الكويت في معركة شرسة.. أزمة وجودية تهدد المدينة الأكثر سخونة

هالة عبدالرحمن

كتبت – هالة عبدالرحمن
“مررت بأرض أسفل البصرة (جنوب العراق) يقال لها كاظمة؛ لا تسكنها الجن من شدة الحر”، فبصعوبة يسكنها الإنس، خاصة مع ارتطام الحرارة بسقف الـ55 درجة”، أصدق ما قيل في الكويت أكثر دول العالم سخونة، فقد لخص الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة حال الكويت التي تشهد صعوبات كبيرة الآن بسبب تغير المناخ ووصول درجات الحرارة إلى معدلات قياسية تخطت 50 درجة مئوية.

ففي أكثر مناطق العالم سخونة وصلت درجات الحرارة الصيف الماضي إلى 54 درجة مئوية، ويقول الباحثون أن معدل الزيادة في درجات الحرارة في الكويت بين عامي 2010 حتى عام 2035 سيصل إلى 1.6% أي 28 درجة مئوية، بالإضافة إلى العواصف الترابية التي تجتاح مدينة الكويت.

ويقول شريف الخياط رئيس شعبة تغير المناخ في وكالة حماية البيئة (EPA)، خلال تصريحات لصحيفة “الجارديان” البريطانية، “أن الكويت لن تعاني فقط من ارتفاع درجات الحرارة ولكن ارتفاع مستوى سطح البحر أيضًا, والطلب على الكهرباء والماء سيكون أصعب في المستقبل”.

وعلى الرغم من أن النفط يعد مصدر الثروة الهائلة في الكويت والتي قامت على أساسها أغنى بلدان الخليج العربي، إلا أنه سيشكل تحدي كبير لهذه البلد العربي في مواجهة معركتها الأشرس مع تغير المناخ.


وشهدت مدينة الكويت تحولًا جذريًا في جهود التنمية المستدامة بالطرق والمباني وغير من سبل الحياة واستخدام الطاقة الشمسية، إلا أنها تبقى غير كافية، في ظل الاستخدام الواسع للطاقة والمياه، حتى إن الكويت أعلى استهلاكًا للمياه في العالم.

ويقول الدكتور محمد رشيد مدير معهد الكويت للأبحاث العلمية أنه بحلول 2030 سيتم استخدام 30% من النفط لإنتاج الكهرباء والمياه، كما أن 99% من مصادر المياه في الكويت تعتمد على تحلية مياه البحر والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة المتولدة من النفط.

وعلى الرغم من أن الكويت تمتلك ثاني أكبر احتياطي من المياه في دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنها لا تكفي إلا لمدة تسعة أيام من الاستهلاك, فيما حذر مدير معهد الأبحاث العلمية في الكويت أن الدولة تتجه نحو أزمة وجودية، وأضاف: “نحن بحاجة إلى أن نتعلم كيف نعيش بلا نفط”.

ومن الحلول المقترحة لمواجهة هذه الأزمة هو الاعتماد على بناء عدد من المباني التي تخفض استخدام الطاقة بحيث تكون نوافذها بعيدة عن الشمس، وعمل برك مياه في أسفل الطوابق لتبريد المبنى بأكمله، كما أن هناك اتجاهًا لبناء المدينة الذكية “صديقة للبية” بقيمة 4 مليارات دولار في الكويت بحلول عام 2019, في إطار خطة لجعل الحياة أسهل بالكويت.

ربما يعجبك أيضا