“الغارات المشبوهة على الأزهر”.. كتاب يبرئ التعليم الديني من الإرهاب

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

في كتاب من القطع المتوسط، تبلغ صفحاته 144، تحت عنوان “الغارات المشبوهة على التعليم الديني بالأزهر الشريف” فنّد الداعية الإسلامي الدكتور محمد عمارة، عضو هيئة كبار العلماء في مصر، حقيقة الافتراءات التي يتم إلصاقها بالأزهر الشريف (منارة التنوير ونشر فكر الإسلام الوسطي السمح المعتدل في العالم)، بأنه الداعم الفكري للجماعات الأصولية والراديكالية وأنه يغذي طلابه بالفكر الذي يخدم توجهات جماعات تكفيرية عالمية كتنظيمي داعش والقاعدة، وساق الدكتور محمد عمارة، بالأسانيد والبراهين كيف أنها حملات افتراء وجهالة تلك التي تنشد وصم الأزهر الشريف بدعم الإرهاب والإرهابيين فكريًا.

وقال عضو هيئة كبار العلماء في مصر: إن الطلاب يتعلمون في الأزهر الشريف أن من الجهاد: (جهاد النفس، جهاد الشيطان، مجاهدة الشهوات، الحج والعمرة جهاد، بر الوالدين جهاد، الإنفاق في سبيل الخير جهاد، الصبر على الابتلاء جهاد، الاجتهاد في ميادين العلم والفكر جهاد، طلب العلم جهاد، الدعاء إلى الدين الحق بالحكمة والموعظة الحسنة جهاد)، وفي الآية القرآنية التي وصف فيها الجهاد بالكبير، كما في قوله تعالى بسورة الفرقان: (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) صدق الله العظيم.  

وأوضح الكاتب أنه إذا كان هناك خلاف بين الإسلاميين والعلمانيين حول المرجعية، فهو خلاف بين النخبة، أما الأمة فمرجعيتها واحدة، وهي الإسلام، بما له من تراث وعقائد وأصول، والأساس هو أن يكون للأمة مرجعية واحدة، والمطلوب هو توجيه الجهود للعمل مع الأغلبية التي لا تزال على مرجعيتها التاريخية، أيضًا المطلوب أن يكون مشروعنا الحضاري، من حضارتنا وحضارتنا إسلامية، ويجب أن يكون الإسلام هو المرجعية العامة للجميع.

حملات شرسة

كتاب الدكتور محمد عمارة وعنوانه: “الغارة المشبوهة على التعليم الديني بالأزهر الشريف” يعرض لكم الاتهامات الموجهة للأزهر والتعليم الديني في المؤسسة العريقة، والتي تعد من أقدم الجامعات في العالم، وكونه راعيا للإرهاب والجماعات الراديكالية في العالم، والمتابع للحملات الظالمة على التعليم الديني بالأزهر، يكتشف أنها وصلت عبر سنوات متواصلة وندوات ومؤتمرات متتابعة إلى المطالبة بإلغائه، وإلغاء المعاهد الدينية الأزهرية، ودعوات أخرى تطالب بأن يقتصر التعليم الديني على الدراسات العليا لمن يريد التخصص في العلوم الفقهية.
الجماعات الراديكالية

راجت الكثير من الدعوات والاتهامات بكون الأزهر يدعم الجماعات الراديكالية والأصولية في الآونة الأخيرة، كيف هذا؟! وهو المؤسسة العلمية الدينية التعليمية التنويرية التي أخرجت عظماء الفكر الديني عبر سنوات متتالية قادوا الحركة الشعبية في مصر ضد الاستعمار الفرنسي والإنجليزي… على سبيل المثال لا الحصر، عمر مكرم، الذي قاد المصريين إلى مقاومة الاستعمار الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت، ولا ينسى أبدًا تجديد الشيخ حسن العطار الفكري وآرائه في العلوم والفنون من المنطق والفلسفة والأصول إلى العلوم الطبيعية، ورفاعة رافع الطهطاوي، رائد التنوير والتعليم واليقظة الشرقية الحديثة في المعارف والثقافات، والإمام المجدد محمد عبده، أحد رواد التجديد والوسطية الإسلامية التي تتنكر لكل تعصب ولا تعترف إلا بالرحمة والمساواة والإخاء ونبذ العنف والتطرف وإعمال العقل بما يفيد الناس في الدنيا والأخرة، مبرزًا في آرائه مدى سماحة الدين الإسلامي ورفض التكفير قطعيًا.
خطابات عنصرية

كثرت الخطابات التي تنعت التعليم الديني في الأزهر بأنه داعم للإرهاب، ويتجاهلون الفكر العنصري كما في التلمود اليهودي، وآخر دموي جسد فتاوى حاخامية وحروبًا مدمرة تبرر لطائفة من المحتلين الاستيلاء على أرض الآخرين، وتبيد شعوبها إبادة منظمة لا تتوقف، وهو ما تنتهجه إسرائيل بحق الفلسطينيين العزل كل يوم تحت سمع وبصر الجميع.  

شهادات للتعليم الأزهري

ينقل الكتاب شهادات الزعيم المصري، سعد زغلول عن التعليم بالأزهر الشريف، وكذلك الدكتور طه حسين، والتي تتناول كيف أن التعليم الأزهري هو الأصل في الحرية والفكر التي أخذت بها الجامعات الأخرى.

– شهادة كل من عبد الرازق السنهوري، المستشرق دافيد سانتيلا، المستشرق الألماني شاخت جوزيف، الدكتور محمد حسين هيكل، وكلها شهادات أفردت للدور العظيم الذي مارسه الأزهر كمنارة فكرية قادت حركات من التجديد في الرأي والعلم والدين، فضلًا عن شهادات لقامات مسيحية مصرية أمثال مكرم عبيد والبابا شنودة الثالث عن تاريخ الأزهر ودوره التنويري والتعليمي.

ربما يعجبك أيضا