القيادة النسائية للشركات.. وقود الاقتصادات المستدامة

حسام عيد – محلل اقتصادي

أثارت إشكالية المساواة بين الرجل والمرأة في بيئة الأعمال تساؤلات عديدة، منها ما يتعلق بتواجد المرأة بنسب معينة في في الشركات، والظروف والنتائج التي تحصل عليها لتساعد بها الشركة في تحقيق نتائج مالية أفضل.

اليوم، هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن المرأة وخصوصا في المراكز القيادية داخل الشركات قادرة على تحقيق نتائج مالية للشركة أفضل من الرجل.

وذكرت الدراسة الصادرة عن البروفيسور أوفيند مارتينسن، رئيس قسم الريادة والسلوك المؤسسي في كلية “بي آي” النرويجية لإدارة الأعمال، أن النساء أفضل من الرجال في قيادة الشركات، على الرغم من أن عدد الرجال يساوي ضعفي النساء في كبرى الشركات على مؤشر FTSE100 البريطاني “أفضل 100 شركة مدرجة ببورصة لندن”.

واستنتج أنه في كل النواحي تقريباً، كانت النساء أفضل من الرجال في القيادة. إذ كان أداؤهن أفضل من الرجال في 4 فئات من أصل 5 وهي: المبادرة، التواصل الواضح، الانفتاح، القدرة على الابتكار، الانسجام والدعم، الإدارة المنهجية وتحديد الأهداف.

ألمانيا تدعم التمثيل النسائي

في ألمانيا، فرضت وزيرة العائلة على الشركات إدخال النساء بها وبنسب معينة، وأعطت مهلة سنة واحدة لإدخال المزيد من القوى العاملة النسائية وإلا سيتم إلزام الشركات بحصة معينة “كوتا” من النساء.

وتبلغ النسب الحالية من القوى العاملة النسائية في الشركات 6.5%، بينما تسعى وزيرة العائلة إلى 30% كنسبة مستهدفة للتمثيل النسائي في إدارة الشركات.

وبدورها، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اعتزامها تطبيق قواعد أكثر تشددا، إذا لزم الأمر، لإجبار الشركات على تقديم المزيد من الدعم للتمثيل النسائي.

التمثيل النسائي في الاقتصادات الكبرى

عالميًّا؛ وصلت نسب التمثيل النسائي في قيادة الشركات خلال 2015 إلى 18%.

الأسواق الناشئة؛ بلغت نسب التمثيل النسائي في قيادة الشركات 8.4% في عام 2015.

الولايات المتحدة؛ القوى العاملة النسائية في قيادة الشركات تمثل 19%.

نمو التمثيل النسائي في قيادة الشركات

عالميًا؛ نمت نسبة التمثيل النسائي في قيادة الشركات خلال عام 2015 إلى 14% بالمقارنة مع عام 2014.

الأسواق الناشئة؛ ارتفعت نسب التمثيل النسائي في قيادة الشركات إلى 18% خلال عام 2015.

الولايات المتحدة؛ شهدت نسب نمو التمثيل النسائي في قيادة الشركات تباطؤا لتبلغ 7%.

هل تحقق القيادة النسائية نتائج أفضل؟

وفقا لآخر الإحصائيات المتعلقة بالقوى العاملة النسائية وقيادتها للشركات، تحقق نسبة السعر السوقي للأسهم إلى قيمتها الدفترية في الشركات ذات القيادة النسائية مكاسب بـ 1.8%، مقارنة بـ 1.5% في الشركات ذات القيادة الذكورية.

فيما تبلغ نسبة العائد على حقوق الملكية في الشركات ذات القيادة النسائية 10.1% مقارنة بـ 7.4% للشركات ذات القيادة الذكورية.

ومن النتائج السابقة، يتبين لنا أن النساء قادرون على تحصيل معدلات ربحية أعلى، وتحقيق نتائج مالية أفضل للشركات.

أبرز القيادات النسائية بالعالم

شيريل ساندبيرج؛ إحدى سيدات الأعمال الأمريكية الأكثر شهرة، حيث تعمل حاليًا فى منصب مدير العمليات التشغيلية فى “فيس بوك” منذ أغسطس 2013، كما انتخبت فى يونيو 2012 لمجلس الإدارة من قبل أعضاء المجلس القائم، لتصبح أول امرأة تعمل فى مجلس إدارة “فيس بوك”، وتمكنت خلال سنوات عملها في مركز قيادي من تحويل “فيس بوك” من شركة صغيرة يديرها شاب صغير إلى شركة ناضجة.

إندرا نويي؛ رئيسة مجلس إدارة والرئيسة التنفيذية لشركة “بيبسي كولا”، وواحدة من أشهر الرئيسات التنفيذيات في الولايات المتحدة، استطاعت أن تحول “بيبسي” في سنوات قليلة إلى شركة عالمية تحقق نموًا عاليًا وهوامش أرباح مرتفعة وتقدم عوائد مميزة لحملة الأسهم، وصنفتها مجلة “فوربس” في الترتيب الـ 12 بين النساء الأكثر نفوذا خلال عام 2012.

إيريني بليكر روزينفيلد؛ الرئيسة التنفيذية لشركة “مونديليز إنترناشيونال”، استطاعت أن تصعد بالشركة إلى المرتبة الثانية عالميا في صناعة الحلويات، وصنفت بين النساء الأعلى أجرا في العالم خلال عام 2014، حيث حصلت على 28.8 مليون دولار.

أورسولا بيرنز؛ تسلقت طريقها في سلم الشركة الأبرز بمجال التكنولوجيا “زيروكس” وأعلنت من قبل مجلة “فوربس” كأحد أقوى السيدات في العالم في عام 2009، وتم تعيينها كرئيسة تنفيذية في الشركة من يوليو 2009 إلى ديسمبر 2016.

حتى الآن، هي تمتلك مستوى من النجاح، ولا تزال تسعى لتحقيق أحلامها بعد تسليمها المنصب إلى جيف جاكسون، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة زيروكس، ومع ذلك، فهي أول رئيسة تنفيذية سوداء أمريكية لرئاسة شركة من الـ 500 الكبار. لم يقيدها التمييز في المعاملة وبدلاً من ذلك كانت قادرة على التركيز على أهدافها.

المساواة بين الجنسين تشكل ليس حقا أساسيا من حقوق الإنسان فحسب، بل هي أساس من الأسس الضرورية اللازمة لإحلال السلام والرخاء والاستدامة في العالم.

كما أن توفير التكافؤ أمام النساء والفتيات في الحصول على التعليم، والرعاية الصحية، والعمل اللائق، والتمثيل في العمليات السياسية والاقتصادية واتخاذ القرارات سيكون بمثابة وقود للاقتصادات المستدامة وسيفيد المجتمعات والإنسانية جمعاء.

ربما يعجبك أيضا