مصر والإمارات.. علاقات راسخة وعطاء بلا حدود

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر

القاهرة – انطلقت، صباح اليوم، زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تعد الخامسة للسيسي خلال الأعوام الثلاثة من حكمه، لتؤكد عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.

شهدت العلاقات بين البلدين منذ عهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، توافقًا وقوة كبيرة لم تهددها أي خلافات في الرؤى أو المصالح، حيث تعتبر الإمارات من أكثر الدول الداعمة لمصر اقتصاديًا برغم الأزمات التي مرت بها مصر برغم اندلاع ثورتين والإطاحة برئيسين.

“زيارات السيسي”

استقبلت الأراضي الإماراتية الرئيس المصري 5 مرات منذ حفل تنصيبه، في منتصف عام 2014، وكانت المرة الأولى في 18 يناير عام 2015، في إطار المشاركة في أعمال “القمة العالمية لطاقة المستقبل” والتي شهدت استقبالا حارا من قبل ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والتي شهدت تسليم “بن راشد” جائزة زايد الفخرية لطاقة المستقبل إلى الرئيس المصري.

 وتناقش الجانبان مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وسبل تعزيز وحدة الصف العربي، لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، وأهمية تضافر الجهود الدولية للقضاء على العنف والإرهاب.

وشهد 27 أكتوبر من العام ذاته زيارة السيسي الثانية، وكان في استقباله، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبحث الجانبان الجهود المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، ودراسة الأوضاع الأمنية في الدول العربية، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة في “سوريا، وليبيا، واليمن”، وسبل التعامل مع تداعياتها على الأمن العربي الجماعي.

وفي 2 ديسمبر من العام الماضي، شارك الرئيس المصري في احتفالات دولة الإمارات باليوم الوطني الـ45، والتقى ولي عهد أبو ظبي، وتناقشا في سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين.

وفي 3 مايو من العام الجاري، زار السيسي الإمارات، واستقبله الشيخ محمد بن زايد، وبحث الجانبان مستجدات الوضع الإقليمي في ضوء الأزمات التي تشهدها سوريا واليمن وليبيا، والتحديات التي تواجه الأمة العربية وعلى رأسها خطر الإرهاب، وتدخل بعض القوى الخارجية للعبث بأمن واستقرار الدول العربية.

وكان السيسي قد زار دولة الإمارات عندما كان وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي في 12 مارس 2014 برفقة عدد من كبار قادة القوات المسلحة، حيث التقى خلالها كبار المسؤولين وشهد المرحلة النهائية للمناورة المصرية الإماراتية “زايد 1”.

“علاقة البلدين”

بدأت العلاقات بين مصر والإمارات قبل عام 1971 بعد وحدة الإمارات السبع في دولة واحدة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتعد القاهرة أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد فور إعلانه دوليا وإقليميا.

ويعد الشيخ زايد من أكثر الحكام العرب حرصا على العلاقات مع مصر، والداعم الدائم لها في العديد من القضايا، ودائمًا ما صرح بأن “مصر بالنسبة للعرب هي القلب وإذا مات القلب فلا حياة للعرب”، إضافة من مواقفه المعروفة آبان حرب أكتوبر عام 1973.

وساهم “الراحل العزيز” على قلوب المصريين في العديد من المشروعات بالأراضي المصرية، منها: “مدينة الشيخ زايد وهي احدى المدن الجديدة التي انشئت عام ١٩٩٥ بتمويل صندوق ابوظبي للتنمية، وحي الشيخ زايد بمدينتي السويس والاسماعيلية، وهما من الأحياء التي قدمها زايد للمصريين كمساهمة جادة في ازالة آثار العدوان الاسرائيلي على مدن القناة في حرب يونيو عام ١٩٦٧”.

إضافة إلى قناة الشيخ زايد بطول ٥٠ كيلومتراً في توشكى، لزراعة ٤٥٠ الف فدان التي قدمها هدية لمصر، وترعة الشيخ زايد  فى منطقة  وادي النطرون، و ترعة الشيخ زايد شرق قناة السويس في قلب سيناء، وتروي ٤٠ ألف فدان.

“التعاون العسكري”

“أمن دول الخليج يعد جزءًا لا يتجزأ من أمن مصر القومي، ومصر لن تسمح بالمساس بأمن واستقرار أشقائها فى الخليج، وهى تقف إلى جانب أشقائها فى الخليج، فى مواجهة أية تهديدات إقليمية أو خارجية”، كل هذه كانت تصريحات أطلقها الرئيس المصري، في العديد من المناسبات للتأكيد على دعم مصر لدول الخليج عسكريا لحماية أراضيها، وفي مقدمتهم دولة الإمارات.

وشهدت العلاقات العسكرية بين البلدين بعد الإطاحة بنظام الإخوان برئاسة المعزول محمد مرسي، تعاونا قويا بدأت في 2 مارس 2014 بتدريبات “زايد 1” بالإمارات، والتي تعد الأولى من نوعها بين البلدين من حيث قوة الوحدات المشاركة وتنوعها من بحرية وجوية وخاصة.

كما انطلقت مناورة “سهام الحق” بين البلدين في  12 أكتوبر 2014،  وفي 31 مارس 2017، واختتمت في اليوم ذاته أيضا فعاليات المناورة التعبوية المشتركة المصرية الإماراتية (زايد 2) والتى نفذت للمرة الثانية بالأراضي الإماراتية، بمشاركة عناصر من القوات البحرية والجوية والوحدات الخاصة ووحدات التدخل السريع وعدد من العناصر التخصصية من القوات المسلحة لكلا البلدين.

“العلاقات الاقتصادية”

تحتل دولة الإمارات المركز الأول دوليا وعربيا في الاستثمار الأجنبي في مصر، في العام الحالي بإجمالي استثمارات تبلغ 6.2 مليار دولار، بزيادة قدرها 200 مليون جنيه عن عام 2016، بإجمالي شركات 877 شركة إماراتية عاملة في مصر، مقارنة بـ819 العام الماضي.

وتتمثل أبرز الاستثمارات الإماراتية في قطاعات: “الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتمويل، والصناعة، والسياحة والإنشاءات، والزراعة”، حيث تمثل 92.3% من إجمالي الاستثمارات العربية وحوالي 73.9% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع في مصر، وبلغ حجم التبادل التجاري العام الماضي، حوالي 3.456 مليار دولار مقابل 2.597 مليار دولار عام 2015.

ربما يعجبك أيضا