حلم كتالونيا.. ومخاوف عدوى انفصالية تجتاح القارة العجوز

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

شيئًا فشيئًا تتجه الأمور إلى نقطة اللاعودة في إقليم كتالونيا، فالتوتر بسبب الاستفتاء المزمع إجراؤه في الأول من إكتوبر حول استقلال الإقليم عن إسبانيا يتصاعد، ذلك ما يوحي به القرار الأخير للمدعي العام الذي وضع الشرطة الإقليمية تحت إمرة وزارة الداخلية الإسبانية، ولكن للحكومة الكتالونية رأي آخر.

مخاوف مدريد

في خلفية هذا القرار خشية الحكومة الإسبانية من تحقق رغبة القوميين في فتح مراكز الاقتراع في الأول من الشهر المقبل، والرد الضعيف من قبل الشرطة الكتالونية على الاحتجاجات التي شهدتها برشلونة في العشرين من أيلول/سبتمبر الجاري.

رد وصفه البعض بالمتواطئ مع المحتجين الذين عرقلوا بحث الشرطة القضائية عن دلائل تورط الحكومة الكتالونية في تنظيم الاستفتاء

قوات احتلال

وسط هذا الاحتقان تتواصل الاحتجاجات في برشلونة، احتجاجات يخشى البعض من أن تزيد من وطيسها مثل هذه الرسائل والقرارات، فرغم وقوع بعض التشجنات يرى البعض أن يستحسن الإبقاء على التعامل الحذر مع المظاهرات في هذا الإقليم.

المتظاهرون المطالبون بالاستقلال أبدوا غضبهم من إقدام الحكومة المركزية على اعتقال مسؤولين كتالونيين ووصفوا الشرطة بأنها قوات “احتلال” مؤكدين مضيهم قدما في تنظيم الاستفتاء.

نزعات انفصالية ليست جديدة

النزعة الانفصالية ليست بجديدة على كتالونيا، التي حظيت بالاستقلال وخسرته مرات عديدة؛ فمنذ ستة قرون ظل حلم الاستقلال يراود سكان الإقليم الذي يضم أربعا مقاطعات هي غيرونا وييديا وتاراغونا والعاصمة برشلونة الثانية من حيث المساحة بعد العاصمة مدريد.

كتالونيا واحدة من بين 17 منطقة حكم ذاتي في إسبانيا، واستقلالها من الممكن أن يحفز السكان في إقليم الباسك مثلاً الذي يحظى بلغته الخاصة.

ففي مدينة بلباو كبرى مدن إقليم الباسك تظاهر عشرات الآلاف من المواطنين لدعم ما سموه حق الشعب الكتالوني في تقرير مصيره.

تضامن شهد حضور عدد من أعضاء من الحزب القومي الباسكي الذي قد يسحب دعمه للموازنة الحكومية الإسبانية إذا استمر التصعيد.

قلق أوروبي

القلق سيمتد إلى القارة العجوز التي كإسبانيا تضم عشرات الحركات الانفصالية الفعالة والراكدة في مناطق عديدة أبرزها أيرلندا الشمالية في بريطانيا وإقليم الفلمنك في بلجيكا وكورسيكا في فرنسا وتحالف الشمال في إيطاليا والمناطق الصربية في البوسنة كلها مناطق من الممكن أن تستفيق على ضجيج الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتعيد رسم جغرافيا أوروبية في القرن الواحد والعشرين.

ككرة ثلج تتفاقم الأزمة الكتالونية دون أن تلوح في الأفق أي انفراجة، احتقان على أشده أمام إصرار القوميين في إقليم كتالونيا على إجراء الاستفتاء، بينما تقوم الشرطة الإسبانية بتمشيط المطابع بحثًا عن الوثائق الدعائية الخاصة بهذا الاستفتاء، تحركات يخشى البعض أن تجر الإقليم إلى منزلق يصعب الخروج منه.

ربما يعجبك أيضا