مؤتمر “معهد هدسون” يفضح الدعم القطري للإرهاب

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

نظم معهد هدسون للدراسات في واشنطن يوم الإثنين الموافق 23 أكتوبر 2017 مؤتمرا لمكافحة الإرهاب والتطرف، تناول الدور الذي تلعبه كل من قطر وإيران وجماعة الإخوان المسلمين وحزب الله في دعم الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط.

معهد هدسون، وهو مركز أبحاث أمريكي محافظ وغير ربحي، تأسس عام 1961 في نيويورك ويركز جهوده على السياسة الخارجية والأمن القومي. وبعد أحداث 11 سبتمبر، ركز المعهد على القضايا الدولية مثل الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية والتطرف.
 
المكان والمشاركون

وأقيم مؤتمر مكافحة الإرهاب والتطرف في قاعة أتريوم بمركز رونالد ريجان للتجارة العالمية بواشنطن تحت عنوان “مكافحة التطرف العنيف .. قطر وإيران والإخوان “.

شارك في المؤتمر مجموعة من الشخصيات الأمريكية البارزة، وعلى رأسهم وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ليون بانيتا، والجنرال ديفيد باتريوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية، ومايك ماكول، رئيس لجنة الأمن القومي بالكونجرس الأمريكي، بالإضافة إلى ستيفين بانون، المستشار الاستراتيجي السابق للبيت الأبيض وعضو الكونجرس براد شيرمان.

كما شارك أعضاء بارزين من الكونجرس وقيادات عسكرية سابقة ودبلوماسيين أصحاب خبرة في شؤون الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب.
 
قطر ودعم الإرهاب

وفي كلمته أمام المؤتمر أكد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ليون بانيتا، أن “قطر سجلها حافل بتمويل الإخوان والقاعدة وطالبان، في حين لدينا قاعدة أمريكية هناك، ولا يمكن لقطر اللعب على الوجهين”.

وأضاف: “قالوا إنهم يريدون أن يغيروا نهجهم ويؤكدوا أنهم يعملون على القضاء على الإرهاب، ولكن القول شيء والواقع العملي شيء آخر، يجب أن تأخذ الدوحة موقفا واضحا ضد الإرهاب ويجب أن يتعاونوا مع دول أخرى من أجل هذا”.

ونصح وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، بزيادة الضغوط على قطر لتنفيذ ما وعدت به من وقف الدعم المالي للإرهاب، مؤكدا أن قطر لا يمكنها الاستمرار في مساندة الإرهاب ومساندة إيران.

وأشار بانيتا إلى أن “المنطقة العربية شهدت انقسامات على مدى تاريخها، مما أثّر على قدرتها على تحقيق الاستقرار، فالإرهاب من داعش والقاعدة وحزب الله هو ما يعرقل الوصول إلى الاستقرار في المنطقة”.

وأبدى تفاؤله بالجهود الدبلوماسية التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، وجهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحل النزاع مع قطر.

من جانبه، حذر أيد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، من سجل قطر الطويل في دعم الإرهاب، مشيرا إلى أنه في عام 2014 قامت كل من السعودية والإمارات والبحرين بسحب السفراء من الدوحة، بسبب قيام قطر ببث الفوضى وإثارة الاضطرابات في تلك الدول عبر قناة الجزيرة.

وقال رويس “أعتقد أن ما تقوم به الدوحة حاليا هي تحركات تكتيكية، وليس تراجعا حقيقيا عن دعم الإرهاب وإثارة الاضطرابات لدى جيرانها”، مشيرا إلى أن الدوحة دعمت الإطاحة بالنظام في مصر واليمن وليبيا والبحرين والعراق ويجب على الدوحة أن تأخذ مسارا سياسيا صحيحا ضد التطرّف والعنف.

بدوره وجه الجنرال ديفيد باتريوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية، نصيحة للقطريين بضرورة  معرفة حجم مسؤوليتهم تجاه الحرب على الإرهاب، محذرا من أن “الجزيرة هي منصة تتعامل مع التنظيمات الإرهابية على قدم مساواة مع التيارات المعتدلة”.

وأضاف: “لابد لقطر الالتزام بمعاهدة وقف تمويل الإرهاب التي وقعتها مع الولايات المتحدة تجنبا لتعقيد الأمور”.

من جانبه، أكد ستيفين بانون، المستشار الاستراتيجي السابق للبيت الأبيض، أن “ما يحدث في قطر هو أمر شديد الأهمية تماما مثل الأزمة الكورية، نحن ندعم حلفاءنا، لكن لا بد لهم من حل مشاكلهم بأنفسهم حتى نستطيع دعمهم”، مضيفا “لا نريد أن نحول العالم ليتبع قيمنا، لكن لا بد للعالم أن يصل إلى استنتاجاته بنفسه”.

وبدوره، قال السيناتور توم كوتون، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه إصرار على أن تتوقف قطر عن دعم الإرهاب وأن تكف عن التلاعب على الوجهين وإن لم تفعل ذلك فنحن أقوى دولة في العالم ولدينا الأدوات لتفعيل ذلك.

وأكد أن التحالف الرباعي يتعامل مع الأزمة بحكمة وهم أكبر حلفائنا ولهذا السبب نحن نقف معهم وإذا أراد مجلس التعاون أن يكون أقوى فعلى قطر أن تتعاون وتحد علاقتها مع إيران ومن الأشياء التي اعترض عليها فتح قطر سفارة لطالبان في الدوحة، على قطر أن تغير من نهجها وتكف عن التعامل مع طالبان والإخوان وحماس.

من جهته أكد دنيس روس، مبعوث الولايات المتحدة السابق في الشرق الأوسط، أن أي شخص مدرج على قوائم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة يجب على قطر القبض عليه أو طرده فورا.

وقال: أي جماعة تهدد الأمن القومي الأمريكي يجب على قطر أن توقف تمويلها، كما يجب على الحكومة القطرية التوقف عن دعم الجزيرة لأنها أصبحت منبرا للمتطرفين.

وأضاف روس “على قطر أن تنفذ ما جاء في مذكرة التفاهم التي وقعتها مع الولايات المتحدة للتصدي للإرهاب وزعمت فيها أنها ستبدأ في التوقف عن تمويل الجماعات الإرهابية” .
 
تطرف الإخوان المسلمين

وفيما يتعلق بمساندة قطر لجماعة الإخوان المسلمين، أشار أيد رويس إلى أنه على الولايات المتحدة مواجهة الأيدلوجية المتطرفة لجماعة الإخوان المسلمين ومساعيهم، لتحقيق أهدافهم والاستيلاء على السلطة.

وشدد على ضرورة مواجهة الأيديولوجية المتطرفة لجماعة الإخوان ومواجهة قادتهم، وفرض عقوبات عليهم، لافتا إلى أن مجلس النواب الأمريكي يناقش مشروع قانون لمعاقبة الدول التي تقوم بتقديم الدعم للجماعات الإرهابية.

وأوضح رويس على أن الكونجرس الأمريكي سيعمل على سن عقوبات ضد إيران، للتأكد من عدم قدرتها على الحصول على أي سلاح نووي في المستقبل، وفرض عقوبات بسبب تجاربها للصواريخ الباليستية ومساندة الإرهاب.

وشدد عدد من المتحدثين الفرعيين في المؤتمر على أن مصر تواجه الإرهاب وأن على العالم دعمها للتصدي للإرهاب في الشرق الأوسط، في مرحلة ما بعد انحسار قوى تنظيم داعش الإرهابي في كل من العراق وسوريا.
 
إرهاب إيران وحزب الله

وعن مواجهة الإرهاب، أوضح ليون بانيتا أنه “رغم النجاحات العسكرية لإخراج داعش من الموصل والرقة، فإن التنظيم لن يختفي، وأسوأ شيء هو إعلان النصر دون ملاحقة داعش في أماكن أخرى، مثل جنوب سوريا، وشمال أفريقيا”.

وتابع: “لا بد من مواجهة إيران في المنطقة، ومواجهة مساندتها للإرهاب وحزب الله، واستمرارها في بث عدم الاستقرار في بيروت ودمشق وبغداد”.

وأشار بانيتا إلى أنه اقترح في السابق “إنشاء تحالف من دول الشرق الأوسط للتعامل مع هذه التحديات، وإنشاء مركز قيادة مشترك مع الولايات المتحدة لملاحقة جيوب الإرهاب في أماكن مختلفة بتكتيكات متنوعة”.

ونصح بانيتا إدارة ترامب بالعمل على إعادة الاستقرار للدول غير المستقرة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة لم تكن لديها استراتيجية للتعامل مع ثورات الربيع العربي، ولا كيفية إعادة الاستقرار.

من جانبه، قال مايك ماكول، رئيس لجنة الأمن القومي بالكونجرس الأمريكي، إن ثورة الخميني بدأت، منذ اندلاعها في عام 1979، بنشر الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط، وقد أنجبت نظام الملالي وفكره المتشدد.

وأضاف: هذا العام نفسه شهد ولادة “تنظيم المجاهدين” الذي أسس الطريق لتنظيم القاعدة للظهور في أفغانستان، ولا تزال حتى اليوم لا تزال تحمل تهديدا كبيرا ليس فقط للشرق الأوسط بل للعالم بأسره”.

أما الجنرال ديفيد باتريوس، فقال إن هناك تحديا كبيرا للأجيال المقبلة لمحاربة الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أن نظام الملالي دائما ما يسعى لاستغلال مناطق الصراع بنشر العنف والتطرف.
 
أزمات العراق وسوريا

وحذّر وزير الدفاع الأمريكي الأسبق بانيتا، من مخاطر اندلاع حرب أهلية بين الأكراد والحكومة العراقية؛ قائلا “إذا اندلعت حرب فلن يشهد العراق استقرارا، ولا بد من الاستمرار في مساعدة الحكومة العراقية ورئيس الوزراء حيدر العبادي لمشاركة أكبر في انخراط الأكراد والسنة في العراق لتوحيده، وقد آن الأوان ليقرر جميع الأطراف إذا كانوا يريدون عراقاً موحدا”.

واعترف أن قرار الإدارة الأمريكية السابقة بترك العراق أدّى إلى فراغ استغلته إيران؛ وقال إنه “لا يمكن تكرار ذلك، ويجب أن تبقى الولايات المتحدة في العراق، وتستمر في الضغط على الحكومة العراقية لحل المشاكل. وإذا رحلت الولايات المتحدة، فلا شك أن إيران ستتدخل”.

وأشاد بانيتا بالخطوات السعودية والعراقية لإنشاء المجلس التنسيقي المشترك لتحييد نفوذ إيران، واعتبرها خطوة جيدة للغاية.

وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال بانيتا إن “بقاء بشار الأسد في السلطة هو سبب استمرار الحرب الأهلية وعدم الاستقرار في سوريا”.

وأضاف: “إذا ما اعتقد الأسد أنه يفوز، واعتقدت روسيا وإيران أنهما تنتصران، فلن يتم التوصل إلى حل للأزمة السورية. ولا بد من أن تعمل الولايات المتحدة مع المعارضة السورية، وتوضح أنها لن تسلم سوريا إلى إيران وروسيا وتفرض المفاوضات”.

أما الجنرال ديفيد باتريوس، فقال إن سوريا ضحية تدخل إيران في النزاع السوري، والعالم يدفع ثمن ذلك، مضيفا “استطعنا هزيمة تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا، ويمكننا هزيمة التطرف في أي مكان”.

وشدد على أن الحرب ضد التطرف هي حرب لصالح جميع البشر ضد قوى الشر، معبرا في الوقت ذاته عن فخر واشنطن بحلفائها في الدول المسلمة فيما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب.

وأضاف أن “القوة العسكرية وحدها ليست كافية لدحر الإرهاب، لا بد من تغيير الاستراتيجيات الخاصة بالتعامل مع الإرهاب، لا بد لنا من الالتزام باستراتيجية مستدامة لوقف الإرهاب بشتى أشكاله وطرقه في الشرق الأوسط”.

وأشاد باتريوس بالمبادرة الإماراتية لمحاربة الإرهاب الإلكتروني قائلا إنها أحد أفضل الأمثلة للاستراتيجية المستدامة.

ربما يعجبك أيضا