قيادة المرأة السعودية للسيارة.. حُلم نسائي تحوّل لحقيقة

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

في خطوة تاريخية، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء اليوم الثلاثاء، الموافق 26 سبتمبر أمرًا ساميًا باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية بما فيها إصدار رخص القيادة للذكور والإناث على حد سواء.

وحققت المرأة السعودية إنجازات محلية وعالمية نتيجة الانفتاح الذي شهدته في السنوات الأخيرة، وموقف القيادة الحكيمة في إعطائها حقوقها التي تمكنها من خدمة وطنها على الوجه الأمثل الذي ترتضيه الشريعة الإسلامية.

نص الأمر الملكي

وبحسب “وكالة الأنباء الرسمية” السعودية، قال الملك في الأمر الموجه لوزير الداخلية “نشير إلى ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها”.

وأضاف “كما نشير إلى ما رآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة، وأن مرئيات من تحفظ عليه تنصب على اعتبارات تتعلق بسد الذرائع المحتملة التي لا تصل ليقين ولا غلبة ظن، وأنهم لا يرون مانعاً من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة لتلافي تلك الذرائع ولو كانت في نطاق الاحتمال المشكوك فيه”.

وتابع “لكون الدولة هي حارسة القيم الشرعية فإنها تعتبر المحافظة عليها ورعايتها في قائمة أولوياتها سواء في هذا الأمر أو غيره، ولن تتوانى في اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته. لذا؛ اعتمدوا تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية – بما فيها إصدار رخص القيادة – على الذكور والإناث على حد سواء”.

وأوضح الأمر الملكي “تشكيل لجنة على مستوى عال من وزارات (الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية)؛ لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك، وعلى اللجنة الرفع بتوصياتها خلال ثلاثين يوماً من تاريخه، ويكون التنفيذ اعتباراً من 10 / 10 / 1439 هـ ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة، وإكمال ما يلزم بموجبه”.

يوم تاريخي للمرأة

في الـ25 من سبتمبر 2011، أمر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بالسماح للمرأة السعودية الدخول إلى مجلس الشورى، والترشح للمجالس البلدية، ما دفعها إلى أن يكتب هذا اليوم تاريخا في صفحات مسيرة المرأة.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، صدر الأمر السامي في الـ26 من سبتمبر عام 2017، سمح أخيراً للمرأة السعودية قيادة السيارة، ليكتب لها تاريخاً جديداً، ويتوج شهر سبتمبر بتاريخ مهم للمرأة السعودية.

ويؤكد القرار السامي بأن المملكة تسعى إلى المضي قدما في تمكين المرأة من أن تكون فاعلة في المجتمع، وبهذا القرار التاريخي، تكون المرأة السعودية قادرةً على المشاركة الفاعلة في التنمية وبناء المجتمع دون أية عوائق.

صورة أكثر تطورا

وتشغل المرأة السعودية في الوقت الراهن نسبة تصل الى 23% من سوق العمل بينما يراهن برنامج التحول الوطني على رفع تلك النسبة بحلول عام 2020 الى 42%.

شبكة “بلومبيرغ” الأمريكية، أشارت إلى الدور الذي يلعبه الأمير محمد بن سلمان، في تقديم صورة مغايرة وأكثر تطورًا لبلاده على الصعيد الدولي، عن طريق اتباع أنماط مغايرة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية، يسعى من خلالها لمواكبة التطور دون تغيير الروح الإسلامية للبلاد.

من جهته أشاد رئيس مجلس إدارة مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي الدكتور حنيف حسن القاسم، بتميز المرأة في السعودية ودورها الحيوي في الأنشطة والفعاليات المحلية والدولية، مشيرا إلى أن ذلك يعكس تطورها العلمي ومواكبتها للحداثة العصرية.

رؤية المملكة 2030

وفي إطار تطبيق رؤية 2030 التي تهدف من خلالها المملكة، إلى حدوث تغير شامل في العديد من الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية، تم السماح ولأول مرة للمرأة السعودية بدخول الملاعب الرياضية، وذلك في إطار احتفالات المملكة بعيدها الوطني.

وفتح برنامج التحول الوطني 2020 الباب مجددا من أجل تعزيز دور ومكانة المرأة في المجتمع السعودي من خلال برنامج طموح يسعى لرفع نسبة عمل المرأة لنحو 42% بحلول العام 2020 وذلك ضمن إطار أوسع لرؤية المملكة 2030 التي طرحها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.

وأُطلق برنامج التحول الوطني 2020 كرافد أساسى ومحوري يساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تعد المقصد الاستراتيجي الأسمى الذي تسعى للوصول إليه خلال العقد القادم، وتمهد له الطريق بإنجاز إصلاحات طموحة في البنية الاقتصادية السعودية.

ربما يعجبك أيضا