“الحوثي”.. جندي “إيراني” في مشروع “خامنئي”

رؤية – محمود سعيد

عبد الملك الحوثي رجل خامنئي في اليمن، هو أداة من أدوات المشروع الإيراني الاستئصالي في المنطقة، أدمن استخدام التقية لخداع البسطاء من أبناء الشعب اليمني، وللأسف خدع فئات منه حين ادعى أنه يقاتل حكومة علي عبد الله صالح من اجل إرساء العدل والقيم والعدالة الاجتماعية، وهزيمة “المشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة” على حد زعمه.

وقد غفر له الشعب اليمني جرائمه في حق الأبرياء في دماج وصعدة وغيرها وحروبه المتواصلة ضد الجيش اليمني التي دفع اليمن ثمنها، وسمحوا له ولأنصاره بالمشاركة في الحراك الشعبي الهادر الذي اقتلع نظام المخلوع علي عبد الله صالح، بل رحبت “الجماعة” بالمبادرة الخليجية، ومع هذا سرعان ما تحركت جماعته كالحرباء وخانت الشعب اليمني مجددا، وانقلبت على الشرعية اليمنية ودخلت قواته جنبا إلى جنب مع قوات المخلوع صالح إلى المدن اليمنية الواحدة تلو الأخرى، محتلا لها ومدمرا لدور القرآن والجامعات وناهبا للقرى ولمؤسسات الدولة ولمقدرات الدولة اليمنية.

وقد احتفى بجرائمه قادة إيران وقادة الحرس الثوري الإيراني واعتبروا أن طهران باتت تهيمن على صنعاء واليمن كما هيمنت بيروت وبغداد ودمشق، وقد وصل الحقد بالمليشيات الحوثية إلى محاولات استهداف مكة المكرمة ومدن خليجية أخرى عبر الصواريخ البالستية التي كانت في حوزة الجيش اليمني تارة وعبر صاروخ زلزال الإيراني تارة أخرى.

عبد الملك الحوثي

ولد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي عام 1979 وهو القائد الحالي لمليشيا الحوثي في اليمن، وقد تولى زعامة الحركة في عام 2006 م بعد أخيه حسين بدر الدين الحوثي، وهو نجل بدر الدين الحوثي.

في منتصف التسعينات ترك عبد الملك محافظة صعدة إلى العاصمة اليمنية صنعاء للعيش مع أخيه الأكبر حسين مؤسس جماعة “الشباب المؤمن” (التي عرفت فيما بعد بجماعة أنصار الله) وتأثر به كثيراً حتى صار فيما بعد بمثابة الأب الروحي له وقدوة له، وعمل كحارس شخصي لأخيه حسين الذي كان آنذاك عضواً في البرلمان اليمني عن حزب الحق، وبالرغم من أنه كان حارسا لأخيه إلا أنه قيل أنه تعلم في صنعاء ثقافة المدن المختلفة عن ثقافة القرى، وتفتحت مداركه للانتماءات الحزبية والجغرافية والايديولوجية والجانب السياسي، حسب ما ذكر “عابد المهذري” في مقالة صحفية له، وهو صحفي مقرب من الحوثي كتب سيرة ذاتية عن حياة عبدالملك.

باختصار عبد الملك الحوثي نسخة مكررة من حسن نصر الله، وهو مجرد جندي إيراني في مشروع الولي الفقيه.

وقد تأثرت عائلة الحوثي بثورة الخميني خصوصا مع تدفق الأموال من الحكومة الإيرانية، وقد ترسخت العلاقات بينهما عن طريق زياراتهم المتكررة إلى قم وطهران ومشهد، حيث كان يدعي قادة الحوثيين أنهم في زيارات لدمشق، وكان نظام حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد يسمح لهم بعدها بالسفر إلى إيران في سرية كاملة ودون علم الحكومة اليمنية.

جماعة إيرانية الهوى

منذ اللحظة الأولى لظهور مليشيا الحوثي الإرهابية على الساحة اليمنية بتخطيط من الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، تغنت دائما بشعارات رنانة لخداع البسطاء والمتاجرة بقضايا الأمة كـ”الموت لأمريكا و”الموت لإسرائيل”، ولكن عندما جاء التنفيذ العملي كان الموت للعرب والحصار لتعز والتدمير لكل مدينة قالت لهم ولمشروعهم الاستئصالي العقائدي “لا”.

جاءت تلك الجماعة بأفكار خبيثة نشأت في “قم” الإيرانية وجبل “عامل” اللبناني، كان من أهمها “التقية” وهي إظهار عكس ما تعلن من أجل “المصلحة”، وذلك من أجل الوصول للحكم! فليس مهما أن تكذب وتخدع سواء أعداؤك أو أتباعك.

لذا كان من الطبيعي لجماعة بهذه الأفكار، أن تعلن إيمانها المطلق بالعيش المشترك في اليمن وأنه لا طمع لديها في السلطة، وفي الوقت نفسه، يتدرب عناصرها على أيدي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في جزر إرترية، وتخوض 6 حروب ضد الدولة اليمنية، وتخزن الآلاف من أطنان الأسلحة والذخائر الإيرانية التي كانت تأتيها عبر ميناء ميدي الإستراتيجي، ولا عجب فالأفعال دائما عكس الأقوال.

بل وصل الأمر إلى شن المليشيا الحوثية حربًا شعواء على مركز “دار الحديث” بدماج لمجرد أنه يقوم بتدريس عقائد غير التي تعتقدها، برغم زعمهم أنهم ليسوا ضد المكونات اليمنية.

وقد وصل الأمر بها إلى احتلال مناطق شاسعة من اليمن الشمالي، وتالحف مع المخلوع علي صالح للانقلاب على الشرعية.

خرافات الحوثيين

من خرافات الحوثيين، أنهم يعتقدون أن زعيم المتمردين “عبد الملك الحوثي” هو المهدي المنتظر الذي سيحرر فلسطين وكل الأراضي المحتلة في كل مكان (لا شك أن التحرير في عقيدة هؤلاء يتشابه مع جرائمهم في العراق وسوريا).

وهم  يعتقدون اعتقادا جازما أن هذا عصر ظهور “المهدي” لديهم وأن احتلالهم “مكة المكرمة” قد حان وأنهم سيدخلونها عما قريب، وهذا ما صرح به قادة من الحوثيين على الفضائيات العربية، ومنها فضائية “المسيرة” التابعة لهم.

والغريب أن الوثيقة الفكرية والثقافية للجماعة، تقول إن الله اصطفى “آل الحوثي” على المسلمين كما اصطفى آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين!.

وهم يتبعون “الجارودية” أشد فئات الشيعية الزيدية تطرفا وقربا من الشيعة الإمامية، أما صالح وغالبية انصاره فيتبعون التشيع الزيدي (الطبيعي) الذي عرف عبر التاريخ بقربه من معتقدات “أهل السنة والجماعة”.

العلاقة مع اليهود

بعض أفراد الجالية اليهودية في اليمن كان لديهم علاقات مع الحوثيين، والرئيس السابق علي عبد الله صالح، ومنذ عدة سنوات وأعداد منهم تقاتل في صفوف الحوثيين في مختلف جبهات القتال في اليمن، وعلى الحدود اليمنية السعودية، وهو أمر لاشك لم يكن محل ارتياح للولايات المتحدة أو لإسرائيل.

وقد قتل شاب يهودي يمني “هارون البوحي” “١٧سنة” في اشتباكات مع القوات السعودية جنوب منطقة نجران؛ إثر مشاركته مع الحوثيين وقوات صالح في القتال بالجبهة الحدودية.

وقالت “مايسة الرومي” أحد أعضاء الطائفة اليهودية باليمن أن “هارون البوحي” قتل في معارك مع القوات السعودية جنوب منطقة نجران، وأن أسرته المقيمين في أمريكا صدموا عند تلقيهم نبأ مقتله، وكان اليهودي اليمني “يعقوب حاميم” قد قتل كذلك على الحدود اليمنية السعودية في منطقة عسير إثر مشاركته القتال في صفوف الحوثيين، وكشفت تقارير صحفية، أن بعض عناصر الجالية اليهودية في اليمن يقاتلون بجوار الحوثيين.

إذًا عبد الملك الحوثي ما هو إلا مجرد أداة من أدوات إيران، ومليشياته مجرد كتيبة تابعة للحرس الثوري، يقاتل عدد من عناصرها ويتدربون في سوريا والعراق وحتى في قمع عرب الأحواز، وتهديده الأخير بقصف بلدان خليجية وكذلك أهداف نفطية سعودية، يؤكد أن الرجل وصل لمرحلة “الجنون” وأنه لا سلام ولا حوار مع من يسعى لهدم المنطقة لأهداف طائفية خبيثة.

ربما يعجبك أيضا