بعد 100 عام.. باريس ترحب بالأبطال في أوليمبياد 2024

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

باريس – بعد مرور نحو مائة عام على استضافتها للأوليمبياد في 1924، منحت اللجنة الأوليمبية الدولية العاصمة الفرنسية “باريس” شرف تنظيم دورة الألعاب الصيفية “أوليمبياد 2024” بموجب اتفاق ثلاثي بين اللجنة الأوليمبية وباريس ولوس أنجلوس، تحصل بمقتضاه الأخيرة على شرف تنظيم الأوليمبياد 2028.

لا مفاجآت

كما كان متوقعاً، فقد منحت اللجنة الأولميبية الدولية العاصمة الفرنسية “باريس” شرف تنظيم أوليمبياد 2024، ذلك أنه لم يكن يتبق سوى مرشحين – باريس ولوس أنجلوس – بعد انسحاب روما وبودابست وهامبورج من السباق.

الاتفاق بين باريس ولوس أنجلوس تم بمباركة اللجنة الأوليمبية الدولية، بحيث يسند تنظيم أوليمبياد 2024 لباريس، فيما تحتضن لوس أنجلوس الأمريكية أوليمبياد 2028، تحت شعار “الكل رابح وليس هناك خاسر”.

رمزية التاريخ

اختيار باريس لتنظيم أوليمبياد 2024 يحمل في طياته “رمزية” لا تخفى على أحد، إذ إنها تأتي بعد مرور مائة عام على تنظيم آخر أوليمبياد احتضنته العاصمة الباريسية في 1924.

ومن هنا يمكن تفهم إصرار المسؤولين الفرنسيين أمام اللجنة الأوليمبية والوفد الأمريكي على اختيار 2024 والذي قوبل بتراجع من الوفد الأمريكي وتفهم من جانب اللجنة الأوليمبية الدولية، ليخرج الجميع “فائزاً”.

اتفاق خلف الكواليس

السباق على شرف تنظيم الحدث العالمي عام 2024  بدأ رباعياً ولم يكن هناك مجالاً للحديث عن تنظيم أوليمبياد 2028، قبل أن تعلن مدينة روما الإيطالية انسحابها من سباق التنظيم في ظل الأزمة المالية التي تمر بها إيطاليا، ولذا قرر مسؤولو المدينة الإيطالية “فجأة” مغادرة السباق منذ البداية.

بخروج روما من السباق أصبح السباق ثلاثياً – باريس ولوس أنجلوس وبودابست – إلا أن ضعف الملف المجري مقارنة بملفي لوس أنجلوس وباريس حال دون استمرارها في السباق، لينتهي الأمر باتفاق الأطراف الثلاثة – اللجنة الأوليمبية الدولية وباريس ولوس أنجلوس – في سابقة هي الأولى في تاريخ تنظيم الأوليمبياد.

ميزانية متواضعة

تطمح فرنسا إلى تقليص العجز في الميزانية إلى ما دون 3 % من إجمالي الناتج المحلي هذا العام، وكثير من القطاعات تشهد خفضاً في النفقات، فكيف لفرنسا أن تنفق الكثير في هذا السياق؟

في السنوات السابقة، غالبية المدن التي نظمت الألعاب الأوليمبية تخطت الميزانية الأولية، نذّكر فقط “لندن” التي وعدت بميزانية تقدّر بحوالي ثلاثة مليارات يورو، وأنفقت نحو 11 مليار يورو.

إلا أن باريس تقول بأن الوضع عندها مختلف، إذ أن لديها المنشآت. وتبلغ الميزانية التقديرية لتنظيم دورة الألعاب الأوليمبية لأكثر من 6.5 مليار يورو.

نصف هذا الرقم سيتم تخصيصه بشكل مباشر لتغطية النفقات المرتبطة مباشرة بتنظيم الأوليمبياد مثل المنشآت الرياضية المؤقتة، ويتم تمويل هذا المبلغ من قبل اللجنة الأوليمبية والشركات الراعية وكذلك عبر بيع التذاكر.

الجزء الثاني من هذا المبلغ ستموله فرنسا، نصفه من الأموال العامة، والنصف الآخر من الاستثمارات للقطاع الخاص، وسط تأكيدات من باريس على احترام هذه الميزانية لأن لديها ما بين 93 إلى 95 % من المنشآت المطلوبة لتنظيم الأوليمبياد.

ومع ذلك فمخاوف الفرنسيين من تخطي هذه الميزانية “قائمة” خاصة وأن تسريع الأشغال في المنشآت العامة له كلفة، كما هناك كلفة مرتبطة بالأمن في ظل التهديدات الأمنية التي تشهدها العاصمة الباريسية باستمرار.

بالبرغم من الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا السنوات الماضية، إلا أن باريس لا تزال الوجهة السياحية الأولى عالمياً، وسط توقعات بعائدات تصل لـ 10.7 مليار يورو جراء تنظيم تنظيم الأوليمبياد.

التداعيات الإيجابية لاستضافة هذا الحدث العالمي، لن تقتصر فقط على العاصمة الباريسية، بل ستشمل أيضاً الضاحية الشمالية حيث سيقام جزء كبير من المنشآت الرياضية والقرية الأوليمبية.
 

ربما يعجبك أيضا