ديانا.. 20 عامًا على رحيل “أميرة الشعب”

أماني ربيع

رؤية

20 عاما مرت على وفاة أميرة القلوب ديانا في حادث اليم بباريس، واحتفت الصحف البريطانية والعالمية بذكراها وجاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان ” أميرة الشعب”، معتبرة أن وليام وهاري اليوم هما الوجه الجديد للعائلة المالكة.

وأضافت الصحيفة أن البلاد بأكملها واكبت جنازة أميرة القلوب وكان الأميران وليام وهاري محط اهتمام الجميع ، وشعر الكثيرون بحزم وأسى الطفلين في ذلك الوقت وهما يمشيان في جنازتها.

ووصف الأمير هاري تجربة السير في جنازة الأميرة ديانا ولقاء العديد من أبناء الشعب المفجوعين على غياب أميرتهم بأنه “لا يجب على الأب القيام بذلك”، إلا أن الأمير وليام كان رأيه “متناقضاً”، وقال بأن أي شخص وضع بموقف مماثل يجب أن يشارك في جنازة والدته.
وقالت الصحيفة إن مشاركتهم في جنازة أمهم منذ عشرين عاماً، فسره البعض على أنه شجاعة منهم ونالا إعجاب الكثيرين من أبناء الشعب .

وتابعت الصحيفة أن “موت الأميرة ديانا أحدث تغييراً جذرياً في بنية العائلة المالكة”، فالمسافة بين الشعب والعائلة المالكة أضحت أكثر قرباً من السابق.

وختمت الصحيفة بالقول إن “موت الأميرة ديانا شكل ألماً كبيراً لعائلتها وللأمة بأكملها، إلا أن الوقت رمم هذا الألم، رغم أن هاري ووليام عانيا بشكل أكبر جراء فراق أمهما وهما في سن صغير إلا أنها بلا شك فخورة بهما وبشجاعتهما.

الأميرة ديانا من أجمل الأميرات الاتى مر عليهن التاريخ على الإطلاق وليس فقط جمال الوجه بل أيضاً كانت أيقونة ومثالا لجمال الروح وروعة الشخصية من طباع وعطاء لكل من حولها، ومنذ 20 سنة يوم 31 أغسطس سجل التاريخ أن البشرية خسرت الأميرة ديانا.

كان موتها خبرا جنونيا لم يتقبله كل من يعرفها ولا يعرفها، فكانت صدمة كبيرة ابتداءً من أولادها إلى أصغر مواطن عادى، وأثير جدل كبير حول وفاتها والأسباب التى ورائه أو من المفتعل، ولكن هناك الكثير من الأسرار والتصريحات التى تحت التحقيق، ولكن هذا كل ما تم التوصل إليه والتأكد منه خلال الـ20 سنة الماضية من أفواه أصحاب المعنيين بالأمر.

 أسرار جديدة حول الحادث

ونشر موقع “ديلي ميل” تقريرًا عن الملياردير المصرى الشهير محمد الفايد، كشف فيه أنه يجلس 300 يوم في السنة صامتًا باكيًا بجانب جسد عماد ابنه الشهير بـ”دودي”، والمدفون في قصره بجانب منطقة أوكستيد في لندن، كما يحافظ على شقة ابنه في مايفير، لندن، لتبقى ذكرى حية له وللأميرة ديانا حتى بعد 20 عامًا من وفاتهما، بينما يُبقي شقة دودي بـ “بارك لين” كما هي محافظًا على معالمها بأركانها وأثاثها كمزار مقدس، باعتبارها المكان الذي كان دودي يقابل فيه الأميرة ديانا خلال عام 1997، كما أنه يحرص على قضاء باقي أيام السنة فيه.

ويؤمن الملياردير الفايد، إيمانًا كبيرًا بأن الأميرة ديانا وابنه دودي تم قتلهما على يد أجهزة الأمن البريطانية بناء على أمر من الأمير فيليب لمنعها من الزواج من مسلم، وعلى الرغم من عدم امتلاكه لأي دليل على ذلك، ولكنه يقول إنها تلقت تهديدات ليس لها عدد من القصر البريطاني، خاصة من العائلة المالكة نفسها.

وما يؤكد كلامه أنه بعد شهر واحد فقط من ادعائه هذا وتقديم عريضة شكوى في عام 2000، تم تجريد متجره والذي منح قصر بكنجهام رخصته للملياردير منذ 44 عامًا منذ بداية علاقة التجارة التي كانت بينهم، مضيفًا أيضًا أن الأسرار وراء ذلك تم التستر عليها ولا يعرفها أحد خارج العائلة المالكة وأجهزة الأمن البريطانية، بينما أعلن المتحدث الرسمي باسم قصر باكنجهام في ذلك الوقت أن تجريد المخزن ورفع العريضة بسبب توتر شديد في العلاقات التجارية بين القصر والملياردير ورفض التعليق على هذه المسألة حينئذ.

السبب وراء قتل الأميرة ودودي

وقال صديق لجريدة “The Sun: “كانا قد اتفقا على الزواج في أسرع وقت وإعلان خطبتهما علنيًا في لندن، خاصة بعد أن تأكدا من حبهما الشديد لبعضهما البعض”، مضيفًا أن الوالد ما زال لا يستطيع أن يتغلب على ما حدث بسبب حبه الشديد الذي كان يكنه لهما.

وقال مصدر آخر للصحيفة: “إن الفايد لا يزال واثقًا من أن المعلومات والتحقيقات سوف تثبت ادعاءه بأن دودى وديانا قد قتلا عمدًا من قبل الأجهزة الأمنية، ويردد دائمًا مقولة “ذبحوا ابني”، ويؤمن بذلك لأنه علم برفض الأسرة المالكة بزواج ابنه بالأميرة خاصة أن دودي كان مسلمًا وحتى إن طُلقت من زوجها الأمير، ولكن لا يمكنها جلب أخوات للأمير هارى وويليام، لأنهما سيكونا بالطبع على غير ديانة أخواتهما.

وعلى الرغم من ادعاءاته بمؤامرة القتل، إلا أن التحقيقات البريطانية أصدرت بيانًا قالت فيه إن سبب الحادث هو سائق سيارتهما هنري بول والذي كان “سكران”، هذا إلى جانب محاولة المصورين والصحفيين اللحاق بالسيارة لكي يقومون بالتقاط الصور لهما، وهذا ما أدى إلى تصادمهم جميعًا خاصة أنهم كانوا مسرعين داخل نفق في باريس للهروب منهم، بينما أظهرت بعدها التحقيقات الفرنسية أن السائق حقًا كان سكرانًا ومسرعاً في النفق ما أدى إلى اصطدام السيارة بعمود، ومن المزيد ما تم الإعلان عنه، أنه لو كانا يضعان حزام الأمان، لما حدث ذلك ألبتة، ويعلن قصر بكنجهام: “نتيجة التحقيقات تتحدث عن نفسها”.

ماذا قال الأميران ويليام وهاري عن أمهما؟

صرح الأميران ويليام وهارى عن رد فعلهما عند سماع خبر موت والدتهما أميرة القلوب الأميرة ديانا، وفى إحدى المقابلات أثناء تصوير الفيلم، أعلن الأميران ويليام وهارى عن حبهما لوالدتهما رغم أنها ظلت مدة كبيرة خارج القصر وباتا فترات طويلة لم يراها ويعتمدان فقط على صوتها بالتليفون، الأمر الذى كرهاه خاصة بعد المكالمة الهاتفية الأخيرة التى توفيت بعدها.

يقول الأميران: “إنها كانت حارسنا الذى يلازمنا وصديقتنا التى تلعب معنا كطفلة صغيرة وكانت الوحيدة التى تشعرنا بالحماية ونحن بجانبها، فهى لم تسمح ولو لمرة واحدة أن تخفى حبها لنا المتأصل فى قلبها وكانت دائماً وأبداً تفصح عن مخالفة قواعد البيت الملكى.

يقول الأمير هارى: “بعيداً عن الإعلام والأضواء التى كانت تلاحقنا أينما كنا، فهى كانت فى الحقيقة أم لا مثيل لها وتقوم بجميع المهام بنفسها كأى أم تفرح عندما تفعل أى شىء لأولادها، فهى أحسن أم فى الوجود”.

أما عن الأمير ويليام فقال: “عدم استطاعتك قول كلمة أمى مرة أخرى فى حياتنك يمكن أن يراه البعض شيئا بسيطا ولكن بالنسبة إلينا وخاصة بالنسبة إلى فهى فقط مجرد كلمة مجوفة فارغة ليس لها وجود بعد موت أمى، فهى تبعث الذكريات المؤلمة فحسب”.

يستكمل الأمير ويليام ويقول: “وفاتها تركت فراغًا كبيرًا جدًا فى حياتنا، ليس فقط فينا بل وأيضًا فى حياة العديد من البشر التى كانت تساعدهم والذين عشقوها، ولو إنى استطع سد تلك الفجوة أو الفراغ الذى تركته، سوف تكتمل رسالتى فى الحياة حينها”.

وقال الأمير هارى: “يجب على أن أكمل حياتى كلها محاولاً سد تلك الفراغات التى أصيبت قلوب البشر استكمالاً لمشوارها وهكذا سيفعل ويليام معى”.

واستكمل الأمير هارى حديثه مؤنباً لضميره: “إن كنت أعلم أن آخر مكالمة حدثتنى فيها ستكون الأخيرة بالفعل، كدت لا أغلق الهاتف واستمررت بالحديث معها أطول مدة، ليتنى لم أغلق الهاتف كى أعاود اللعب مع أقاربى، فهى بالطبع كانت أهم، سوف أعيش بهذا الذنب طوال حياتى ولن أسمح لنفسى بالغفران فهى غلطة حياتى وندمان عليها.

حقيقة مشاعر إليزابيث

فى جواب خاص بالملكة إليزابيث كتبته بعد ستة أيام من وفاة الأميرة ديانا عام 1997 كشفت عن حالة الحزن التى عمت أرجاء البلاد والتى سكنت قلبها على وجه الخصوص.

ووفقاً لما ذكرته وكالة انباء ABC نيوز، فإن الرسالة كتبت لإحدى مساعدات الملكة إليزابيث تدعىLady Hanriette Abel Smith، وكتبتها لترد على رسائل التعزية التى استقبلتها منها، وسلط الجواب الأضواء على حالة الحزن التى سادت القصر الملكى وكيف شعرا الأمير ويليام والأمير هارى بعد هذه الخسارة المأسوية.

تقول صاحبة السمو الملكى:”كان الأمر محزناً، وهى خسارة فادحة للبلاد، ولكن رد فعل الجمهور عقب وفاتها توحد مع رد فعل الخدمة الكنسية وقتها، فبالرغم من أن التوحد هذا كان ملهماً حقاً إلا للأسف كان سببه الخسارة”.

وتقصد جلالتها أن الكنيسة شهدت إقبال فريد من نوعه لتعزية الأسرة المالكة وزيارة جثة الأميرة ديانا هناك لإلقاء التحية الأخيرة، وأضافت الملكة: “ويليام وهارى كانا فى قمة الشجاعة وقتها وأنا فخورة جداً بأحفادى”، وتعترف الأميرة أنها كانت تجربة صعبة جداً وضع فيها القصر الملكى تلك الفترة.

وقالت أنها كانت حزينة بالرغم من تصريحات ديانا الجريئة التى لا يليق بأميرة مثلها نشر تلك الوقائع عن علاقتها بزوجها والتى كانت متوترة للغاية، وأنه كان فقط يحدثها مرة كل صباح لفترة قصيرة ثم تجلس بالأسابيع لا يسأل عنها ولا يريد أن يعرف عنها شىء كما أن ديانا ذكرت أن الأمير تشارلز وهى لم يتقابلا سوا 13 مرة قبل الزواج، الأمر الذى يبدو لها مدة قصيرة خاصة وأنه لم يكن يسير على وتيرة واحدة فى العلاقة بينهما وكانت متوترة للغاية.

الندم

فى مقابلة حصرية مع الأميران ويليام وهارى أمراء بريطانيا، بعد عرض الفيلم التسجيلى الجديد عن حياة الأميرة ديانا، والذى حمل عنوان “Diana,Our Mother Her Life and Legacy” أى “ديانا أمنا: حياتها وميراثها”، الذى تم نشره يوم الاثنين الماضى 24 يوليو لتخليد الذكرى السنوية العشرين لوفاتها، كشف الأميران عن أهم ذكريات لهما مع أمهما على حسب ما يتذكرانه، وكشفا أيضاً عن المكالمة الهاتفية الأخيرة مباشرة قبل حادث باريس الذى أدى إلى موتها.

أعرب الأميران عن سر ندمهما الشديد الذى دام 20 عاماً، وذكرا أن السبب هو مكالمة أمهما الأخيرة التى تهاونا عنها وتسببا فى قصر مدتها بسبب انشغالهما باللعب مع ابنى عمتهما، قال الأمير هارى: “على أن أتعايش كليةً مع هذا الأمر لبقية حياتى، هذه هى المرة الأولى التى نتحدث فيها أنا وهارى عن هذا الأمر الشخصى للغاية لأنه أمر عسير ويصعب التحدث عنه”.

أضاف الأمير ويليام قائلاً:” أعتقد أنا وهارى تعجلنا كثيراً فى الوداع، كل ما كنا نقوله فى عجالة هو نراك لاحقاً، وداعاً الآن أو سنذهب الآن، وإن كنت أعلم ما سيحدث بعد دقائق، لما كنت فعلت ذلك أبداً ولم أصبح غير مبالى هكذا، فهذه المكالمة لا تزال عالقة بقوة فى ذهنى”، وعندما سُئل الأمير ويليام إن كان يتذكر رد فعل أمه أو ما قالته حينئذ، قال: “نعم نعم أتذكر”، ولكنه رفض ذكره.

أما عن الأمير هارى، فقال: “عندما كانت أمى على الهاتف، صاح ويليام وقال لى ماما تريد التحدث إليك، ولكنى كنت منهمكاً فى اللعب، الأمر الذى أدى إلى قيامى بإنهاء المكالمة أنا أيضاً مبكراً، ولو كنت أعلم أن حياتها سوف تنتزع منا، لكنت تحدثت معها أكثر، وحتى الآن أتذكر الأشياء التى كنت سأقولها لها، لو كنت أعلم”.

تلقى الأميران فى اليوم التالى خبر وفاة أمهما بصدمة كبيرة مصحوبة بندم شديد من والدهما الأمير تشارلز “ولى العهد آنذاك”، وذكرا أنها توفيت فى عمر السادسة والثلاثين، أى فى نفس سنه الحالى بل أكبر بسنة، حيث أعترف الأمير ويليام إنه مازال يفكر فيها إلى الآن بشكل يومى ويفتقدها كثيراً وشعر بها بجانبه فى يوم زفافه عام 2011.

والجدير بالذكر أن الأميرة ديانا توفيت مع صديقها دودى الفايد فى حادث سيارة بباريس فى يوم 30 أغسطس عام 1997 وكان الأمير ويليام وقتها يبلغ من العمر 15عام فقط، بينما كان يبلغ الأمير هارى 12 عام.

اعتبر هذا اللقاء الأهم على مر التاريخ الملكى لسبب تحدث الأميران عن أسرار القصر الملكى، والتى تأتى فى المرتبة الثانية بعد المقابلة التى أُجريت مع الأميرة ديانا عام 1995 والتى أعترفت فيها بخيانة زوجها الأمير تشارلز ولى عهد بريطانيا آنذاك.

ربما يعجبك أيضا