أصحاب القلوب الضعيفة يمتنعون.. أكثر الغابات رعبا حول العالم

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

العطلة فرصة ينتظرها المرء للحصول على الراحة والبعد عن العمل وزحام المدينة، لذلك يبحث عن العزلة في إحدى الغابات وسط الأشجار العالية والطبيعة الخلابة، ولكن احترس لا تدع جمال الطبيعة يخدعك، فالعزلة التي تبحث عنها يخلقها السكون الذي كان بداية لكل ما هو مخيف ومرعب، فقد اشتهرت غابات عدة بأنها مسكونة بالأرواح، فمنها ما تتردد في أرجائها صرخاتٌ عالية، وأخرى من دخل فيها ولم يعد.

غابة “هويا باكيو” برومانيا

صورة للأطباق الطائرة وهي تحوم فوق الغابة في عام 1968، هي من وضعت غابة “هويا” ضمن الغابات المرعبة بفضل الأحداث الخارقة للطبيعة والتي لا يشهدها أي مكان آخر في العالم، لذلك أطلقوا عليها “مثلث برمودا ترانسيلفانيا”، إذ يعتقد البعض احتواءها على بوابة للمجهول تتسبب في اختفاء الزوار، وحتى من خرجوا من الغابة ناجين أصيبوا بالطفح الجلدي والغثيان وحالة من القلق الهستيري، أو يسمعون أصوات نساء يضحكن أو يشاهدون كأن أحدا ما يجري بين أشجار الغابة.

وبعض الذين دخلوا للغابة التقطوا عدة صور لأجسام على شكل أقراص تحلق في سماء الغابة.

تعتبر الغابة حديثاً أو موضوعاً محرما بالذات لدى السكان المحليين، وذلك لأن الناس يخشون التحدث عنها حتى لا تصيبهم لعنة ذلك المكان لأنهم يعتبرونه مسكونا من قبل الشيطان.

معظم الناس الذين يعيشون بالقرب من الغابة يخافون من الدخول إليها، ومن المعروف أيضاً عن تلك الغابة أن الأجهزة الاإلكترونية يصيبها عطل لسبب غير مفهوم وبعض المحققين في الماورائيات والخوارق ربطوا هذه الأمور مع أنشطة خارقة للعادة تعيش في تلك المنطقة.

غابة البيت القديم

تعتبر غابة “ماثيو” أو “البيت القديم”، بلدة صغيرة بولاية فيرجينيا الأمريكية، خالية من أي إشارات مرورية ضوئية رغم أنها كانت مكاناً مهماً جداً في أوائل القرن السابع عشر، حيث كانت ميناء نشطاً في فترات ما قبل حدوث الثورة الأمريكية وخلالها وكذلك خلال نشوب الحرب الأهلية.

رويت عنها قصص تتناول القراصنة وكنوز الجنود الإسبان، والجنود البريطانيين، كما أنها كانت مدفناً، وعاش فيها العبيد وسكان أمريكا الأصليين من الهنود الحمر.

الكثير من المترددين على هذه المدينة أكدوا أنهم رأو هياكل عظمية تلبس درع الفرسان وتهدد بالسيوف، شبح سفينة يهيم على الغابة، أشباح أحصنة وأبقار، أضواء طافية، أشباح حفارين، كلاب لا رؤوس لها، إضافة إلى أشباح جنود بريطانيين وإسبان وقراصنة.

 وقد سميت بـ”البيت القديم” حيث كان في الغابة منزل تم اتخاذه مقراً استعمارياً وحدث أن شبت النيران فيه بدون سبب، وبعد بضع سنين شبت فيه النيران مرة أخرى ومن ثم اشتهرت الغابة بهذا الاسم ولم يعد لهذا البيت أي أثر على الأرض .

غابة الانتحار

لا تجعل جمالها الخارجي يخدعك فغابة “أوكيجاهارا” التي تبدو هادئة عند سفح جبل “فوجي” باليابان، وتعرف أيضا بـ”غابة الانتحار”، ثاني أشهر موقع في العالم للانتحار، بعد جسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية.

تقول الأساطير اليابانية: إن الغابة مكان تجمع الشياطين، بينما يقول آخرون إن كثافة الأشجار تشتت الأصوات وتجعل من السهل أن يتوه المرء فيها، لذا فإن الكثيرين من المتنزهين يضعون علامة في طريقهم بواسطة شريط لاصق أو سلسلة، لتسهيل إيجاد طريقهم مرة أخرى، وتزيد قطع الأقمشة العالقة على فروع الأشجار من رهبة المكان فهي متاهة لن تخرج منها إذا أردت ذلك.

في عام 2010 حاول 247 شخصاً التخلص من حياتهم فيها ونجح منهم 54، لذلك من الطبيعي أنك سوف تجد أشخاصاً يذهبون لزيارة تلك الغابة، ثم يقولون لذويهم بعد الرجوع إنهم كانوا يسمعون أصواتاً لأشخاص يستنجدون بهم.

في عام 1960م أصدر الكاتب الياباني ”Seichō Matsumoto”رواية مأساوية تنتهي بأن يقوم العاشق الحزين بإنهاء حياته في بحر الأشجار، وكان لذلك تأثير كبير على الثقافة اليابانية، وكذلك “دليل الانتحار الكامل” الذي يصف أوكيجاهارا كأفضل مكان للموت، وقد تم العثور على هذا الكتاب بين الأغراض المهجورة لزوار الغابة.

غابة الصنوبر

تقع غابة “الصنوبر” الكثيفة بولاية نيوجيرسي الأمريكية وتغطي أكثر من مليون فدان، وازدهرت المنطقة خلال الحقبة “الكولونيالية”، إذ انتشرت فيها المناشر ومصانع الورق، ولكن بعد اكتشاف الفحم بولاية بنسلفانيا هجرها الناس وتراجعوا عن الإقامة بالأماكن المحيطة بها وتركوها للأشباح.

ووفقاً للأسطورة، فإن أشهر ساكني غابة الصنوبر هو “شيطان جيرسي” الذي وُلد في العام 1735 لسيدة تدعى “ديبورا ليدز”، وكان طفلها الـ13، وكانت لديه أجنحة جلدية ورأس ماعز وحوافر، وطار فوق مدخنة “ليدز” غرب مقاطعة يوركشير إلى الغابة، ومنذ ذلك الحين يقوم بقتل الماشية ويُخيف السكان.

غابة إبينج

لا تتعجب إذا رأيت على أحد أطرافها “مشنقة ” معلقة يقال عنها أنك إذا قدت سيارتك إلى تل “المشنقة” وأوقفتها هناك، ستُسحب سيارتك ببطء من التل ، هذا هو حال غابة ” إبينج” البريطانية حيث لم يجد قاطع الطريق “ديك توربين” وكراً لأعماله الإجرامية في القرن الثامن عشر إلا غابة “إبينج”،وقد تم اكتشاف العشرات من القتلى فيها منذ ستينيات القرن الماضي، لذا ليس غريبا أن تستمع  فيها إلى أصوات مخيفة تتردد في أرجائها، بالإضافة إلى ظهور شبح “توربين” ذاته.

ولأن القانون البريطاني يمنع قطع الأشجار حفاظا على الطبيعة فمنذ أواخر القرن التاسع عشر لم يتم قطع شجرة واحدة من الغابة الأمر الذي منحها ضخامة وحجما هائلا تجعل القشعريرة تسير في جسدك بمجرد ظهور الغابة أمام عينيك.
الغابة السوداء

لا يكاد يصل إليها شعاع الشمس بسبب أشجار “السرو” الكثيفة المنتشرة بالغابة السوداء التي تقع في ألمانيا رغم جمالها الخلاب إلا أنها لا تخلو من بعض الخرافات التي انتقلت عبر السنين منها ما هو خارق للطبيعة، إحداها تسرد قصة فارس مقطوع الرأس يمتطي فرساً بيضاء كبيرة، وأخرى تروي تفاصيل ملك يختطف النساء لنقلهن إلى سريره تحت الماء حيث يعيش بين الحوريات، وصولاً إلى الأقزام الودودين والمستذئبين المتربصين في أرجائها.

ربما يعجبك أيضا