صداع جديد في رأس حكومة روحاني

هالة عبدالرحمن

كتبت – هالة عبد الرحمن
تشهد الحياة السياسية في إيران حالة من الاستقرار السياسي نسبيًّا، إلا أن إعلان المعارض الإيراني مهدي كروبي الإضراب عن الطعام بسبب وضعه قيد الإقامة الجبرية بدون محاكمة منذ عام 2011، تسبب في زيادة الضغط على الرئيس الإيراني حسن روحاني وكسر الهدوء النسبي للأوضاع الداخلية في إيران.

وكان كروبي، 79 عاما، قد أدخل المستشفى إثر ارتفاع ضغط الدم بعد يوم من بدء الإضراب الذي بدأه للضغط على السلطات لإزالة أعوان وزارة الاستخبارات من داخل منزله، وإزالة كاميرات المراقبة التي وضعت حديثا لديه.

ويتمثل المطلب الثاني لمهدي كروبي في تحديد تاريخ لمحاكمة علنية له، مع تأكيده أنه سيحترم حكم المحكمة، رغم أنه لا يتوقع محاكمة عادلة.

ويعيش كروبي تحت الإقامة الجبرية في منزله منذ مشاركته في أحداث عام 2009.

وكان قد ترشح للانتخابات الرئاسية هو والإصلاحي مير حسين موسوي، مقابل الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية لدورة ثانية، لكن كروبي وموسوي احتجا علي نتيجة الانتخابات وطالبا المواطنين وأنصارهما للخروج إلى الشوارع للاحتجاج.

ووقعت اضطرابات في العاصمة طهران أدت إلى اشتباك أنصار كروبي ومير حسين موسوي مع قوات الأمن قتل وأصيب على إثرها عدد من المواطنين، وتمكنت قوات الأمن من إخماد الاحتجاجات.

ووضع الرجلان قيد الإقامة الجبرية في 2011 لدورهما في الاحتجاجات التي قمعها النظام بقسوة، من دون توجيه أي تهم إليهما.

وصدر حكم قضائي في مارس/ آذار الماضي ضد حسين، الابن البكر لمهدي كروبي، بالسجن ستة أشهر بتهمة “الدعاية ضد النظام” حين نشر رسالة وجهها والده للرئيس حسن روحاني يطالب فيها بمحاكمة عادلة.

وكان روحاني قد تعهد بعد أن حقق فوزا ساحقا في انتخابات مايو/ آيار الماضي بالضغط للإفراج عن موسوي وكروبي.
لكن رئيس السلطة القضائية المتشدد آية الله صادق لاريجاني انتقد وعود روحاني بعد فترة قصيرة من الانتخابات بقوله: “من أنت لتنهي الإقامة الجبرية؟”.

وبدأ كروبي خطوته في الإضراب عن الطعام، فيما كان المشرعون الإيرانيون يناقشون التشكيلة الحكومية التي قدمها روحاني الذي بدأ لتوّه ولايته الرئاسية الثانية.

وقد فوجئت المؤسسة السياسية الحاكمة في إيران بالنقد الشديد الذي وجهه مشرعون إصلاحيون للنظام على خلفية احتجاز كروبي في منزله، منذ نحو سبعة أعوام، إلى جانب الإصلاحي مير حسين موسوي وزوجته زهراء رهنورد، من دون محاكمة.

وقد قطع النواب الإيرانيون مناقشة التشكيلة الحكومية حين بادر بعضهم إلى طرح مسألة احتجاز كروبي وموسوي وزوجته، متناسين طرح الثقة بالحكومة الإيرانية الجديدة.

وعلى الرغم من أن المعارض الإيراني البارز، أنهى إضرابه عن الطعام والشراب بعد أن استجابت السلطات لأحد مطالبه بمغادرة عناصر الأمن منزله الذي يخضع فيه لإقامة جبرية منذ 2011، إلا أن أزمة روحاني أمام معارضيه ومؤيديه أيضًا لم تنتهي، فهو يواجه سيلًا من الانتقادات من قبل الإصلاحيين والناشطين السياسيين لعدم تلبيته لمطالبهم ووعوده لهم والقيود المفروضة عليه، وفقًا لمجلة “التايم” الأمريكية.

وقد يعيد هذا الوضع إيران إلى غليان الحركة الخضراء المتجددة، وما له من آثار خطيرة على ولاية روحاني الأخيرة، فإنّ عجز روحاني أو عدم رغبته في فعل أي شيء حيال هذه القضايا العالقة سيظل صداعا في رأس حكومته طوال الأربع سنوات المقبلة من رئاسته.

ربما يعجبك أيضا