الرمان.. كنز يقيك الشيخوخة والسرطانات

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

الرمان من فواكهة الجنة، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم بأكثر من موضع، وفي السيرة النبوية أيضًا، لها العديد من الفوائد والأهمية الغذائية والصحية ويسهم في علاج أمراض الكبد والكلى والتخلص من مشاكل الجهاز الهضمي وعسر الهضم والحد من ترسبات الدهون بالجسم، والحد من الإصابة بالسرطانات المختلفة لاحتوائه على مضادات الأكسدة، كما أن للرمان أهمية كبيرة أثبتتها دراسات حديثة في الحد من الإصابة بالزهايمر والشلل الرعاش، بعدما اكتشف باحثون في بريطانيا مادة كيميائية في الرمان، تساعد على إبطاء تطور مرض الزهايمر ومرض الشلل الرعاش.

صديق المعدة

يقول الدكتور سيد شلبي، استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي والتغذية العلاجية، إن الرمان من أشهر وألذ الفواكهة الخريفية التي تنتشر في المنطقة العربية، وهو يعالج حموضة المعدة وقرح الأمعاء والاثنى عشر وارتجاع المريء، كما أن عصير الرمان غني بالمعادن المختلفة، وبالتالي فهو يكافح الإصابة بأنيميا الدم لكونه يزيد من معدل ضخ الأوكسجين في الدم، ويقاوم الإصابة بالشيخوخة وأمراض الخرف والزهايمر ويساعد على تنشيط الذاكرة لكونه يحتوي على مادة كيميائية اكتشفها بعض الباحثين في بريطانيا، تساعد على إبطاء تطور مرض الزهايمر ومرض الشلل الرعاش المعروف باسم مرض “باركنسون”، وهي عبارة عن “عديد الفينول” والتي لها القدرة على العمل كمضاد للالتهاب، ويمكن أن تساعد في علاج التهابات المفاصل الروماتيزمية أيضًا.

وأضاف شلبي، أن هناك مواد فعالة تتواجد بكثرة في القشرة الخارجية للرمان وليس في الجزء الداخلي الناعم، إضافة إلى أن الألياف التي تحتويها فاكهة الرمان تعمل على تحسين الحركة الدورية للأمعاء وتقلص فرص الإصابة بالسرطانات المتعددة.

فيتامينات ومناعة

ويقول الدكتور هاني الغزاوي، عضو الجمعية البريطانية للطب البديل، إن الرمان فاكهة خريفية لذيذة الطعم ومفيدة صحيًا، وشجرة الرمان من الأشجار المعمرة النفضية، موطنها الأصلي إيران، وانتشرت زراعتها في كثير من البلدان العربية لدفئها عند استقدامها لأول مرة من إسبانيا، كما ورد ذكرها في القرآن الكريم في ثلاث آيات في سورتي الأنعام والرحمن، كما جاء في قوله تعالى “فيهما فاكهة ونخل ورمان”، أما بالنسبة لزهرة الرمان فتسمى في اللغة الفارسية بـ”جلنار”.

وفاكهة الرمان الواحدة تحتوي من 63 إلى 78 سعر حراري، وتكتظ بعناصر غذائية تفي احتياجات جسم الإنسان من الفيتامينات والدهون والأملاح المعدنية والبروتينات وعناصر أخرى، كما أنه غني بفيتامين B المهم للسيدات الحوامل وفيتامين c لزيادة المناعة وقدرات الجسم على صد الأمراض والفيروسات.

مضادات الأكسدة

وتؤكد الدكتورة مها راداميس، إخصائية التغذية العلاجية والسمنة والنحافة، أن الرمان من الفواكهة المهمة التي تنتشر بمنطقة الشرق الأوسط، وله مفعول مضاد لتصلب الشرايين لتواجد المواد المسماة “الفلافيونيدات” وهي مضادة للأكسدة، والتي تمنع تأكسد دهون البلازما التي تعتبر من أسباب تصلب الشرايين.

وفي دراسة نشرت في عدد مارس 2006 لمجلة الأكاديمية القومية للعلوم في الولايات المتحدة لمجموعة بحثية من جامعة نابليز ونوفارا بإيطاليا ومن جامعة كاليفورنيا ومن جامعة بوسطن ومن مايو كلينيك بالولايات المتحدة، أثبتت قدرة الرمان على الإقلال من قصور أداء الخلايا المبطنة للشرايين لوظائفها مما يؤدي إلى تحسين قدرتها على إفراز مركب أكسيد النيتروز الموسع للشرايين، كما أن الرمان يقلل من ترسب الكوليسترول في الدم، وبالتالي يقلل من فرص الإصابة بأمراض تصلب الشرايين التاجية والأورطية.

مضاد للسرطانات والالتهابات

ويرى الدكتور عبد الله صلاح الدين، إخصائي التغذية العلاجية، أن بذور الرمان هي الكنز الحقيقي في أهمية الثمرة الصحية والعلاجية، لكونها تستخدم كمصدر غني بالعناصر الغذائية للوقاية من أمراض القلب لغناها بالمغذيات النباتية المختلفة من الفلافونيدات والبولي فينولات التي تعمل سويا كعنصر فعال للغاية لمكافحة الأمراض، كما تعمل بذور الرمان على المساعدة في خسارة الوزن لكونها غنية بالألياف وتحتوي كذلك على نسبة قليلة من السعرات الحرارية لذلك فهي تعتبر خيارًا مثاليًا لمن يرغب في خسارة بعض الوزن، كما تساعد أيضًا في الحفاظ على ثبات الوزن في نفس الوقت.

ولبذور الرمان دور في الوقاية من هشاشة العظام، ففي دراسة أجريت عام 2005، أظهرت أن هناك إنزيًما معينًا يتواجد في بذور ثمرة الرمان يساعد على إبطاء عملية تلف الغضاريف والتي قد تؤدي إلى هشاشة العظام، كما يعرف الرمان أيضاً بخواصه المضادة للالتهابات المستمرة والمزمنة، وللرمان دور كبير في الوقاية من السرطان إذ أظهرت بعض الدراسات العلمية أن بذور الرمان تتكون من تركيبات هرمونية تساعد في علاج سرطان الثدي وتجنب الإصابة منه أيضًا.

وأكمل صلاح الدين، أن للرمان فوائد متعددة إذ يجنب الجسم أمراض الكلى ومشاكلها ويحد من ارتفاع درجة الحرارة والإصابة بأخطر أنواع السرطانات، وهو سرطان القولون فضلاً عن الحد من آلام النقرس وعسر الهضم وأمراض العيون وضعف الإبصار وآلام اللثة وترهلها والصداع المزمن.

ربما يعجبك أيضا