خطر الدولة الكوردية يدفع تركيا وإيران إلى خندق واحد

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

منذ الإعلان عن إستفتاء كوردستان العراق على الاستقلال، ومساعي أكراد سوريا على خلق كيان مشابه للكيان الكوردي في العراق، وبناء تركيا لجدار فاصل على الحدود السورية والإيرانية لضمان مراقبة تحركات الجماعات الكوردية المسلحة، وهناك حالة تقارب بين أنقرة وطهران لمواجهة الخطر المشترك. وهنو ما بدأ بزيارة رئيس الأركان الإيرانية تركيا لمدة 3 أيام ولقاءه مع نظيره التركي الفريق أول خلوصي أكار في العاصمة التركية أنقرة حيث ناقشا التعاون الأمني والاستخباراتي في مجال أمن الحدود والتصدي لنشاطات حزب العمال الكردستاني بشقيه التركي والإيراني.

كما بحث الطرفان الأوضاع في سوريا والعراق، والاستفتاء في مستقبل كردستان العراق، وكذلك تداعيات الأزمة الخليجية.

وقد التقي باقري مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بينما التقي أعضاء الوفد الإيراني مع نظرائهم من قادة القوات الجوية والبحرية والبرية.

الملفات التي تركّزت عليها محادثات الوفد الإيراني مع المسؤولين الأتراك كانت على الشكل التالي: – استفتاء استقلال كردستان العراق. – مكافحة الإرهاب في المنطقة والتطورات السورية. – أمن الحدود ومكافحة الأعمال المسلحة. – تعزيز التعاون العسكري والدفاعي.

استفتاء كردستان العراق كان من أهم مواضيع المباحثات التي جرى فيها تبادل وجهات النظر بين البلدين على أعلى المستويات العسكرية والأمنية. فعلى الرغم من معارضة دول المنطقة لإجراء هذا الاستفتاء وكذلك معارضة الحكومة المركزية العراقية فلا يزال برنامج الاستفتاء على قدم وساق في أواخر أيلول الجاري.

وتأتي أهمية تلك الزيارة أيضا تزامنا مع اقتراب الحشد الشعبي في العراق الذي تدعمه إيران، من تحرير مدينة تلعفر شمالي العراق من قلضة داعش، وهي المدينة ذات الغالبية التركمانية الذين تدعمهم تركيا من أجل تعزيز تواجدها في مناطق شمال العراق في مواجهة الأكراد.

كذلك، هناك تقارب بين البلدين حول الوضع في منطقة إدلب شمالي سوريا وتفعيل مناطق عدم الاشتباك التي جرى إقرارها في اتفاق أستانة حيث على تركيا أن تنسق مع إيران في هذه المنطقة.

وتدعم تركيا طرفا غير الذي تدعمه إيران في الصراع السوري المستمر منذ ستة أعوام. وتساند إيران الجيش السوري والقوات الرديفة له في التصدي لمسلحين يسعون للإطاحة بالرئيس الأسد ومنهم مسلحون تدعمهم أنقرة.

وتخشى تركيا من أن تؤدي حالة الفوضى في سوريا إلى زيادة نفوذ القوات الكردية التي تقول إنها على صلة وثيقة بالتمرد المستمر منذ فترة طويلة في مناطقها الجنوبية الشرقية وكذلك مقاتلي تنظيم “داعش” الذين يشنون هجمات داخل تركيا لذا فإنها تعمل مع إيران وروسيا على تخفيف حدة القتال في بعض المناطق.

واتفقت تركيا وإيران وروسيا في مايو/ أيار على إقامة “مناطق عدم التصعيد” في سوريا في محاولة لوقف القتال في بعض المناطق بالبلاد ومنها محافظة إدلب الشمالية الواقعة على الحدود مع تركيا والتي اجتاحها منذ ذلك الحين متشددون على صلة بفرع تنظيم “القاعدة” السابق في سوريا.

تعاون مع الحلفاء

يبدو أن تركيا تأخذ المسألة الكوردية على محمل الجد، وتراهن على حلفاءها إيران وروسيا في اللتصدي للخطر المشترك مع إيران، حيث قال رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم، أمس الأحد إن تركيا وروسيا وإيران تتعاون للوصول إلى هدنة دائمة فى سوريا.

ونقلت وكالة أنباء (تاس) الروسية عن يلدريم قوله فى تعقيب على زيارات لمسؤولين عسكريين بارزين من روسيا وإيران للعاصمة التركية أنقرة “نعمل سويا لضمان وقف إطلاق النار فى سوريا..لدينا هدف للوصول إلى هدنة دائمة انطلاقا من الهدنة المؤقتة”.

وفي هذا السياق أكدت صحيفة “ديلي صاباح” المقربة من الحزب الحاكم التركي على أن ايران وتركيا اتفقتا على تحديد مصير محافظة إدلب التي يحتلها المسلحون منذ مدة. ولم يؤكّد حتى الآن هذه المعلومة أيّ من المسؤولين الرسميين الإيرانيين أو الأتراك حول الاتفاق “الثنائي” حول إدلب، لكنّه من المفترض أن يكون للجيش الروسي دور في إجراء هذا الاتفاق الّذي أكّدت عليه وكالة سبوتنيك نقلا عن مسؤولين روس.

ومن المقرر أن يزور رئيس الأركان الروسى فاليرى جيراسيموف ووزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس أنقرة، خلال الأيام القادمة. وستركز المحادثات على مناطق عدم التصعيد فى سوريا والتهديدات التى تشكلها جبهة النصرة والوضع المحيط بحزب الاتحاد الديمقراطى الكردستاني، وهو فرع سورى لحزب العمال الكردستاني.

نحو مواجهة مسلحة

وتستمر التصريحات من الجانب التركي، بما يظهر أن أنقرة مستعدة للقيام بتحركات عملية تجاه الأكراد، وأنها لن تستمر في عمليات الاستنزاف خلال المواجهات مع الجماعات الكوردية.

فقد صرح الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم الاثنين، إن تركيا وإيران ناقشتا إمكانية القيام بتحرك عسكري مشترك ضد الجماعات الكردية المسلحة.

وأضاف «أردوغان» للصحفيين قبل سفره للأردن في زيارة رسمية، إن «صراعا أكثر كفاءة ضد حزب العمال الكردستاني المحظور وفرعه الإيراني حزب الحياة الحرة لكردستان سيكون ممكناً من خلال تحرك مشترك مع طهران».

وتابع الرئيس التركي:«التحرك المشترك ضد الجماعات الإرهابية التي أصبحت تشكل تهديداً مطروح دائماً على جدول الأعمال. تمت مناقشة الأمر بين قائدي الجيشين وناقشت أنا بشكل موسع كيف يمكن تنفيذ ذلك».

وترحب طهران بالخطوة التركية، وسبق أن صرح الناطق باسم الخارجية الإيرانية، «بهرام قاسمي»، بأن بلاده «ترحب بكل المبادرات التي تجعل الحدود بين البلدين أكثر أمناً».

وتخطط أنقرة لنشر أبراج مراقبة على الخط الحدودي؛ لرصد أي تحركات من قبل مقاتلي حزب «العمال الكردستاني»، الذي تصنفه السلطات التركية منظمة إرهابية.

بشكل عام يمكن اعتبار زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية بأنها مهمة للغاية خصوصا مباحثات تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين كذلك المباحثات التي تناولت قضية مكافحة الإرهاب في المنطقة بشكل عام وفي سوريا والعراق بشكل خاص.

ربما يعجبك أيضا