في ليل إسطنبول .. فرصة للباحثات عن بيع الجسد

مجدي سمير

رؤية – مجدي سمير

“سوق للنخاسة والرذيلة وقبلة للنساء الفقيرات من مختلف العالم لعرض أنفسهن للاستغلال الجسدي” هكذا كان وصف كاتب صحفي تركي لمدينة إسطنبول التاريخية عاصمة الدولة العثمانية والعاصمة الاقتصادية والثقافية والسياحية لتركيا الحديثة.

في مقال له بصحيفة “يني شفق” الموالية للحكومة التركية، قال الكاتب التركي حسن أوزتورك، إن “شوارع إسطنبول، وخاصة منطقة أكسراي تتحول يوميًا بعد منتصف الليل إلى سوق للنخاسة والرذيلة”.

ويأتي هذا المقال بعد تداول سلسلة من الأخبار عبر الإعلام التركي مؤخرًا عن وقائع متعلقة بانتشار الدعارة بشكل غير قانوني في بعض أنحاء تركيا التي سعت حكومتها خلال السنوات الأخيرة إلى سن قوانين وإصدار قرارات للحد من انتشار أنشطة الدعارة المقننة في البلاد، خاصة في مدينة إسطنبول وأحيائها أكسراي وكاراك ويوبي أوغلو ومنطقة ميدان تقسيم.

وأوضحت تقارير ودراسات أكاديمية تم نشرها العام الماضي أن الإيرادات السنوية للدعارة في تركيا تتراوح  ما بين 3-4 مليارات دولار. ووصف تقرير صادر عن الخارجية الأمريكية في يونيو/حزيران الماضي تركيا بـ”دولة الترانزيت” في أنشطة الدعارة والاتجار بالبشر، وصنف تركيا بالمرتبة قبل الأخيرة بقائمة الاتجار بالبشر عالميًا لعام2017، مشيرًا إلى أنها لم تستطع تحقيق المعايير الدولية في منع تجارة البشر عبر أراضيها، إلا أنها زادت جهودها في هذا الصدد.

سوق “أكسراي”

أكد أوزتورك أن منطقة “أكسراي” الحيوية والتي تضم الكثير من اللاجئين والوافدين وتجذب السياحة العربية خاصة، أصبحت “سوقًا للاستغلال البشري”.

وقال الكاتب التركي إن “منطقة أكسراي بإسطنبول، تحولت إلى قبلة لجذب الفقراء من كافة دول العالم خاصة النساء، وذلك بغرض العمل في أنشطة غير مشروعة، فعند منتصف الليل من كل يوم وفي الشوارع الجانبية بعيدًا عن التواجد الأمني ينتشر أعضاء ورواد هذا السوق البشرية، وتبدأ النساء في عرض أنفسهن بمقابل مادي يتم الاتفاق عليه”.

وناشد أوزتورك، والي مدينة إسطنبول واصب شاهين، للانتباه لهذه الظاهرة التي حولت ليل إسطنبول إلى سوق للرذيلة، وإصدار تعليمات إلى مدير الأمن مصطفى تشليشكان وأفراد الشرطة للانتشار ليلًا بصفة خاصة في مختلف أحياء وشوارع المدينة للتصدي لعمليات التجارة الجنسية، وبصفة خاصة منطقة أكسراي التي أضحت تُعرف بـ”حيالمومسات”.

وذكر موقع “هبرترك” أن بعض ميادين منطقة “قاضي كوي” في إسطنبول تشهد يوميًا انتشار ما بين 7 إلى 8 سيدات في الصباح الباكر وبعد منتصف الليل لاصطياد الراغبين في ممارسة الرذيلة واصطحابهم إلى بعض الفنادق الصغيرة بمقابل مادي يتم الاتفاق عليه.

تقنين الدعارة

تشير البيانات الرسمية إلى أن تركيا تضم 100 ألف عاملة في نشاط الدعارة، بينما البيانات غير الرسمية ترجح أن العدد يتجاوز 300 ألف حاليًا، ووفقًا للمادة (227) من القانون الجنائي رقم (5237) الذي صدق عليه البرلمان في 26 سبتمبر/آيلول عام 2004 ودخل حيز التنفيذ في الأول من يونيو/حزيران عام 2005، فإن نشاط الدعارة مسموح ومقنن داخل تركيا، إلا أنه يُعاقب بالسجن من عامين إلى أربعة أعوام كل من يسهل أو يحرض على الرذيلة.

ووفقًا للقانون التركي ينبغي على النساء العاملات في هذا المجال الحصول على تصاريح من الحكومة والخضوع للإشراف الطبي دوريًا، وتخضع بيوت الدعارة للإشراف الحكومي في معظم المدن التركية.

تخفيضات للطلبة

رصدت وسائل الإعلام التركية في أغسطس/آب الماضي، وجود خيام بمدينة أزمير الساحلية مخصصة لممارسة الدعارة وسط تواطؤ أمني، وهي خيام تستهدف الشباب، وتقدم تخفيضات خاصة للطلبة تيسيرًا لأوضاعهم المادية، بأسعار قد تصل إلى 5 ليرات تركية، ومعظم العاملات في هذه الخيام من اللاجئات من جنسيات أجنبية.

بيع القاصرات

نشرت صحيفة “تايمز” البريطانية في سبتمبر/أيلول الجاري تقريرًا بشأن استغلال القاصرات من اللاجئات السوريات في تركيا وخاصة بمناطق جنوب وشرق تركيا، وبيعهن إلى الأتراك وكبار السن خاصة بمقابل يتراوح ما بين 5-6 آلاف ليرة تركية، وإذا كانت الفتاة جميلة يصل سعرها إلى 11 ألف ليرة. ومعظم تلك الفتيات تتراوح أعمارهن ما بين 13-18 عامًا، يتم استغلالهن جنسيًا وإجبارهن على أداء بعض الأعمال الشاقة وتعذيبهن أحيانًا.

ربما يعجبك أيضا