بالفيديو.. “شريفة” عازفة أوركسترا: الفن منحني النور بعد فقدان بصري

سهام عيد

سهام عيد

ولدت “كفيفة” لم ترى النور قط، لم تستسلم يومًا إلى إعاقتها، بل كان دافعًا قويًا إلى تحقيق حلمها وطموحها، تحملت أعباء الحياة وصعوباتها حتى مدها الفن بالنور والحياة..

“شريفة أحمد” التي تخطت حاجز الخمسون من عمرها، هي إحدى عضوات فريق “أوركسترا النور والأمل” التابع لجمعية “النور والأمل” لرعاية وتأهيل الكفيفات، وتعمل أمينًا لمكتبة “النور والأمل”، فضلا عن كونها مدرسة في مدرسة “النور والأمل” في الفترة الصباحية.

التحقت شريفة بالمدرسة الداخلية الخاصة بجمعية “النور والأمل” منذ أن كانت في السابعة، تلقت دروس الابتدائية عربي وحساب مثل أي طفلة في سنها حتى اكتشفت إحدى المدرسات موهبتها الفنية وحسها الموسيقي، فرشحتها للالتحاق بمعهد الموسيقى التابع للجمعية وبالفعل اجتازات اختبارات القدرات، ومن هنا وضعت قدمها على أول الطريق نحو تحقيق حلمها.

تقول، إنها تعلمت العزف على أكثر من آلة موسيقية لمعرفة الفرق بين النغمات ثم اختارت الكامنجا، مشيرة إلى أنها ظلت تدرس الكامنجا حتى الثانوية وحينما اتقتنتها بعد التخرج من المعهد عملت مدرسة في الفترة الصباحية في التربية الموسيقية، بالإضافة إلى مشاركتها في فريق الأوركسترا بعد الظهر، بجانب ممارستها لعملها أمينًا بالمكتبة الخاصة بالنوت الموسيقية.

توضح شريفة أن “أوركسترا النور والأمل” مثل أي أوركسترا خارج مصر ولكنه يختلف في أن أي فريق يعزف أوركسترا يكون أمامه نوتة موسيقية ومايسترو يشاورلهم، إلا أن فريق “النور والأمل” يعمل من خلال نوتة “مبصر” يتم ترجمتها من قبل المكتبة حتى يسن للمكفوفات التعامل معها وحفظها ثم يتم توزيعها على المشاركات وكل فتاة لديها رقم معين خاص بها.

تشير شريفة إلى أنها تسجل النوت الخاصة بالفتايات لحفظها في المكتبة من خلال كتابة الرقم بالقلم الفلومستر الأسود على ورق أبيض حتى يتسنى لها رؤيتها، مشيرة إلى أنها تتمكن من رؤية الأرقام فقط وذلك بعد إجراء عدة عمليات.

تضيف شريفة، أنها تحب الأوركسترا وتجد فيها ذاتها ولغتها، قائلة “أنا بحب شغل الأوركسترا وبحس إني جزء من الكل، بحس إن الموسيقى دي بتعبر عن اللغة”، مشيرة إلى حبها الشديد لآلة الفيولا.

شاركت شريفة حفلات الأوركسترا كلها منذ إنشاءه عام 1961، وسافرت معهم في دول مختلفة عربية وأوروبية وآسيوية، ونجح الأوركسترا في فترة قصيرة أن يحقق نجاحات باهرة حول العالم، قائلة: “لما الأوركسترا بدأ يسافر سافرت معاهم وعملنا حفلات مختلفة في النمسا، واليابان والأردن، والكويت، وبلجيكا، وأستراليا والمغرب، وقطر، يعني بلاد كتير عربية وأوروبية وآسيوية، وكانت الحفلات في منتهى النجاح لأننا كنا نتعب تعب شديد في البروفات وكان دايما استاذنا علاء أبو الغيط رحمه الله، يعلمنا تحمل المسؤولية، ويقولنا دايما اتقنوا العمل وذاكروا كويس ولازم تسمعوا كل الي بقولكوا عليه، وكنا نعمل بروفات شديدة وجامدة ويقولنا احنا رايحين نبيع الماية في حارة السقايين وكنا نتعب تعب شديد”.

من جانب آخر، لفتت شريفة إلى أنها لديها موهبة التلحين والغناء وكانت تؤلف أغاني وتلحنها وكان لديها جمهور خاص يفرح معها في الأغاني السعيدة ويبكي مع الأغاني الحزينة، مشيرة أن الموسيقى هي لغة وتعبر عن كل مشاعر البني آدم، مضيفة: “أنا دلوقتي مش بلحن زي زمان أنا دلوقتي كبرت ووقتي انشغل”، مشيرة إلى أنها في الفترة السابقة كانت تعمل مدرسة للمرحلة الابتدائية فقط لكنها الآن أصبحت تدرس المراحل الثلاث الإبتدائية والإعدادية والثانوية.

تؤكد شريفة أن الفن والموسيقى لم يعيقها يومًا ولم يؤثر على حياتها الخاصة قط، مشيرة إلى أنها حاليًا تحفظ القرآن الكريم على يد إحدى المحفظات بالجمعية.

ربما يعجبك أيضا