مولد وصاحبه غايب.. أبو حصيرة بين حاخام يهودي وديني متصوف

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

أثارت زيارة السفير الإسرائيلي بالقاهرة ديفيد جوفرين، لضريح اليهودي “يعقوب أبو حصيرة”، اليوم الأربعاء، حالة من الغضب لدى الشعب المصري، وخاصة أهالي قرية “دميتوه” بمدينة البحيرة، التي يتواجد فيها هذا الضريح المزعوم، وذلك خوفًا من تكرار كابوس الأفواج الإسرائيلية التي كانت تأتي إلى بلدتهم الصغيرة بلا استئذان، يؤدون طقوسهم واحتفالاتهم الغريبة، وغير المقبولة لدى الشعب المصري.

من سيدي أبو حصيرة إلى حاخام أبو حصيرة، بين مسلم متصوف ويهودي مغربي، تكاثرت الأقاويل في حقيقة هذا الأمر، وربما كان الأمر لا يتعدى أحد اليهود الذين عاشوا فى مصر من قبل وعمل إسكافيا ويتمتع بخيال واسع، وحسب ما يتداول اليهود، فإن يعقوب أبو حصيرة هو حاخام يهودي من أصل مغربي كان يعيش في قرية دميتوه في دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة المصرية في القرن التاسع عشر، وعقب توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل العام 1979 طالب اليهود بتنظيم رحلات رسمية لهم للاحتفال بالمولد والذي يستمر أسبوعًا من يوم 26 ديسمبر وحتى 2 يناير من كل عام، ويتم السماح لليهود المحتفلين بالمولد بزيارة الضريح بشكل سنوي، بتنسيق مع سلطات الأمن المصرية، وهو الأمر الذي أتيح لهم طوال هذه المدة حتى صدور حكم بمنع الاحتفال بهذا المولد.

روايات مزعومة

يتناقل اليهود روايات كثيرة حول أصل تسمية المولد، والقصة الحقيقية وراءه، إلا أن هناك رواية تظل الأكثر شهرة وانتشارًا، ويحرص اليهود على تناقلها في أحاديثهم أثناء إقامة المولد في كل عام، الذي يأتي لزيارته أكثر من 3 آلاف سائح يهودي من إسرائيل والدول الغربية، وأشهر تلك الروايات التي تروج حول مولد أبو حصيرة، هو أنه حاخام يهودي صاحب كرامات من أصل مغربي، أراد ذات يوم أن يستقل مركبًا لزيارة الأماكن المقدسة اليهودية في فلسطين، إلا أن المركب غرق في البحر فافترش حصيرة فوق المياه التي أبحرت به إلى سوريا ومنها إلى القدس، وبعدها حملته هذه الحصيرة إلى مدينة الإسكندرية، وهناك راقت له الإقامة في شمال مصر، فاستقر في قرية دمتيوه، وعمل إسكافيًا حتى تُوفي فوق حصيرته ودفن في ضريحه الحالي‏.

إلغاء مولد أبو حصيرة في  2014

قامت المحكمة الإدارية بمدينة الإسكندرية المصرية، في عام 2014، بحظر احتفال اليهود بمولد الحاخام المغربي الأصل “يعقوب أبو حصيرة”، والذي كان يقام سنويًا في مدينة دمنهور، وجاء في حيثيات حكم المحكمة أن قرار إلغاء الاحتفال بمولد أبو حصيرة يأتي جراء ارتكاب العديد من الأفعال التي تخالف الأخلاق في السنوات الماضية، كما رفضت المحكمة نقل رفات الحاخام اليهودى إلى إسرائيل، لأن الإسلام يحترم الأديان السماوية وينبذ نبش قبور موتاهم.

وقالت المحكمة: إن اعتبار ضريح الحاخام اليهودي أبو حصيرة من الآثار الإسلامية والقبطية خطأ تاريخى جسيم يمس كيان تراث الشعب المصري مستندة للثوابت العلمية والدراسات التاريخية والأثرية في العالم الغربي التي أثبتت أن اليهود لم يكن لهم أي تأثير يذكر في حضارة الفراعنة، ولم يساهموا بأي قدر في المعارف البشرية لتاريخ الحضارة.
https://www.facebook.com/IsraelArabic/videos/1514573781913358
https://www.youtube.com/watch?v=bsAwd2VpbvY&feature=youtu.be
https://www.youtube.com/watch?v=oqgYXJk0KSk

ربما يعجبك أيضا