بين العراقيين والأكراد.. طبول الحرب تدق في كركوك ‏

حسام السبكي

حسام السبكي

أصدر رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” في وقت متأخر من ليل أمس الأحد، قراره إلى الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة العراقية لبدء عملية أمنية واسعة تهدف لبسط الأمن في ربوع محافظة كركوك، وذلك بالتعاون مع الأهالي وقوات البيشمركة، يأتي هذا في الوقت الذي قابل فيه المسؤولون الأكراد إعلان رئيس الوزراء العراقي بمثابة إعلان للحرب في المحافظة الغنية بالنفط والتي يسيطر عليها الأكراد، وهو الأمر الذي يحمل دلالات خطيرة في الصراع بين الحكومة الاتحادية العراقية وبين إقليم كردستان العراق الساعي للانفصال بعد استفتاء الخامس والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي.

في هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز تطورات المعارك في محافظة كركوك وردود الأفعال العربية والدولية بشأنها.

انطلاق العمليات الأمنية في كركوك

ما إن أصدر رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” أوامره في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، والذي أورده التليفزيون العراقي، حيث وجه القوات المسلحة ببسط الأمن في محافظة كركوك، على أن يكون ذلك بالتعاون مع أبناء المحافظة وقوات البيشمركة في المحافظة، كما وجه رئيس الوزراء العراقي بتوفير الحماية للمدنيين بجميع طوائفهم داخل المحافظة، وعليه انطلقت القوات المسلحة العراقية مصحوبة كالعادة بميليشيات الحشد الشعبي إلى مدينة كركوك والتي تشهد بحسب مصادر كردية حشودًا كبيرة من الأكراد في داخل المحافظة والتي أعلنت بوضوح استعدادها التام للدفاع عن المحافظة في مواجهة توغل القوات العراقية.

القوات العراقية تتقدم في كركوك وتسيطر على مناطق دون قتال

أعلنت مصادر أمنية عراقية ووسائل إعلام، أن قوات الأمن العراقية من عناصر القوات المسلحة وقوات مكافحة الإرهاب تواصل تقدمها في محافظة كركوك ضمن عملية “إعادة الانتشار الأمني”، فقد أعلن التليفزيون الرسمي عن نجاح القوات العراقية في السيطرة على مناطق واسعة في كركوك، إلا أن مصادر إعلامية عربية أكدت أن العملية الأمنية لا تهدف لاقتحام المدينة، ولن تلجأ إلى ذلك إلا إذا تطلب الأمر هذا.

وفي جديد الأنباء الواردة من كركوك، فقد أعلن التليفزيون الرسمي العراقي عن نجاح القوات الأمنية في السيطرة على حقول النفط الواقعة في غرب مدينة كركوك خلال الساعات الأولى من العملية الأمنية التي انطلقت مساء الأحد، وذلك على الرغم من نفي المصادر الكردية لتلك الأنباء.

كما ذكرت مصادر إعلامية كردية أن القوات العراقية دخلت قاعدة “K1” من غير قتال.

وأفادت وسائل إعلام عربية بتمكن قوات الأمن العراقية من السيطرة على قضاء طوزخرماتو، وقاعدة “كي 1” التي تعد أكبر قاعدة عسكرية في مدينة كركوك، وقطع الطريق الاستراتيجية بين مدينة كركوك والعاصمة العراقية بغداد، فيما تحدثت أنباء عن عمليات نزوح واسعة من قضاء طوزخرماتو، ووقوع إصابات بين المدنيين في كركوك.

تضارب الأنباء حول مشاركة الحشد الشعبي في معركة كركوك

على الرغم من نفي بعض المصادر الأمنية العراقية مشاركة قوات “الحشد الشعبي” الفاعلة في العملية الأمنية بمحافظة كركوك، حيث أكدت أن العملية الأمنية تنفذها القوات العراقية بشكلٍ خالص، أما مهمة ميليشيات الحشد الشعبي فتقتصر على تقديم الدعم من خارج كركوك فقط، إلا أن مصادر كردية تصمم على إلصاق تهمة المشاركة بالميليشيات الشيعية لإصباغ الصراع صبغة طائفية.

يأتي هذا في الوقت الذي رشحت فيه بعض التصريحات عن مسؤولين في قوات الحشد الشعبي والتي أكدت أن عملية كركوك الأمنية تهدف للسيطرة على حقول النفط فيها وليس اقتحامها، وهي توافق التصريحات التي أصدرتها المصادر الأمنية العراقية في وقتٍ سابق.

محافظ كركوك يدعو الأهالي للدفاع عن المدينة.. وأنباء عن هروبه إلى أربيل

وفي خطوة تصعيدية على ما يبدو لمسار الصراع في العمليات الأمنية في كركوك، أصدر محافظها “نجم الدين كريم” الأهالي إلى الدفاع عن مدينتهم، وذلك في تصريح بثته وسائل الإعلام، حيث أكد “كريم” خلال تجوله بشوارع المحافظة “إننا سندافع عن مدينتنا” داعيًا أبناء المحافظة وعموم المواطنين إلى حمل السلاح والدفاع عن مدينتهم”.

وكان مجلس أمن إقليم كردستان قد أعلن، اليوم الإثنين، أن “القوات العراقية تقدمت للاستيلاء على حقول النفط في كركوك”.

في غضون ذلك، كشف أحد القياديين في ميليشيات “الحشد الشعبي”، وفقًا لوسائل الإعلام العراقية، فإن “نجم الدين كريم” محافظ كركوك، هرب مع ثلاثة من أفراد حمايته إلى أربيل فور علمه بتقدم القوات الاتحادية نحو كركوك.

وأشارت مصادر كردية إلى أن اشتباكات اندلعت منذ قليل في المنطقة الصناعية بكركوك، يأتي هذا في غضون الأنباء التي تحدثت عن إعطاء رئيس إقليم كردستان العراق “مسعود بارزاني” الضوء الأخضر لقوات البيشمركة للدفاع عن المحافظة وليس الهجوم على القوات الأمنية العراقية، وقد دفعت قوات البيشمركة في غضون ذلك، بلوائين إلى كركوك بهدف تعزيز خطوطها الدفاعية في المدينة.


الولايات المتحدة تدعو لوقف الأعمال التصعيدية وتركيز الجهود ضد داعش

من جانبها، أبدت الولايات المتحدة الأمريكية قلقها المتزايد من الاشتباكات والمعارك الدائرة في الوقت الحالي بمحافظة كركوك بين القوات الأمنية العراقية والبيشمركة الكردية، حيث طالبت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” كلًا من بغداد وأربيل بتجنب الأعمال التصعيدية المزعزعة لاستقرار العراق.

ودعا “البنتاجون” جميع الأطراف إلى التركيز نحو تهديد تنظيم “داعش” الإرهابي وتفادي تصعيد التوتر، مؤكدًا على استمرار الولايات المتحدة في دعم وحدة العراق مشددًا على كون الحوار أفضل وسيلة لنزع فتيل التوتر في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا