عنصرية وسحر وإعلان وفاة.. تعرف على سقطات “فيسبوك” الكارثية

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب

سجل موقع التواصل الاجتماعي الأشهر “فيسبوك” سقطات كارثية عدة، كما اتهم بالانحياز وعدم الموضوعية، فضلًا عن تبنيه قضايا سياسية دون أخرى مشابهة، وتشجيع سلوك غير أخلاقي، ونشر الإرهاب، ولعل آخرها “فيديوهات وصور إباحية” موجهة للأطفال.

الإرهاب والدم

يزخر موقع التواصل الاجتماعي بالمئات من الصفحات الداعمة للأرهاب بمختلف أنواعه على مستوى العالم، والفيديوهات المليئة بمحتوى دموي، والرقابة عليها أقل من المفروضة في موقع الفيديوهات الأشهر “يوتيوب”.

ولا يقتصر الأمر على الفيديوهات فقط، بل تعداه لصفحات ترسل وتستقبل إشارات بدء تنفيذ عمليات إرهابية، ورغم كشف أمر العديد منها إلا أن ماخفي كان أعظم، وتتأخر إدارة الفيس بوك بل وترفض في كثير من الأحيان الاستجابة لغلق مثل نلك الصفحات والمجموعات السرية.

وأنشأت صحيفة “التايمز” صفحة وهمية في فيسبوك الشهر الماضي، للتحقق من المحتوى المتطرف، ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى نشر العشرات من مستخدميها صورا تحث على الإرهاب، وأخرى تبدي رغبة جنسية تجاه الأطفال.

السحر وعبدة الشيطان

يضم موقع “فيسبوك” بين جنباته العشرات من صفحات غريبة مشبوهة يلجأ أصحابها للسحر والشعوذة، وكتابة الطلاسم واستحضار الجان، والتشجيع على ممارسة طقوس عبادة الشيطان من دماء ورقص وسكر، وتخصيص صفحات لوشم الرسوم المفزعة التي تساعدهم في جلب الأرواح.

إبحار في الفلك الأمريكي

ليس من الصعوبة بمكان أن تعرف بسهولة جنسية وتوجهات الموقع السياسية إذا كنت لاتعلم أن “مارك زوركبرج” مؤسس فيس بوك أمريكي الجنسية والهوى، فطريقة تعامل الموقع مع القضايا المخالفة للسياسة الأمريكية والمتفقة معها مختلف تمامًا، فعندما تجرح القضية الهوى الأمريكي يسرع “فيس بوك” بمحوها من العالم الأزرق، بينما يتذرع بدعاوى الحريات والتنوع وصعوبة السيطرة حال موافقة الأمر للسياسة الأمريكية.

بن لادن وفتاة فيتنام

في الذكرى الـ 15 لأحداث 11 سبتمبر، نشرت “ديلي ستار” قصة  زعمت فيها أن انفجار برجي مركز ‏التجارة العالمي كان بسبب عدد من القنابل المزروعة وليس بسبب اصطدام الطائرتين بهما.، وأثارت القصة ردود أفعال واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الأمريكية، إلا أنها سرعان مااختفت من صفحات الفيسبوك بعد مكالمة من إدارة الموقع للصحيفة، حسبما ذكرت “واشنطن بوست”، في الوقت الذي يزخر موقع “فيسبوك” بمئات الملايين من القصص السياسية والأحداث التاريخية المضللة والمخادعة التي تنشر دون رقيب ولا مصدر ولا تستجيب إدارة الموقع لدعوات حذفها.

وكشفت حادثة أخرى تحيز موقع “فيسبوك” عندما عمدت إدارة الموقع بشكل سريع إلى إزالة صورة الطفلة التي ركضت عارية هربًا من قذائف “النابالم” الحارقة، والتي اشتهرت باسم “فتاة فيتنام” منذ أكثر من 40 عامًا، بسبب تورط أمريكا في حرب فيتنام ‏عام 1955، ومساندتها لجمهورية فيتنام الجنوبية، والتي أدت في النهاية إلى مقتل مليون ومائة ألف ‏فيتنامي ما بين رجال ونساء وأطفال. ‏

وإزالة تلك الصورة من على صفحات العالم الأزرق أثار حفيظة الملايين حول العالم، وغضب وسائل إعلام مختلفة، ومسؤولين في عدة دول على رأسهم رئيسة الوزراء النرويجية “إيرنا سولبريغ” التي صرحت للإعلام:”أريد من أطفال اليوم أن تكون لديهم القدرة للرؤية والتعلم من أحداث وأخطاء الماضي، وأتمنى ‏من الموقع استغلال هذه المناسبة لإعادة النظر في سياسته التحريرية”.

وإثر هذا الهجوم الكبير، تراجعت إدارة الموقع عن حذف صورة الفتاة وأعادتها مرة أخرى، مبررة: “نحن ‏نعي رمزية الصورة، غير أنه من الصعب التمييز بين الحالات التي يسمح فيها لصور يظهر فيها الأطفال ‏العراة، والحالات الأخرى، ونحاول وضع توازن بين تمكين الناس من التعبير وبين الإبقاء على تجربة ‏محترمة وآمنة لمجتمع فيس بوك”.‏

تهنئة كارثية

وقعت إدارة “فيسبوك” في خطأ كارثي عندما أرسلت لمستخدمى شبكة التواصل الاجتماعي في الفلبين تهنئة تلقائية بمناسبة عيد الاستقلال يوم 12 يونيو 2016 ظهر فيها العلم الفلبيني بشكل مقلوب، وهو مايعني عندهم إعلان “الحرب”.

وكتبت “فيس بوك” فى التحية: “عيد استقلال سعيد! فلينعم جميع الفلبينيين بالصحة والسعادة والرخاء”، فيما حملت التهنئة صورة العلم الفلبينى، وقد وضع الشريط الأحمر فى الأعلى وليس الأزرق عن طريق الخطأ كما يبدو، خاصة وأن الفلبين تخالف الدول الأخرى فى طريقة إعلان الحرب، إذ تعلق العلم بشكل مقلوب كعلم للحرب.

وتقبل المجتمع الفلبيني تلك الغلطة واعتبروها دعابة كوميدية.

فيسبوك يعلن وفاتك

أُصيب مستخدمو موقع فيس بوك مساء الجمعة 11 نوفمبر 2016 بالصدمة بعد ما وصفهم الموقع بأنهم أشخاص متوفين، وتم إظهار العلامة التى تظهر داخل حسابات المستخدمين المتوفين، بالإضافة إلى ظهور عبارات تأبين على حسابات أشخاص مازالوا على قيد الحياة، وهذا الأمر امتد لحساب مؤسس الموقع نفسه، وقالت الشركة بعد ذلك إن هذا الأمر الفادح والخطير غير المقصود حدث بسبب خطأ وخلل فنى وتم التغلب عليه.

فيس بوك يفاجئك قبل 46 عامًا

فوجئ العديد من رواد “فيسبوك” مطلع العام الماضي بإرسال تهنئة للمستخدم على تمام صداقتهم بأصدقاء آخرين عبر العالم الأزرق أكثر من 46 عامًا، في الوقت الذي لم يمر فيه على إنشاء الموقع أكثر من 13 عامًا، وهو الأمر الذي عرض إدارة الموقع للإحراج.

محتوى إباحي للأطفال

ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن إدارة موقع “فيسبوك” رفضت الاستجابة للعديد من دعوات مسح صور وفيديوهات كرتونية إباحية موجهة للأطفال، وأوضحت الصحيفة أن تلك الصور تنتهك خصوصية الأطفال وبراءتهم.

بينما علقت إدارة الموقع بأن الإبقاء على تلك الصور والفيديوهات قيد النشر لاينتهك المعايير الخاصة بالشركة، وليس مخالفًا للقوانين في البلدان.
ويتضمن المحتوى الأطفالي أيضا على صور وفيديوهات تحض على العنف والدماء.

باريس وحلب

فور وقوع العمليات الإرهابية في 6 مناطق بباريس، في نوفمبر 2015 والتي راح ضحيتها ما يقرب من 128 قتيلا وأكثر من 180 مصابًا، سرعان مانشر |”فيسبوك” تطبيقًا يتيح تغيير الصور وصبغها بألوان العلم الفرنسي، لإعلان التضامن مع المجتمع الفرنسي في حربه ضد الإرهاب.

ولم نشهد ذلك التعاطف مع قصف مدينة حلب الذي تبعه بأسابيع قليلة، وراح ضحيته مئات الشهداء من الأطفال والنساء والرجال المدنيين، ولم نجد ذلك التعاطف حينما قصفت المدن السورية بالأسلحة الكيماوية.

شذوذ وحجاب

كما فعلت إدارة “فيسبوك” مع أحداث فرنسا وأتاحت تطبيقًا لتغيير الصورة الشخصية إلى خلفية بألوان العلم، أتاحتها كذلك في قضية دعم المثليين وحقوقهم، وغيّر مارك زوكربرج صورته الشخصية إلى خلفية بألوان القوس قزح دعمًا منه للمثليين وحقوقهم، باعتبار المثلية حق وكل إنسان حر.

وهو الأمر الذي لم يشهد له مثيل مع حقوق المحجبات، وعدم إعطائهم نفس الأهمية في ذلك الحق.

ربما يعجبك أيضا