“كيسنجر” مفجر الأزمات.. وسيناريوهات الحرب العالمية الثالثة

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبد الرحمن

حذر وزير الخارجية الأمريكية السابق هنري كيسنجر من ظاهرة تسابق دول شرق آسيا في التسلح النووي وامتلاح أسلحة نووية ردًا على ما تقوم به كوريا الشمالية من انتهاكات لمعاهدات حظر انتشار النووي.

ويرى الدبلوماسي السابق المثير للجدل والذي طالما اتهمه النقاد بأنه وراء الاحتجاجات والأزمات التي اشتعلت في أمريكا اللاتينية في السبعينيات من القرن الماضي، في حوار له مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن كوريا الشمالية على وشك استئناف سباق التسلح النووي، ومن المتوقع أن تنتشر الظاهرة في باقي آسيا.

وأضاف: “لا يمكن أن تظل كوريا الشمالية بمفردها في مجال التسلح النووي دون أن يحاول الكوريين الجنوبيين دخول مباراة التسلح أيضًا”.

وتؤكد استطلاعات الرأي أن 60% من أهالي كوريا الجنوبية يروون أن بلادهم يجب أن تبني ترسانة أسلحة نووية لمواجهة كوريا الشمالية، وفي اليابان سعى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لتغيير الدستور السلمي للبلاد لكي يكون قادرًا على إعادة عسكرة البلاد لمواجهة احتمالات الحرب بعد الاختبارات الصاروخية لكوريا الشمالية.

وساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تأجيج هذه المشاعر لدى شعوب شرق آسيا بالحديث عن احتمالات الحل العسكري في المعركة مع كوريا الشمالية، وما زاد الطين بلة هو صفقات الأسلحة العسكرية المتطورة التي باعتها واشنطن لليابان وكوريا الجنوبية مما زاد خطر سباق التسلح في المنطقة.

وحذر الخبراء من التهديد الذي يشكله انتشار الأسلحة النووية في جنوب شرق آسيا؛ لأنه سيؤدي إلى عواقب كارثية وتقويض دور الولايات المتحدة.

وسيقع الخطر الأكبر في حال وقوع هذه الأسلحة النووية أو حتى توفير المواد اللازمة لعمل قنبلة بدائية قذرة أو سلاح لقتل الناس على يد الإرهابيين المنتشرين على مستوى العالم.

ويطرح هذا السيناريو المحتمل تساؤلًا وهو: “هل يمكن أن تشعل كوريا الشمالية حربًا رهيبة مثل تلك التي بدأتها في يونيه عام 1950، واستمرت نحو 4 سنوات، أي إلى يوليو 1953، واشتركت فيها العديد من الدول سواء مع كوريا الشمالية، مثل الاتحاد السوفيتى والصين، أو مع كوريا الجنوبية مثل أمريكا، و38 دولة مؤيدة لها، وانتهت بتوقيع هدنة بعد أن تم تدمير كل شيء في الكوريتين.

ولن تسمح أمريكا لكوريا الشمالية لا بتهديد اليابان.. ولا كوريا الجنوبية، وقد تشتعل حرب إقليمية رهيبة بسبب مخططات الشمالية هذه وما تملكه من أسلحة نووية وصواريخ تستطيع أن تهدد الساحل الغربي لأمريكا كله، أي أغنى ولاية هناك هي كاليفورنيا، وربما توجه الشمالية ضربة صاروخية إلى القواعد الأمريكية في المحيط الهادى لتعيد تاريخ ضرب الطيران الياباني لأكبر قاعدة أمريكية في هذا المحيط في بيرل هاربر، وهنا تقع الواقعة، وينجرف العالم كله إلى حرب عالمية ثالثة، ليشهد نفس المحيط استخدام الأسلحة النووية مرة أخرى، تمامًا كما استخدمتها أمريكا في ضربها لليابان.

ربما يعجبك أيضا