إلى عرفات الله.. حجاج بيت الله الحرام يؤدون الركن الأعظم من الحج

علي عبدالعزيز

رؤية

امتلأ صعيد عرفات، صباح اليوم الخميس، التاسع من ذي الحجة لعام 1438 هـ، بأكثر من مليوني حاج من شتى بقاع الأرض لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج، في مشهد تقشعر له الأبدان وتذرف له الدموع وتخشع فيه القلوب.

وتقول السلطات السعودية إنها اتخذت كل الإجراءات الاحترازية الضرورية، ونشرت ما يربو على 100 ألف من أفراد قوات الأمن، و30 ألف عامل في مجال الصحة للحفاظ على سلامة الحجاج وتقديم الإسعافات الأولية.

وبدأ نحو مليوني مسلم، الأربعاء، أداء مناسك الحج مرتدين زي الإحرام بالتوجه إلى مخيمات منى خارج مدينة مكة المكرمة في يوم التروية.

وقال أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل: عدد الحجاج لهذا العام شهد زيادة بلغت 426000 ألف حاج ( ما يقارب نصف مليون حاج).

ووفق الإحصاءات، فإن عدد الحجاج من داخل السعودية وخارجها بلغ حتى الساعة السادسة من مساء الأربعاء 1.970.226 حاجا.

وأدى بعض الحجاج الصلاة في المسجد الحرام قبل التوجه إلى منى ثم إلى جبل عرفات شرقي مكة لأداء مناسك الحج، التي تستمر 5 أيام.

وتوجه بعض الحجاج إلى منى سيرا على الأقدام، وانتقل آخرون في حافلات، بينما استخدمت شرطة المرور مكبرات الصوت لتوجيه الحشود وتحدث أفرادها بلغات عدة.

فعلى صعيد هذا المكان الطاهر، تقف اليوم جموع الحجاج في زمان ومكان ولباس واحد، غايتهم جميعًا طلب الرحمة ونيل المغفرة، حناجرهم تتوحد لتردد بصوت مبجل “لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك”.

ومضت بأمن وسلام حركة تفويج وتصعيد الحجاج من مكة المكرمة إلى مشعر منى، حيث قضى الحجاج الأربعاء التروية تأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن ينطلقوا إلى عرفات.

ويشارك قطار المشاعر المقدسة بكامل طاقته في نقل الحجاج من مشعر منى إلى عرفات (نحو كيلومتر) عبر 9 محطات وينقل في الساعة الواحدة نحو 75 ألف حاج، إضافة إلى آلاف الحافلات المخصصة للتنقل بين المشاعر.

وجبل �عرفة� هو سهل منبسط محاط بقوس من الجبال ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلو مترًا وعلى بعد 10 كيلو مترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بنحو 10.4 كيلو مترات مربعة وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج باستثناء بعض المنشآت الحكومية.

يوم عرفة خير يوم طلعت عليه الشمس، بل هو خير أيام الله جميعا

وروى جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي، فلم يُر يومٌ أكثر عتقا من النار من يوم عرفة”، وبعرفة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”.

ومن الأماكن بمشعر عرفة “نمرة” وهو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة ثم خطب فيه بعد زوال الشمس وصلى الظهر والعصر قصرا وجمعا “جمع تقديم” وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة.

وفي أول عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري، تم بناء مسجد في موضع خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ويعرف الآن بمسجد نمرة، فيما توالت توسعات المسجد التي تمت على مر التاريخ وصولًا للوقت الحالي.. وأصبحت مقدمة مسجد نمرة خارج عرفات ومؤخرة المسجد في عرفات وهناك لوحات إرشادية تشير إلى ذلك.

وفي شرق عرفة يقع جبل الرحمة وهو جبل صغير يتكون من حجارة صلدة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف ولا يعد الوقوف على الجبل من واجبات الحج وللجبل أسماء أخرى منها “القرين وجبل الدعاء وجبل الرحمة وجبل الآل على وزن هلال” والحكمة من الوقوف بعرفات كما يقول العلماء هو التشبه بحال الواقفين في فسيح القيامة، وقد تبعت كل أمة نبيها وكل يرجو النجاة.. والواجب على الحاج في هذا الموطن أن يضرع إلى الله ويلجأ إليه في المغفرة ليتحقق الرجاء في الرحمة.

(وكالات)

ربما يعجبك أيضا