نجوم الكرة.. ومباريات على شواطئ الإنسانية

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبد الله

من جديد يطفو على السطح الحديث عن العلاقة بين الرياضة والسياسة، في ظل حراك رياضي متنامٍ تجاه القضايا الإنسانية -وما أكثرها- التي يمر بها العالم اليوم.

 وسط هذا الصمت الدولي الرهيب، يبرز بين الحين والآخر، أصوات المنصفين من الرياضيين، للتعليق بآرائهم تجاه القضايا الانسانية التي يمر بها العالم، وعلى رأسها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية وقضايا أخرى تهم الإنسانية.

بالتوازي مع المواقف السياسية “الصرفة” برز الدور “الرياضي” بوضوح تجاه أزمات البشرية في محاولة لإصلاح ما أفسدته السياسة.
رونالدو.. رياضي وإنسان

لا تكاد تمر أزمة من الأزمات الإنسانية التي تضرب العالم، إلا وتجد أفضل لاعبي العالم البرتغالي” كريستيانو رونالدو” حاضراً وبقوة سواء بتصريحاته أو بتغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي.

لا يتوقف الأمر عند حد تسجيل مواقف وإنما بادر النجم البرتغالي في وقت سابق بالتبرع بمبلغ 100 ألف يورو، لصالح اللاجئين السوريين. وبغض النظر عن حجم المبلغ، فإنها لفته طيبة، وبادرة تستحق الإشادة، من نجم كبير يحظى بشعبية جارفة في أنحاء العالم.

زيارة مقر النادي الملكي، ومقابلة الدون حلم لكثير من الناس، من بينهم الطفل اللبناني “حيدر” الذي فقد والديه في تفجيرات وقعت في العاصمة اللبنانية بيروت.

وبالفعل تحقق الحلم، حيث تلقت أسرة حيدر دعوة من النادي الملكي لزيارة مقر النادي والالتقاء بالنجوم بمن فيهم فلورنتينو بيريس رئيس النادي، والنجم رونالدو.

تحيا فلسطين..

تظل القضية الفلسطينية -مركزية- تحظى باهتمام كبير من قبل الرياضيين والسياسيين سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، وكثيراً ما رأينا لافتات داعمة للحق الفلسطيني بمدرجات أوروبا وأمريكا فضلاً عن مدرجات كرة القدم العربية .

الأسطورة الأرجنتينية مارادونا، صرح بأنه المشجع والداعم الأكبر للقضية الفلسطينية حول العالم، وأن موقفه هذا لن يتغير حتى لو تسبب في غضب المجتمع الدولي.

وكان مارادونا قد هتف “تحيا فلسطين” عندما قام أحد الجماهير بالإمارات بإهدائه الوشاح الفلسطيني.

لاعبو منتخب الجزائر لكرة القدم قدموا لفتة طيبة للغاية عندما رفعوا العلم الفلسطيني على الحافلة المخصصة للاحتفالات، عقب وصولهم إلى مدينة الجزائر بعد الأداء المشرف الذي قدمه اللاعبون خلال بطولة كأس العالم التي أقيمت بالبرازيل 2014 دعما منهم للقضية الفلسطينية وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأعلن لاعبو المنتخب عن تبرعهم بمبلغ 100 ألف دولار للفلسطينيين بعد خروجهم من الدور الثاني لبطولة كأس العالم.

من ينسى كذلك موقف النجم الدولي المالي السابق “عمر كانوتيه”، والذي أعلن في أكثر من مناسبة دعمه وتأييده للقضية الفلسطينية ورفضه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

ونشر كانوتيه -عبر حسابه على موقع تويتر- صورة قديمة له عندما أظهر قميصًا مكتوب عليه اسم فلسطين خلال إحدى مبارياته السابقة مع فريق إشبيليه. وكتب كانوتيه “لو أنني ما أزال ألعب كرة القدم لأظهرت هذا القميص في كل مباراة مهما كانت العواقب”.

نجم الكرة المصرية السابق “محمد أبو تريكة” هو الآخر أحد العلامات الكروية المضيئة بمواقفها لاسيما دعمه بقوة للقضية الفلسطينية بعدما رفع قميص المنتخب المصري ليظهر تحته قميص آخر مكتوب عليه “تعاطفًا مع غزة”، وذلك بعدما أحرز هدفًا في مرمى المنتخب السوداني خلال بطولة الأمم الإفريقية 2008م بغانا.

دعم القضية الفلسطينية ورفض الاحتلال ظهر بقوة في الملاعب الأوروبية، ففي لقاء فريقي ليل الفرنسي ومكابي حيفا الإسرائيلي ، بالدوري الأوروبي في 2014، قامت مجموعة من الجماهير بالنزول إلى أرض الملعب لمهاجمة لاعبي مكابي حيفا؛ تعبيراً عن رفضهم لما يفعله الإسرائيليون في قطاع غزة.

ونزلت هذه الجماهير وفي أيديها أعلام فلسطين، وقامت بالاعتداء بالضرب على لاعبي الفريق الإسرائيلي؛ مما أدى لنشوب مشاجرة كبيرة أدت لنزول قوات الأمن وإنهاء المباراة في الدقيقة 86.

قميص روبي فاولر

في عام 1997 وبعد أن سجل روبي فاولر هدفا في شباك بران النرويجي أظهر المهاجم الإنجليزي قميصا ارتداه تحت زي ليفربول يساند فيه عمال الميناء في ليفربول الذين أبعدوا عن العمل لمدة سنة ونصف، هذا التصرف كلف فاولر 1000 يورو إلا أنه نال بسببه المزيد من الحب في ليفربول.

ختاما.. تبقى الحقيقة المؤكدة ، أن ارتباط الرياضة بالسياسة وثيق جداً جداً ، ولا يمكن الفصل بينهما مهما حاولت الاتحادات الرياضية العالمية ذلك؛ فكثير من الرياضيين أظهروا ولا زالوا دعمًا أو تأييدًا لقضية ما على مدار التاريخ الرياضي الحديث، في إشارة منهم الى إعلاء قيم الإنسانية فوق أي اعتبار.

ربما يعجبك أيضا