أكتوبر.. الخريف الدامي الذي عصف بإسرائيل

شيرين صبحي

وتناولت الكثير من الأعمال حرب أكتوبر منها “الحرب في بر مصر” ليوسف القعيد، “الرفاعي” لجمال الغيطاني، “نوبة رجوع” لمحمود الورداني، “أنشودة الأيام الآتية” لمحمد عبد الله الهادي، “السمان يهاجر شرقاً ” للسيد نجم، “شجر الصبار” لمعصوم مرزوق، “رجال وشظايا” لسمير الفيل، “الخريف الدامي” لمحمد النحاس، “سبع حبات من الرمال” للسيد الجندي، “يوميات مقاتل قديم” للسيد عبد العزيز نجم، “سنوات الحب والموت” لبهي الدين عوض، “يوميات على جدار الصمت” لمحمد السيد سالم، “عندما تشتعل النجوم” لفوزي البارودي، “حائط الصواريخ” لعادل حسني، “رأس العش” لسعد وهبة، “تحطمت الطائرات عند الظهر” لأحمد بهاء الدين.. ومن العرب كتب حنا مينا “المرصد”، “رفقة السلاح والقدر” لمبارك ربيع، “من يذكر تلك الأيام” لحنا مينا ونجاح العطار، “البيت والدخان” للسوري يحيى خضور.

ومن القصص القصيرة، “أرض أرض” “امرأة في القطار الحربي” لمحمد السيد سالم، “من وحي أكتوبر” لصلاح عبد السيد، “سوف نعيد ترتيب الأشياء” للمنسى قنديل، “تعليقات من الحرب” لإبراهيم عبد المجيد، “لا تبحثوا عن عنوان إنها الحرب” لقاسم مسعد عليوة، “شوق وأنين” لمحمد نور الكنيسي، وغيرها.
 
وقدم رجب سعد السيد مجموعة ممتعة بعنوان “الأشرعة الرمادية” بالإضافة إلى روايتين قصيرتين هما “المخاض”، و”نقوش الدم”.. أيضا كتب عن الحرب أبناء السويس ومنهم محمد الراوي في روايته “الرجل والموت” وسناء فرج في روايتها “صباح”.

العديد من هذه الأعمال تم تحويلها إلى أعمال سينمائية لعل أبرزها “الرصاصة لا تزال في جيبي” لإحسان عبد القدوس، بطولة محمود ياسين ونجوى إبراهيم، “العمر لحظة” ليوسف السباعي بطولة ماجدة وأحمد مظهر، “أبناء الصمت” لمجيد طوبيا والذي أخرجه محمد راضي بطولة نور الشريف ومحمود مرسي وميرفت أمين، “حكايات الغريب” للغيطانى والذي أخرجته إنعام محمد علي بطولة محمود الجندي وحسين الإمام، و”الحرب في بر مصر” للقعيد الذي تحول إلى فيلم “المواطن مصري” بطولة عمر الشريف وعزت العلايلي.
 
ويصعب حصر الأعمال التي قدمت عن حرب أكتوبر التي تحتمل مئات الروايات والقصص، ويلاحظ هنا أن معظم من كتب عن أكتوبر كانوا من الشباب الجدد حينها الذين عايشوا الحرب، بينما لم يكتب الأدباء الكبار حينها أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهما، غير مجموعة من المقالات ولم يعالجوها إبداعيا لأنهم كانوا بعيدين عن أرض المعركة.

يحكي شيخ الروائيين في كتاب “نجيب محفوظ.. صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته” الذي أعده الناقد الراحل رجاء النقاش، كيف كان انفعاله بالحرب قائلا: “وجدت نفسي في حالة ذهول غريبة. لم تكن تهمني نتيجة الحرب العسكرية بقدر ما تهمني نتائجها النفسية، وكيف أنها يمكن أن تنقلنا من حالة كنا نشعر فيها بمنتهى اليأس والانكسار، إلى حالة مضادة نشعر فيها بالثقة والعزة والكرامة. ولذلك فإنني أعتبر معركة أكتوبر هي الحرب التي أنقذت الروح العربية من الهزيمة. وطوال أيام المعركة كان لديّ إحساس غريب بأن أي تلاحم بين الجيشين المصري والإسرائيلي سنكون فيه المنتصرين والمكتسحين”.. ولم يكتب محفوظ أعمالاً أدبية عن الحرب بل مقالات قصيرة متتابعة بعنوان “دروس أكتوبر”.

أما توفيق الحكيم فكتب يقول: “عبرنا الهزيمة بعبورنا إلي سيناء، ومهما تكن نتيجة المعارك، فإن الأهم هي الوثبة، وهي المعني. أن مصر هي دائما مصر، تحسبها الدنيا قد نامت ولكن روحها لا تنام. وإذا هجعت قليلا فإن لها هبة ولها زمجرة، ثم قيام، وقد هبت مصر قليلا وزمجرت، ليدرك العالم ما تستطيع أن تفعل في لحظة من اللحظات”.

في ظهيرة السادس من أكتوبر 1973 كان نجيب محفوظ يجلس في بيته يقرأ في أحد الكتب.. رن التليفون وكان المتحدث هو ثروت أباظة، وبدون مقدمات صرخ قائلا: “عبرنا”، فلما استوضح محفوظ الأمر، قال له إن الجيش المصري عبر القنال، فقابل محفوظ كلامه بسخرية، فأقسم أباظة بأن الحرب قامت وطلب منه فتح الراديو على أي إذاعة.. ولأول مرة في حياته يسمع محفوظ الأخبار من المحطات الأجنبية التي كانت كلها تؤكد ما ذكره أباظة.

ربما يعجبك أيضا