لماذا تثير الانتخابات الألمانية قلق الأوروبيين؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

حالة ترقب شديد تعرفها الساحة السياسية في ألمانيا هذه الأيام تحسباً للانتخابات البرلمانية القادمة المزمع عقدها في الرابع والعشرين من سبتمبر الجاري.

نظام الاقتراع

سيتوجه أكثر من 61 مليون ناخب ألماني إلى صناديق الاقتراع للفصل في تشكيل الحكومة الجديدة ومن ثم اختيار مستشار جديد للبلاد، إذ يحق للألمان التصويت مرتين، المرة الأولى للمرشح في منطقتهم، والثانية لتحديد توزيع المقاعد البرلمانية على الأحزاب السياسية.

وبعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، غالباً ما يكون في منصب المستشار قائد الحزب صاحب الأغلبية البرلمانية.

وتجرى الانتخابات البرلمانية في ألمانيا كل أربع سنوات، والرئيس هو من يحدد وقتها بالتشاور مع حكومة 16 ولاية ألمانية، إذ يبلغ عدد الدوائر الانتخابية 299 دائرة يجري فيها انتخاب 598 نائباً.

أبرز الأحزاب المشاركة

الحزب الديمقراطي المسيحي

 ممثلاً في المستشارة الحالية أنجيلا ميركل، والتي تولت منصبها عام 2005، وهي أول امرأة بهذا المنصب في ألمانيا.

الحزب الديمقراطي الاشتراكي

والمرشح عنه “مارتن شولتز” الذي يرأس الاتحاد الأوروبي منذ العام 2012، ويعدّ أقوى منافس لميركل حسب أحدث استطلاعات الرأي الأخيرة.

الحزب الديمقراطي الحر

المرشح عنه “كريستيان ليندنر” السياسي الشاب، الذي يحاول إعادة حزبه إلى دوره الريادي في السياسة الألمانية.

حزب اليسار

وهو أكبر حزب معارض في ألمانيا ممثلاً في زعيمته سارة فاغنكنشت.

حزب البديل من أجل ألمانيا

ممثلا في “ألكسندر غاولاند” وهو الحزب اليميني الشعبوي المناهض في توجهاته للمسلمين واللاجئين.

حزب الخضر

المرشح عنه “جيم أوزديمير” ذو الأصول التركية، ويعدّ الحزب الأكثر انفتاحا على الأجانب.

تقدم مسيحي في مواجهة اليسار

نصف الألمان لم يحسموا بعد، لصالح من سيصوتون في الانتخابات البرلمانية المقبلة. هذه هي النتيجة التي كشف عنها أحدث استطلاع للرأي على بعد شهر من الانتخابات التشريعية.

هذه النسبة تعدّ مرتفعة وغير مسبوقة قبيل الانتخابات منذ عشرين عاماً.

وفيما يخص نوايا التصويت حصل التحالف المسيحي بزعامة ميركل على 37% مقابل 20% لصالح الاشتراكيين، وفي ذيل الترتيب جاء حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي، رغم ذلك هناك مخاوف في صفوف اللاجئين والمهاجرين من دخول هذا الحزب البرلمان الاتحادي بعد دخوله برلمان معظم الولايات العام الماضي.

قلق أوروبي من الليبراليين

يساور بعض البلدان الأوروبية قلقاً من عودة الليبراليين الألمان ومشاركتهم في الائتلاف الحكومي المقبل بعد الانتخابات العامة المقبلة.

وفقاً لنتائج استطلاعات الرأي فإن الحزب الليبرالي يمكن أن يحصل في الانتخابات المقبلة على 10% ومن ثم المشاركة في الحكومة المقبلة.

وبالعودة إلى تاريخ هذا الحزب، نجد أنه لعب منذ الحرب العالمية الثانية دوراً مهماً في التحالفات الحكومية في ألمانيا ويمكن هذه المرة أن يشارك في الحكومة لأنه ببساطة خسر في الانتخابات الماضية كل مقاعده، ويمكنه الآن تعويضها.

المخاوف الأوروبية مصدرها أن هذا الحزب تاريخيا “وسطياً” مؤيداً للمشروع الأوروبي، إلأ أنه عرف تحولاً في الفترة الأخيرة، إذ أصبح حزباً يمينياً يشكك في المشروع الأوروبي ويتخذ مواقف سلبية من المهاجرين.

نجاح الليبراليين في الانتخابات العامة، قد يدفع الحكومة المقبلة الى تبني مواقف متشددة تجاه الأوروبين، منها معارضة مشروع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن إصلاح منطقة اليورو النقدية والذي يرمي لوضع موازنة خاصة بهذه المنطقة وتسمية وزير مالية فيها، كما أنهم يعارضون توسعة هذه المنطقة النقدية لتشمل بلدانا كرومانيا وبلغاريا.

الليبراليون يعارضون بشدة سياسة استقبال اللاجئين التي انتهجتها الحكومة الحالية.

أما مواقفهم الخارجية فهي تثير مخاوف العديد من الأوروبيين إذ يتبنون مواقف مؤيدة لروسيا، ويطالبون بالاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ورفع العقوبات الاقتصادية على موسكو.

الأكثر إثارة لهذه الأسباب

يعتقد مراقبون أن هذه الانتخابات ستكون الأكثر إثارة منذ عقود نظراً للعديد من العوامل أبرزها، طريقة التعامل مع ملف اللاجئين حيث تعدّ ألمانيا أكثر البلدان الأوروبية الحاضنة لهم.

أما السبب الثاني، فهو تنامي المد الشعبوي اليميني المتطرف ممثلاً في حزب البديل من أجل ألمانيا والمعادي للأجانب والمسلمين، خصوصا بعد نجاحه في استقطاب المجتمع الألماني واثبات تواجده في انتخابات الولايات.

هذا بالإضافة إلى المنافسة الشرسة التي ستواجهها المستشارة الحالية من طرف مارتن شولتز المرشح عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي والذي كان المنافس الأول لها خلال العقد الماضي.

ربما يعجبك أيضا