“توتر غير مسبوق”.. السعودية تهدد إيران ومليشياتها بالرد

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

التصعيد السعودي ضد إيران ومليشياتها الإرهابية في المنطقة غير مسبوق، فالمليشيات التابعة لإيران تفسد في الأرض وتقصف المدنيين وتدمر المدينة تلو الأخرى في العراق وسوريا واليمن، وهي تسعى لتثبيت أركان المشروع الإيراني الإرهابي في المنطقة، كما أنها تعمل على اختراق مفاصل الدولة اللبنانية عن طريق مليشيات “حزب الله” أو “حزب الشيطان” كما أطلق عليه الوزير السعودي السبهان.

لذا لم يكن من الغريب، أن اللهجة السعودية باتت حادة وصارمة إلى أقصى حد، خصوصا بعد محاولة مليشيا الحوثي استهداف مدينة الرياض بصاروخ باليستي إيراني، والأهم أن الرياض تتحدث بثقة أن إيران ستدفع ثمن أفعالها في المنطقة، حتى أن العنوان الرئيسي لصحيفة عكاظ السعودية، “السعودية لإيران: سترون الرد”.

والسعودية ولا شك تدرك أن مليشيات إيران الشيعية في المنطقة تجاهر بأن هدفها النهائي هو احتلال مكة المكرمة والمدينة المنورة.

السعودية ومليشيات إيران

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال: إن “تزويد إيران للميليشيات بالصواريخ عدوان عسكري مباشر” .

فيما قال التحالف العربي: إن السعودية تحتفظ بحق الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين، واعتبر أن تزويد إيران لمليشيات الحوثي بالصواريخ البالستية يعد عدواناً مباشراً على المملكة.

أما عن لبنان، فقالت السعودية -على لسان ثامر السبهان- إنها ستعامل حكومة لبنان كحكومة “إعلان حرب” بسبب ميليشيات “حزب الشيطان”، وإنها ستستخدم كافة الوسائل السياسية وغيرها لمواجهة “حزب الشيطان” في لبنان.

وأكد السبهان -في حديثه- أن “حزب الشيطان” يشارك في كل العمليات الإرهابية في السعودية وفي اليمن، و”زمن التمييز بين حزب الله والحكومة اللبنانية انتهى”.

وقال: “انتظرنا من الحكومة اللبنانية أن تكون أشد في التعامل مع حزب الشيطان وتردعه، ولكن هناك من سيردعه ويجعله يعود لكهوفه في جنوب لبنان”.

وعن اليمن، قرر التحالف بقيادة الرياض، “الإغلاق المؤقت للمنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية”، وبدأ في تكثيف العمليات العسكرية باتجاه العاصمة اليمنية صنعاء، واستطاع الجيش اليمني بدعم التحالف تكبيد المليشيات الانقلابية خسائر فادحة في الأرواح”، فيما بدأ التحالف العربي استخدام استراتيجية عسكرية جديدة تعتمد على القصف المركز على أهداف المليشيات الانقلابية.

استقالة الحريري  

وقد أدرك رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، أن حكومته في لبنان عليها “قيود” جعلتها مكبلة ومجرد غطاء لمليشيات “حزب الله” في سوريا ولبنان.

الخطير أن الحريري كشف عن امتلاكه معلومات عن تدبير محاولة لاغتياله مشبهاً الوضع الآن في لبنان بما كان عليه الوضع عشية اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري.

هذه الاستقالة لها علاقة كذلك بالحملة الإقليمية المتصاعدة على مليشيات “حزب الله” في لبنان، وقد قالها الحريري: “أقول لإيران وأتباعها إنهم خاسرون وستقطع الأيادي التي امتدت للدول العربية”.

البدر الشيعي

التمدد الإيراني في المنطقة وانتشار عشرات الآلاف من عناصر الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية متعددة الجنسيات وتهديداتهم لدول المنطقة، تعدى جميع الخطوط الحمراء.

والاستراتيجية الإيرانية واضحة المعالم، فهي لم تعد تبحث عن “الهلال” الشيعي فقط وإنما بات الحديث اليوم عن “البدر” الشيعي، ولهذا فالحرس الثوري الإيراني مستمر في فتح “طريق بري” لربط قواته وقواعده العسكرية في إيران بمليشياته الإرهابية في سوريا ولبنان عبر العراق وصولا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر بيروت والساحل السوري.

الرئيس الإيراني روحاني جاهر بالقول، لا قرار يُتخذ في لبنان دون الرجوع إلى إيران، وهذه هي الحقيقة ليس في لبنان فقط وإنما كذلك في العراق وسوريا وشمال اليمن.

حتى أن زعيم مليشيا “عصائب أهل الحق” في العراق إن منظمته ماضية في مشروعها لإقامة ما سماه البدر الشيعي وليس الهلال الشيعي، وأنه بظهور من وصفه بصاحب الزمان، وهو الإمام الثاني عشر الغائب عند الشيعة، فإن قواتهم “ستكون قد اكتملت بالحرس الثوري في إيران وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن وعصائب أهل الحق وإخوانهم في سوريا والعراق”، وفق تعبيره.

تهديدات استهداف الخليج

وقد جددت ميليشيات الحوثي تهديداتها باستهداف المطارات والموانئ المدنية في دول الخليج.

وقال الحوثيون -في بيان نشرته وكالة الأنباء “سبأ” المتحدثة باسمهم- “وكل المطارات والموانئ والمنافذ والمناطق ذات الأهمية بالنسبة لهم ستكون هدفا مباشرا للسلاح اليمني المناسب”.

وتزامنت هذه التهديدات مع كشف الميليشيات عن امتلاكها لصواريخ بحرية زعمت أنها صناعة محلية تحمل اسم (المندب)، في حين تؤكد التقارير أنها من صُنع إيراني تم تهريبها للميليشيات عبر ميناء الحديدة.

الموقف الأمريكي

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أنه لديه “ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي العهد السعودي”، بينما قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض إتش.آر مكماستر إن منفذي الهجوم على مجمع المارينز في بيروت عام 1983 أصبحوا ا قادة كبارا في حزب الله اللبناني.

وقال بينس: إن الرئيس دونالد ترمب تعهد بشل قدرات “حزب الله” وجلب قادته أمام العدالة، معتبرا أن الحزب ليس إلا وسيطا لإيران التي وصفها بأنها راعية للإرهاب.

أما البنتاجون فشدد على أن أمريكا و السعودية تعملان معا لإنهاء “نفوذ إيران المزعزع للاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط”، وأن أمريكا ترحب بالتصريحات السعودية التي تظهر “دور إيران الشرير في اليمن وتزويدها ميليشيات الحوثي بأنظمة صاروخية خطيرة”.

ويبدو أن نشر الاستخبارات الأمريكية لما قالت إنه وثائق عن ارتباط القاعدة وإيران، في هذا التوقيت بالذات، يحمل الكثير من الدلالات، بالإضافة إلى ذلك هناك تصريحات غربية وفرنسية بالتحديد تحدثت أن مؤتمر “أستانة” وملحقاته ستفشل، وهو ما يعني فشل الخطة التي تحاول روسيا فرضها على أطراف الحرب في سوريا، وقد أكد وزير الخاريجة الأمريكي ريكس تيلرسون أن “آل الأسد” أيامهم معدودة.

تصريح الوزير الأمريكي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن هناك “خطط ما” ستنفذ على الأرض، لا علاقة لها بما تسعى روسيا وإيران لفرضه.

مراكز الأبحاث الغربية تؤكد من جانبها أن هناك “نار تحت الرماد في الشرق”، خصوصا مع التصريحات النارية لمسؤولين عرب يتوعدون مليشيات “حزب الله” اللبناني، ويبدو أن التركيز السعودي على لبنان، يعني أن البداية قد تكون بالقضاء على الحزب الإرهابي جنبا إلى جنب مع مليشيات الحوثي في اليمن، وبعدها قد يمتد الأمر إلى جماعات إرهابية مليشياوية أخرى.

ربما يعجبك أيضا