نتنياهو وبوتين.. اللقاء في “سوتشي” والعين على سوريا

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان
 
في أجواء يخيم عليها الغيوم، تحديدا في مدينة سوتشي، الواقعة على ضفاف البحر الأسود، يلتقي اليوم الأربعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يحمل في حقيبته السوداء هذه المرة مطالب تتعلق بالحل في سوريا.
 
وبحسب تقرير لـ”بلومبرج”، فإن نتنياهو لديه رغبة شديدة في الفوز بمقعد على طاولة القوى الساعية لإنهاء الأزمة السورية، وبمعنى أدق يريد أن يكون جزءا من أي حل مستقبلي في سوريا، إذ تخشى إسرائيل من قيام طهران أو حزب الله باستغلال الأراضي السورية لشن هجمات مستقبلية ضدها.
 
وأضاف تقرير الشبكة الأمريكية إسرائيل تقول: إن إيران وحزب الله يعملان على ترسيخ وجودهما العسكري فى سوريا عبر التمادي في دعم نظام بشار الأسد، ومن المفزع أن اتفاق الهدنة الأخير الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة لا يمنع ذلك.
 
هذه ليست المرة الأولى التي تتصدر فيها طهران عناوين مباحثات نتياهو مع بوتين المتكررة، إذ سبق لنتنياهو أن أبدى اعتراضاته على اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، على الرغم من أن القوات الروسية هي الطرف المنوط بتأمين المناطق القريبة من هضبة الجولان المحتلة.
 
لا يخفى على أحد أن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران عام 2015 مع مجموعة الـ”5+1″ أيضا يمثل نقطة خلاف بين تل أبيب من جهة وواشنطن وموسكو من جهة أخرى، يقول موشيه ياعلون، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، كنا نتوقع أن يتعامل اتفاق ترامب وبوتين في الجنوب السوري مع التهديد الإيراني على حدودنا، لكن هذا لم يحدث، مضيفا إذا لم تأخذ مخاوفنا الأمنية في الاعتبار، فإنه قد يتعين علينا في النهاية اللجوء إلى العمل العسكري.

وترى “بلومبرج” أن التحالفات المعقدة في الحرب السورية تجعل مهمة نتنياهو صعبة، فموسكو التي تدخلت في  الملف السوري لحماية نظام الأسد لتشكل رقما صعبا في معادلة الشرق الأوسط أمام حليفتها وعدوتها التقليدية الولايات المتحدة، قد لا تؤيد الانسحاب الإيراني الكامل من الأراضي السورية الذي تسعى إليه تل أبيب، وفي المقابل تمثل طهران هي الأخرى رقما صعبا في المعادلة السورية وتتواجد أيضا على الحدود اللبنانية بالوكالة عبر حزب الله، ومن غير المرجح أن يطعنها بوتين من الخلف، إذ لا تعارض دوره في الملف السوري المحتدم منذ ستة أعوام.
 
وتضيف في تقريرها المنشور، اليوم الأربعاء، إسرائيل تتهم إيران ببناء قواعد عسكرية في سوريا وإقامة أنفاق لنقل الأسلحة والمقاتلين من طهران إلى بيروت ومنها إلى سوريا، ويقول مدير عام المخابرات الإسرائيلية تشاجي تزوريل، في تصريح صحفي، لا يجب أن يكون هناك تسوية تسمح بالوجود العسكري لإيران أو وكلائها في سوريا، فهذا الوجود سيكون مصدرا ثابتا للاحتكاك والتوتر ليس فقط مع إسرائيل، ولكن مع غالبية دول المنطقة.
 
بينما يرى ألكسندر شوميلين رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في موسكو، أن وجهة النظر المهيمنة لدى القيادة الروسية هي أن إيران لا تزال شريكا في سوريا، وأن الوقت ليس مناسبا للتعامل مع المخاوف الإسرائيلية، وما يمكن فعله هو فقط البحث عن حل وسط كالسماح لإيران بتعزيز مواقعها في غرب سوريا، أي بعيدا عن الجولان.
 
فيما يتوقع السفير الإسرائيلي السابق لدى موسكو زفي ماجن، أن نتانياهو وبوتين سيحاولان إيجاد حل يسمح ببقاء الإيرانيين في سوريا، لكن  تحت السيطرة الروسية وبدون وحدات عسكرية أو قواعد عسكرية.
 
ويضيف الباحث في مركز تشاتام هاوس فى لندن، يوسي ميكلبرج، على العكس من المشروع النووي فإن إسرائيل لديها القدرة على قتل العناصر الإيرانية في سوريا ولبنان بكل سهولة، لذا روسيا تريد في الوقت الراهن منع المواجهة الإسرائيلية الإيرانية المباشرة التى من شأنها تعميق فوضى المنطقة.
 
يبدو أن هناك شبه إجماع على أن موسكو لن تهمل مخاوف الكيان الإسرائيلي على المدى المتوسط والبعيد،  حتى وإن تعارضت المصالح في بعض الملفات بينها وبين واشنطن فإنها دائما تلتقي عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، لكن من سيدفع الثمن هذه المرة، لبنان أم سوريا التي باتت على طاولة لئام إرهاب ومستعمرين جدد ونظام متغطرس؟

ربما يعجبك أيضا