تراجعات البورصة القطرية.. “سقوط حر” بلا قاع

حسام عيد – محلل اقتصادي

واصلت بورصة قطر سلسلة التراجعات لتفقد قيمتها السوقية منذ بداية العام الجاري أكثر من 100 مليار ريال.

ومع نهاية تداولات جلسة 18 سبتمبر، سجل المؤشر القطري أدنى مستوياته في خمس سنوات، بسبب علامة جديدة على أن الأزمة القطرية بدأت تلحق ضررًا في الأجل الطويل ببعض الشركات المدرجة على قائمته.

بورصة قطر الأسوأ بالعالم

يعاني سوق الأسهم في قطر ضغوطًا متزايدة خصوصًا مع توالي عمليات تخفيض التصنيف الائتماني للاقتصاد وكبرى المصارف القطرية من قبل المؤسسات العالمية.

ومن المتوقع أن يستمر نزيف خسائر أسهمها ما لم تظهر بوادر حلول سريعة للأزمة الراهنة.

وكانت تقارير اقتصادية -صادرة عن شركات ومراكز بحوث واستشارات كويتية- أكدت أن بورصة قطر سجلت أسوأ أداء بين أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج بعد هبوطها بنحو حاد وتفاقم خسائرها على وقع المقاطعة المفروضة.

العوامل المؤثرة

أثرت تداعيات التوترات الجيوسياسية والأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين قطر والدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب “السعودية، الإمارات، البحرين، مصر”، سلبًا على أداء سوق الأسهم القطرية.

يضاف إليها الأداء الضعيف للشركات، حيث سجلت أرباحها المجمعة خلال النصف الأول من العام الجاري تراجعات بلغت 12% لتصل إلى 5.4 مليارات دولار.

أداء المؤشر القطري في 2017

انخفض مؤشر البورصة القطرية في تعاملات جلسة 18 سبتمبر 1.2%، ليواصل هبوطه للجلسة الحادية عشرة على التوالي، وتقترب التراجعات على مستوى الشهر من 6%.

في 2017، اتخذ المؤشر القطري مسارًا هابطًا، لتبلغ خسائره منذ اندلاع الأزمة القطرية الناجمة عن إصرار الدوحة على دعم الإرهاب 21%.

القيمة السوقية لبورصة قطر

في نهاية 2016، بلغت القيمة السوقية للبورصة القطرية 563 مليار ريال.

مع نهاية أغسطس 2017، انخفضت القيمة السوقية للبورصة إلى 477 مليار ريال.

في 18 سبتمبر الجاري، هبطت القيمة السوقية إلى 453 مليار ريال.

وبذلك تكون البورصة القطرية قد فقدت 110 مليار ريال من قيمتها السوقية في عام 2017.

ويفر المستثمرون من البورصة القطرية بسبب تزايد المخاوف من الأوضاع الاقتصادية المضطربة في البلاد، وهو ما يحجم الاستثمارات الأجنبية ويدفعها للتخارج والنزوح إلى أسواق بديلة.

أداء قطاعات بورصة قطر

سجلت كافة قطاعات بورصة قطر تراجعات خلال تداولات شهر سبتمبر، وذلك على النحو التالي:

النقل؛ سجل تراجعًا بما يقارب 10%.

التأمين؛ تراجع بما يقارب 6.7%.

الصناعة؛ هبطت مؤشرات أسهم قطاع الصناعة 6.6%.

الاتصالات؛ فقدت أسهم قطاع الاتصالات 6.3%.

البنوك والخدمات المالية؛ كان أداء الأسهم المصرفية والمالية مخيبًا، حيث تكبدت خسائر بـ 4.7%.

العقارات؛ تراجعت أسهمه بما يقارب 3.3%.

الخدمات والسلع الاستهلاكية؛ سجل تراجعات بنسبة وصلت إلى 2.7%.

صافي التداولات حسب الجنسية

هناك تزايد في مبيعات الأجانب أفراد ومؤسسات على الأسهم القطرية في ظل حالة عدم اليقين بشأن الأوضاع الاقتصادية في البلاد لا سيما مع استمرار المقاطعة وتضرر كافة القطاعات وهو ما ينذر بأزمة قد تطال الأخضر واليابس في المدى القريب إلى المتوسط.

وخلال الفترة الممتدة من الأول من سبتمبر وحتى الـ 18 من سبتمبر، سجل القطريون عمليات شراء بقيمة 171 مليون ريال، بالمقابل نفذ الخليجيون عمليات بيع بما يقارب 43 مليون ريال، وأيضا قام الأجانب بعمليات بيع بقيمة 128 مليون ريال.

أحجام وقيم التداولات

جاءت تداولات الأسهم في البورصة القطرية خلال شهر سبتمبر في نطاق ما بين “11-17” مليون سهم، واستمرت في هذا النسق خلال تعاملات الشهر الجاري.

وبحساب المتوسط اليومي خلال شهر سبتمبر، سجلت البورصة القطرية تداولات ضعيفة نسبية بما يقارب 11 مليون سهم، لكنه يبقى أعلى من المتوسط اليومي الذي سجلته أحجام التداولات في البورصة خلال أغسطس والتي بلغت فيه ما يقارب 7 ملايين سهم.

هذه الأرقام تنطبق أيضا على قيم التداولات في البورصة خلال نفس الفترة، حيث تراجعت من 270 مليون ريال إلى 187 مليون ريال.

وعلى متوسط المستوى اليومي خلال شهر سبتمبر، سجلت قيم تداولات الأسهم في البورصة القطرية 224 مليون ريال وهي أعلى من الأرقام المسجلة في أغسطس والتي بلغت 170 مليون ريال.

ربما يعجبك أيضا