“دبلوماسية الكافيار”.. فاتح شهية على موائد ساسة العالم

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

الكافيار من أهم المقبلات الفاخرة، وهو عبارة عن بيض السمك الذي يستخرج من سمك الحفش “الكافيار الأسود” و من سمك السلمون “الكافيار الأحمر”، بالإضافة إلى بيض السمك البرتقالي والأصفر الذي يتم تعديله صناعيًّا.

في عالم السياسة هناك “كافيار” أيضاً ولكن بشكل مختلف، إذ تعمد بعض الدول إلى كسب ود برلمانيين أو صحفيين أو دبلوماسيين – ربما – مرموقين وذوي تأثير في مواقعهم للتغطية على قضية ما أو انتهاك لحقوق الإنسان.

دبلوماسية الكافيار

دبلوماسية الكافيار سلاح أذربيجاني معروف في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية وحتى الصحفية الأوروبية وتحديداً في عاصمة الاتحاد الأوروبي، حيث وجهت أكثر من مرة دعوات لنواب وصحفيين أوروبين لزيارة أذربيجان على نفقة الدولة الأذربيجانية.

فضيحة جديدة هزت الأوساط السياسية الأوروبية على خلفية توجيه اتهامات لنواب من الجمعية البرلمانية التابعة لمجلس أوروبا لحصولهم على هدايا ومكافآت من السلطات الأذربيجانية.

فضيحة مدوية

تعود الفضيحة لمطلع العام الجاري عندما تم الكشف عن حصول أحد النواب السابقين في الجمعية البرلمانية على مليوني ونصف المليون يورو من جهات أذربيجانية، وقال المحققون الإيطاليون إنها جاءت مكافأة لجهوده في أحد التقارير التي قامت بهد إحدى الشخصيات الألمانية والذي يتعرض للوضع الحقوقي في أذربيجان، حيث تعمد إخفاء بعض الأمور وهوما أدى إلى عدم اعتماده من مجلس أوروبا لعدم إدانة السلطات الأذرية بسوء معاملة معارضيها السياسيين.

بيد أن قائمة الاتهامات شملت نوابا من إسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا حصلوا على مكافآت وهدايا فاخرة من الدولة الأذربيجانية.

غسيل أموال

بدأ ثلاثة خبراء مستقلين مكلفين من قبل الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا خلال الأسبوع الجاري في ستراسبورغ الاستماع إلى شهود للتحقيق في معلومات تفيد أن عددا من النواب الأوروبيين قبلوا هدايا فاخرة من السلطات الأذربيجانية.  

جلسات الاستجواب التي بدأها ثلاثة خبراء مستقلين مكلفين من قبل الجمعية البرلمانية الأسبوع الجاري تأتي بينما نشرت صحف أوروبية كبرى الجزء الأول من تحقيق حول “دبلوماسية الكافيار” التي تتبعها أذربيجان.

وقالت هذه الصحف وبينها الفرنسية “لوموند” والبريطانية “ذي غارديان” والألمانية “سوددويتشه تسايتونغ” والدنماركية “برلينغسكي” إن باكو أنفقت 2,5 مليار يورو بين 2012 و2014 تحديداً للحصول على دعم في الخارج وخصوصاً في مجلس أوروبا، وتحدثت الصحف عن أكثر من 16 ألف صفقة أبرمت في إطار هذا المبلغ.

وبحسب “لوموند” فإن هذه الصفقات أبرمت عبر الفرع الأستوني لمصرف “دانسكي بنك” من قبل “أربع شركات متمركزة غي المملكة المتحدة ومرتبطة سراً بالنظام الأذربيجاني”.

فيما قالت “ذي غارديان” إن الشركات الأربع تم حلها، موضحة أن “دانسكي بنك” قال إن إجراءات مكافحة غسل الأموال لم تكن كافية حينذاك في أستونيا، لكنها اتخذت “الإجراءات اللازمة لمعالجة الوضع”. 

وكشفت الصحف أن هذه الصفقات تكشف وجود نظام يهدف إلى “غسل أموال من مصادر مشكوك بها وتمويل أسلوب حياة قدامى في النظام وشراء صداقات في الخارج”.

الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا

الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا اختصاراً (PACE) هي واحدة من الأجهزة القانونية لمجلس أوروبا، وهي منظمة دولية مكرسة لدعم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، والتي تشرف على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

تتكون الجمعية من 318 برلمانياً من البرلمانات الوطنية لدول المجلس الـ 47 في أوروبا، وتجتمع أربع مرات في السنة للجلسات العامة لمدة أسبوع في ستراسبورغ.

عقدت الجمعية دورتها الأولى في ستراسبورغ في 10 أغسطس 1949.

 مصداقية الجمعية وبحسب “سليم بدوي” المحلل السياسي بقناة “فرانس 24” أصبحت على المحك وهو ما يتطلب وقفة لكي يستعيد مجلس أوروبا مصداقيته أمام الدول الأعضاء، وهو ما يتطلب الشفافية في التحقيقات الجارية مع عدد من نوابه وكشف نتائجها للرأي العام

ربما يعجبك أيضا