48 عاما على إحراق الأقصى.. ولا يزال مشتعلا

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك وتويتر” هاشتاجا يحمل عنوان “ناركم_شرارة_الثورة” وذلك عشية الذكرى الـ 48 لحريق المسجد الأقصى.

هاشتاج

الهاشتاج يسلط الضوء على حريق المسجد الأقصى الذي وقع عند الساعة الثامنة وحتى العاشرة بتوقيت القدس المحتلة، في الحادي والعشرين من أغسطس عام 1969، ويهدف إلى التضامن مع القدس وأهلها وإبراز انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة والمتواصلة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية.

كما يهدف الهاشتاج إلى التأكيد على صمود وتصدي المقدسيين لهذه الانتهاكات التي أشعلت شرارة لثورة حجمت الاحتلال وعرقلت مشاريعه.

طمس الهوية الإسلامية للأقصى

الجريمة التي ارتكبها الصهيوني مايكل دينس روهن (1941 – 1995) أحدثت ضجة كبيرة في العالم وقتها، وفجرت ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي.

حريق المسجد الأقصى جاء ضمن سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس.

مظاهرات وتداعيات

في اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجاً على الحريق.

كما قرر الملك فيصل إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية، وعقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب.

دينس مايكل أسترالي الجنسية، جاء فلسطين باسم السياحة، واعتقد أنه مبعوث من الله، فأحرق المسجد الأقصى حتى يتمكن اليهود من إعادة بناء الهيكل المزعوم على جبل الهيكل وبالتالي يسرع من المجيء الثاني للمسيح المخلص حتى يحكم العالم لمدة ألف عام، واحترق معه منبر نور الدين محمود، الذي كان يعتبر رمزاً في فلسطين للفتح والتحرير والنصر على الصليبيين.

محاولات فلسطينية ومزاعم إسرائيلية 

واستمر إطفاء الحريق لمدة خمس ساعات كاملة، حيث أتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، مما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.

استطاع الفلسطينيون إنقاذ بقية الجامع من أن تأكله النار، رغم قيام إسرائيل بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، وتعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس التأخير؛ حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق، كما هرع الفلسطينيون إلى إخماد النيران، بملابسهم وبالمياه الموجودة في آبار المسجد الأقصى.

وكعادتها زعمت إسرائيل أن الحريق كان بفعل تماس كهربائي، وأمام الضغوط العربية والدولية، ألقت القبض على الجاني، وادعت أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا؛ وظل حياً حتى تاريخ 1995، حيث يزعم انه توفي في ذلك الوقت اثناء تلقيه للعلاج النفسي، وحتى تاريخ وفاته يؤكد البعض انه لم يكن يعاني ضرباً من الجنون او اي شيء من هذا القبيل.

خسائر
وحصرت اللجنة المكلفة بترميم المسجد الأقصى الخسائر التي وقعت نتيجة هذا الحريق وشملت منبر “صلاح الدين الأيوبي” ومسجد “عمر” ومحراب “زكريا”ومقام الأربعين، فضلا عن ثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق.

كما حرق أيضا عمودين رئيسين مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، وكذلك القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجبصية الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها.

وأيضا المحراب الرخامي الملون، والجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها، وثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجبص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجبص لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد.

فضلا عن جميع السجّاد العجمي، ومطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية، وأخيرا الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة.

غضب النشطاء

بعد 48 عاما، كان للنشطاء تعليقاتهم التي تعبر عن حزنهم لهذه الوقعة الصادمةن حيث قال محمد العوضي: “خططوا لحرق المسجد الأقصى رد الله كيدهم في نحورهم ومن يومها يسطّر أهل القدس أروع ملاحم الصمود وللمحتل قالوا: ناركم شرارة الثورة”.

وغرد ناشط آخر “ما راح ننسى وما راح يروح الأسى إلا لما القدس ترجع” .

فيما استغل نشطاء هذه الذكرى للدعاء بتحرير المسجد الأقصى وفلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، حيث قال احد النشطاء: “ذكرى ال 48 لاحراق المسجد الاقصى، اللهم انصر اهلنا في فلسطين وثبت اقدامهم اللهم انصر الاسلام والمسلمين واهزم اعداء الدين”.

فيما قال ناشط آخر: “ناركُم ستحرق مجدَكُم المزعوم ستُنهي عهد دولتَكم المشؤومة ويعود الحقّ لأصحابہ”.

وتبقى حادثة حريق المسجد الأقصى هي الأسوأ في تاريخنا المعاصر ولم تُكتشف بعد طريقة حرق المسجد نفسه والذي تتشوق له قلوب جميع المسلمين في أرجاء الأرض .

ربما يعجبك أيضا