية الحدود والمدن الذكية”.

في حين يرى خبراء السلاح حول العالم أن هذا يكشف عن استغلال الاحتلال الإسرائيلي للأزمات والتحديات المتزايدة حول العالم وبحثه عن التقنيات الحديثة في المجالات العسكرية، فضلا عن اتجاه هذه الدول لزيادة ميزانيتها العسكرية.  

أزمة اللاجئين وتصاعد التهديدات الإرهابية، ودخول بعض الجيوش الأوروبية في حروب وأزمات مثل محاربة داعش والقاعدة وغيرها وراء هذا الاهتمام الأوروبي المتزايد بشراء المزيد من الذخيرة والطائرات بدون طيار، والعمل على تحسين الطائرات، الأسلحة الخفيفة والقذائف والصواريخ، وأجهزة تستخدم في مجالات الإستخبارات، ونظم الاتصال الخاصة بالسفن.

وبحسب بعض التقارير الإسرائيلية، فإن الاحتلال لا يتورع في مخالفة القوانين الدولية، ويقوم بتصدير أسلحة لدول تنتهك حقوق الإنسان، وهو ما كشفته تقارير إسرائيلية مثل دولة ميانمار “بورما” التي ترتكب مذابح جماعية ضد أقلية الروهينجا المسلمة، وكذلك جنوب إفريقيا وجنوب السودان، رغم تعهدها أمام الأمم المتحدة بعدم تصدير الأسلحة لهذه الدول.

عام 2017

كشفت الدراسة المنشورة بعنوان “أزمات أوروبا فرصة لصناعة السلاح الإسرائيلية”، للباحثين “عيلي رتيج” و”يوتم روزنر”، عن تطور كبير في مجال صادرات الأسلحة الإسرائيلية، لدول أوروبا في ظل تنامي الأزمات والتهديدات التي تواجهها القارة العجوز، كتدفق اللاجئين والإرهاب، وتدهور العلاقات مع روسيا.

الدراسة كشفت عن رغبة إسرائيلية في الحفاظ على سرية هذه الصفقات خوفا من تدهور العلاقات الإسرائيلية الروسية، مرجعة أسباب زيادة الإقبال على السلاح الإسرائيلي لعدة أسباب منها، الارتفاع العام في الموازنات العسكرية لدول أوروبا، فضلا عن مشاكل الإرهاب وتدفق اللاجئين، ومواجهة التسلل، والحرب على الإرهاب، والحماية الإلكترونية التي توفرها إسرائيل لهذه الدول.

كما شكل تدهور العلاقات الألمانية مع من كانوا أكبر موردين أمنيين في القارة الأوروبية، بريطانيا وأمريكا توجها كبيرا نحو إسرائيل من قبل ألمانيا.

ويعتبر انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ورغبة الكثير من الدول في أن تحذو حذوها، كذلك صعود اليمين المتطرف ووجود ترامب على رأس السلطة في أمريكا وفقدان المصداقية في الولايات المتحدة الأمريكية، كل ذلك عزز مكانة إسرائيل كمورد سلاح حيوي لدول أوروبا.  

 

ربما يعجبك أيضا