فساد ورشاو.. إمبراطورية “بي إن سبورت” آيلة للسقوط

رؤيـة – حسام عيد

جددت الملاحقات الجنائية السويسرية للأمين العام السابق للفيفا جيروم فالك، ورئيس مجموعة قنوات “بي إن سبورت” القطرية ناصر الخليفي، اليوم الخميس، لتورطهما في قضايا فساد بشأن حقوق بث مباريات كأس العالم، الآمال لدى كثيرين من عشاق الساحرة المستديرة في الشرق الأوسط في مشاهدة مباريات كرة القدم في مختلف المسابقات العالمية بدون تشفير أو دفع أموال.

كما أنها قد تكتب النهاية لإمبراطورية قطر للاحتكار الرياضي المدعوم برشاوي “الخليفي”، مثلما حدث مع جوزيف بلاتر ومسؤولين كبار في الفيفا.

“بي إن سبورت”.. نتاج لعلاقة مشبوهة

نشأت مجموعة قنوات “بي إن سبورت” القطرية على الفساد، حيث كانت نتاج لعلاقة مشبوهة بين زمرة جوزيف بلاتر السابقة ولوران بلاتيني نجل نجم كرة القدم الفرنسية ميشيل بلاتيني، وبين المتنفذين في قطر وفي مقدمتهم ناصر الخليفي رجل الديوان الأميري، الذي يفهم في كل شيء، في الإعلام وإدارة الأندية العالمية والاستثمار، حيث تم إغراء الشاب الفرنسي الطموح بأكثر من عقد قطري، أولها حين تسلم وظيفة من قبل قطر للاستثمارات، ومرورًا بأكثر من عقد كمحام، ونهاية بشراكته مع بي إن سبورت.

ودخلت مجموعة القنوات القطرية في مساحات ليست من حقوقها القانونية، مدفوعة بالمال الفاسد وعلاقاتها الواسعة بالفاسدين في كل مكان.

على سبيل المثال، حصلت “بي إن سبورت” دون وجه حق ودون منافسة تذكر أو مناقصة وفق الأنظمة والقوانين والأعراف الإعلامية والرياضية، على حقوق البطولات الآسيوية حتى 2020 بمباركة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، مع منع كافة القنوات الخليجية من حضور أو تصوير المؤتمرات الصحفية والتدريبات الأخيرة التي تسبق اللقاءات الآسيوية للأندية الخليجية، وهذا ما لا ينطبق على القنوات الإيرانية التي تحظى بكل التسهيلات في اللقاءات التي تحتضنها رأس الإرهاب في العالم، ولا ينطبق على القوانين المعتمدة من فيفا.

ويعد هذا العقد الذي وقع في الدوحة أثناء كأس أمم آسيا للعام 2011 مشبوها بين “بي إن سبورت” والاتحاد القاري، كون المبلغ زهيداً قياسا بمدة العقد، حيث كان العقد 300 مليون دولار لثمانية مواسم بدأت من عام 2013 حتى 2020 دون منافسة أو طرح مناقصة.

وعلى الرغم من أن اتحاد إذاعات الدول العربية مع شركة WSG المسوقة للاتحاد الآسيوي قدمت عرضا لشراء حقوق النقل التلفزيوني لمدة أربع سنوات من 2013 إلى 2016 في مقابل 1100 مليون دولار، بهدف تمكين القنوات الأعضاء في اتحاد الإذاعات العربية من نقل المباريات الآسيوية، إلا أنها ذهبت إلى القناة القطرية دون أي منافسة.

وفي العام 2014 قدم المجلس التنفيذي بالاتحاد الآسيوي ملاحظاته لإدارة قنوات “بي إن سبورت” بعد ضعف تسويق بطولات الاتحاد والتشديد على السماح للقنوات الخليجية بالنقل والمرونة في عملية الحصول على حقوق البث أسوة بالدول التي حصلت قنواتها على الحقوق، إيران مثلاً، وأن نظام التشفير الذي تتبع القناة لا يمكن القبول به في ظل الفشل في جودة النقل والفشل الكبير في عملية التسويق.

وأعطت “بي إن سبورت” بعد احتكارها للبطولات الآسيوية الحقوق لقنوات الكأس إرضاء لجاسم بن حمد الشقيق الأكبر لتميم، بلا مقابل مادي مع استمرارها في رفض إعطاء الحقوق للقنوات الخليجية.

وتأتي هذه الصفقة السرية بين الاتحاد الآسيوي و”بي إن سبورت” محاباة لرئيس الاتحاد الآسيوي السابق القطري الموقوف بسبب قضايا فساد محمد بن همام.

تحقيق جنائي وتفتيش مقرات

فتح الادعاء السويسري تحقيقًا جنائيًا مع الأمين العام السابق للفيفا جيروم فالك، والرئيس التنفيذي لمجموعة “بي إن سبورت” الإعلامية القطرية ورئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ناصر الخليفي حول بيع حقوق تتعلق بكأس العالم في أحدث تصعيد لوتيرة التحقيقات التي تجريها السلطات هناك في فساد كرة القدم.

وشدد الادعاء السويسري أن التحقيق مع جيروم فالك وناصر الخليفي يتمحور حول شبهة وجود رشى واحتيال وسوء إدارة وتزوير.

وقال الادعاء إنه يتعاون مع السلطات في فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا من أجل تفتيش عدة أماكن.

ولعل تلك الأحداث تعيد للأذهان ما حدث فى مايو 2015 عشية إقامة الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولي والتي كان يتنافس فيها السويسري جوزيف بلاتر مع الأمير على بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم والبحريني الشيخ سلمان رئيس بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

وفى الوقت الذى كان يستعد فيه بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي، للحصول على رئاسة “فيفا” للمرة الخامسة على التوالي، قامت الشرطة السويسرية بتوقيف 7 من المسؤولين في المنظمة الكروية العليا بطلب من القضاء الأمريكي.

وكانت تلك الواقعة بمثابة الحلقة الأولى فى مسلسل الكشف عن فضائح الفساد التي هزت عرش الاتحاد الدولي طوال الفترة الماضية والتي دفعت جوزيف بلاتر لتقديم استقالته من منصبه.

وتم إيقاف بلاتر بعد ذلك عن ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم لعدة سنوات بجانب الفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للأتحاد الاوروبي لكرة القدم “يويفا”، وجيروم فالكه لعدة سنوات بعدما ثبت تورطهم في قضايا فساد.

سحب حقوق بث مباريات المونديال

إذا تم ثبوث رشاوي ناصر الخليفي للسكرتير السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم جيروم فالك لشراء حقوق بث مباريات كأس العالم أعوام 2026 و2030 ومنحها لدول بعينها قد يتم تعليق بث مباريات كأس العالم من قنوات “بي إن سبورت”.

وفي حالة سحب حقوق بث مباريات كأس العالم من المجموعة الإعلامية القطرية، قد يظهر في الصورة العديد من القنوات والشبكات التي يمتلكها مستثمرون يتمتعون بقوة اقتصادية ضخمة.

ومن المرجح أن تتسابق شبكة قنوات أبوظبي الرياضية على شراء حقوق بث مباريات كأس العالم في الشرق الأوسط وهو ما يعتبر مفاجأة سارة للجماهير العربية.

ربما يعجبك أيضا