السعودية تنصب كمينًا للحوثي بـ440 مليون دولار

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبد النبي

لازالت التفجيرات والعمليات الإرهابية وإطلاق الصواريخ الباليستية لغة الحوار التي يستخدمها الحوثيون في التعامل مع الأزمة اليمنية، ما دفع بالسعودية لإعلان الحرب على رؤوس الحوثيون الذين يتذرعون بالسلم، بينما تخطت أعمالهم الإرهابية الحدود في خطوة اعتبرتها الرياض تعديًا سافرًا على سيادتها وأمنها القومي.

في خطوة قد تجني ثمارها لوأد الإرهاب، أعلنت السعودية بالأمس عن مكافأة مالية بلغ إجمالها 440 مليون دولار لمن يدلي بأية معلومات تُفضي إلى القبض عن مسؤولي التخطيط ودعم الإرهاب في جماعة الحوثي، وعلى رأسهم زعيمهم عبد الملك الحوثي وقيادات أخرى شاركت في التخطيط والتنفيذ لإطلاق الصواريخ الباليستية تجاه المملكة.. ممارسات حوثية استفزازية قد تعيق محاولات عودة الأطراف المتنازعة لطاولة الحوار رغم الجهود الأخيرة.

السعودية ترصد

أعلنت السعودية بالأمس عن مكافآت مالية ضخمة تُقدر بـ440 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تُفضي بالقبض على 40 مطلوبًا في اليمن، من قيادات وعناصر مسؤولة عن تخطيط وتنفيذ ودعم الأنشطة الإرهابية المختلفة في جماعة الحوثي.

وجاء على رأس قائمة المطلوبين، زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك بدر الدين الحوثي، ورصدت مكافأة بقيمة 30 مليون دولار مقابل تسليمه أو الإدلاء بمعلومات تفضي للقبض عليه، و20 مليون دولار لتسليم صالح علي الصماد رئيس “المجلس السياسي الأعلى” للحوثيين.

كما رصدت مكافآت تراوحت من 20 مليون و10 ملايين وتناقصت لـ5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن قيادات وشخصيات مسؤولة داخل الجماعة.

وقالت السعودية -في بيان لها- إنها “تهيب بمن يمتلك تلك المعلومات التواصل مع الجهات المختصة في المملكة عبر آليات التواصل الآمن الموضحة، التي صممت للحفاظ على سرية ما يتم تقديمه من معلومات وهوية مقدميها ولا يمكن لأية جهات كشفها”.

وخلت القائمة من أي شخصيات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، حليف الحوثيين في الحرب ضد الشرعية والتحالف.

تأتي الخطوة السعودية، كنوع من إحكام الخناق على زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي والقادة الأخرين، ربما لدفعهم للخروج من جحورهم ومن ثم دفعهم للهروب وملاحقتهم والإمساك بهم، أو قد تدفع باتجاه خفض التصعيد الحوثي واستهدافهم للأراضي السعودية.
إرهاب حوثي والدعم إيراني

جاء الموقف السعودي، عقب التعديات التي قامت بها جماعة الحوثي في اليمن وعلى الحدود السعودية، والتي كان آخرها إطلاق صاروخ باليستي للحوثيين استهدف مطار الملك خالد الدولي في الرياض واعترضته قوات الدفاع السعودية، فيما أعلنت قوات التحالف العربي أن الصاروخ الباليستي “إيراني الصنع” وهي صواريخ يستخدمها الحوثيون الآن، ولم تكن في ترسانة الجيش اليمني.

وتعليقًا على الحادث، قال المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، إن هذا العمل العدائي والعشوائي من قبل الجماعة الحوثية يثبت تورط إحدى دول الإقليم الراعية للإرهاب بدعم الحوثيين بقدرات نوعية في خرقٍ واضح للقرار الأممي 2216، حيث تم إطلاقه بطريقة عبثية لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وتم اعتراضه لتتناثر الشظايا بمناطق غير مأهولة بشرق مطار الملك خالد الدولي دون وقوع إي إصابات أو خسائر.

وبدوره، أصدر التحالف العربي اليوم، بيانًا وصف فيه تزويد أنصار الله بالصواريخ الباليتسية بأنه بمثابة “عدوان إيراني مباشر على السعودية”.

وأكد البيان أنه من “حق السعودية الدفاع الشرعي عن أرضها وشعبها، ولذا فقد قررت قيادته الإغلاق المؤقت للمنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الحوثيون الأراضي السعودية بالصواريخ الباليستية وتتصدى لها الدفاعات السعودية، فقد سبق ذلك، إسقاط صاروخ باليستي في صعدة في 30 أكتوبر الماضي، بعد أن فشلت ميليشيات الحوثي بإطلاقه إلى السعودية.

وفي منتصف أكتوبر الماضي، فشلت الميليشيات الحوثية في إطلاق صاروخ باليستي من فج عطان ليسقط في منطقة ذهبان شمال العاصمة صنعاء، فيما كان هدفه الأراضي السعودية.

و خلال العامين الماضيين، تصدت الدفاعات الجوية السعودية لصواريخ باليستية تنطلق من الأراضي اليمنية وتستهدف الأراضي السعودية، لكنها كانت محدودة مقارنة مع إعلانات الجماعة التي تدعي بشكل مستمر إطلاقها صواريخ باليستية على السعودية وإصابة أهدافها بشكل مباشر.

ومع استمرار التصعيد الحوثي تجاه المملكة العربية السعودية التي تقود قوات التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية، فلا مجال في القريب الآجل عن عودة المفاوضات اليمنية رغم الجهود الحثيثة التي بذلها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ مع دول المنطقة لعودة الأطراف المتصارعة إلى طاولة الحوار.

كان المبعوث الأممي قد قدم إحاطة في مجلس الأمن انتقد فيها تهديدات الحوثيين باستهداف الدول الخليجية بصواريخ باليستية، وشدد على أن الصراع العسكري في اليمن يعيق أي طريق للسلام في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني من كارثة إنسانية.

ربما يعجبك أيضا