بعد 65 عامًا لـ”إليزابيث”.. تشارلز يقترب من تاج بريطانيا

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

في الفترة الأخيرة نقلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، صلاحياتها شيئا فشيئا إلى ابنها ووريثها الأمير “تشارلز” الذي وضع أكليلا من الزهور بدلا من والدته في “يوم الذكرى” المخصص لضحايا النزاعات، وهي من المهام التي تعهدت إليزابيث -في عيد ميلادها الـ21- أن “تخصص كل حياتها، ان كانت طويلة أو قصيرة” لخدمة هذه الأمور.

وطوال فترة حكمها المتتدة على مدار 65 عاما لم تغب الملكة عن هذا الحفل إلا ست مرات، مرتين لأنها كانت حبلى، وأربع مرات لوجودها خارج البلاد.

فقد حضرت الملكة إليزابيث الحفل بالوقوف من على شرفة وزارة الخارجية برفقة زوجها الأمير فيليب، البالغ 96 عاما والذي تقاعد من مهامه العامة في أغسطس.

علبة حمراء

يتمثل معظم نشاط الملكة، بحسب الدستور، بموافقتها على مشاريع قوانين وتعيين رئيس وزراء وحكومة بالإضافة إلى كبار الموظفين وأساقفة الكنيسة البريطانية، ولكن منذ عام 2012 تراجعت الالتزامات الرسمية للمكلة إليزابيث بنسبة 22% ، وأصبحت أقل في عام 2016 ، ومنذ 2011، لا تقوم الملكة برحلات سفر طويلة فيما تقع الآن هذه المهمة على عاتق الأمير تشارلز وزوجته كاميلا، على غرار جولتهما الآسيوية الأخيرة التي استمرت 11 يوما.

الواضح في الأمر أن وريث العرش “تشارلز”يراجع منذ سنوات مستندات ترسلها الحكومة وتوضع يوميا في علبة حمراء ، بالإضافة إلى انه يعبر بإنتظام عن رأيه في مواضيع معينة مثل البيئة والهندسة والزراعة والشباب، ويعود سبب تنامي نشاط الأمير إلى أن الوقت أصبح محدودا وأنه لن يتمكن من التعبير عن رأيه بالطريقة نفسها عندما يصبح ملكا.

“لا أعتقد أن تشارلز يتطلع إلى تسلم مسؤوليات والدته، فحياته حافلة أصلا” ، هكذا ترى “بيني جونور”، الخبيرة في شؤون العائلة المالكة وكاتبة سيرة حياة “كاميلا” قيام ولي العهد ببعض المسؤوليات ، موكدة “الأمير ليس مستعجلا كي يصبح ملكا”.

وتضيف: “فعلا يحب ما يفعل وعندما سيصبح ملكا لن يتمكن من أن يكون على الأرض” ، انتقال الصلاحيات من الملكة الى ابنها بناء على مبادرة اليزابيث التي أصبحت تدريجا “واقعية أكثر فأكثر حيال ما هي قادرة على فعله”.

وفيما يؤكد خبراء النظام الملكي أن الملكة لا تعتزم أبدا التنحي أو تعيين وصي على العرش.

ويرى خبير القانون الدستوري “بوب موريس” أن “هناك طرقا عدة لتأدية العديد من المهام العامة من دون مشاركة الملكة شخصيا”، مضيفا “المقربون من الملكة سيبحثون أكثر في هذه بدائل، آخذين في الاعتبار حالتها الصحية”.

ولد ليكون ملكا

منذ عامين صدر في بريطانيا كتاب للكاتبة الإنجليزية” كاثرين ماير” يحمل عنوان “ولد ليكون ملكا” الأمير تشارلز على كوكب وندسور، عن سيرة حياة الأمير “تشارلز”، والذي تعتبره الكاتبة واحدا من أكثر الشخصيات الرائعة والغامضة في العالم، 68عاما قضاها الأمير تشارلز في الاستعداد للتتويج بالعرش يقترب الأمير من تحقيق حلمه.

وتشير الكاتبة إلى أن حياة “تشارلز” التي قضاها بين الماضي عنيف والفكر رائد، تمثل صورة رائعة لا تهدف فقط لإعادة تشكيل النظام الملكي، ولكن لاستخدام الانتظار الطويل للعرش في تحقيق ديمقراطية أعظم.

وبناء على مقابلات مع الأمير تشارلز ولقاءات حصرية مع دائرة المقربين له، تأخذنا هذه السيرة بعمق داخل البلاط الملكي في قصر “وندسور” وهو العالم الذي أسمته الكاتبة “كاثرين ماير” بكوكب “وندسور” تظهر لنا فيه جانبا من الحيل والكوميديا غير المقصودة في حياة البلاط، كما توفر في الوقت نفسه رؤية واضحة للعينين حول نضالات تشارلز وإنجازاته كرجل ناشط ومحب للخير، إضافة إلى تقديمها تقييما جذريا لواحدة من الحلقات الأكثر توثيقا فى التاريخ الحديث، وهو زواج “تشارلز” من “ديانا.

الآن يقترب حلم تشارلز في الجلوس على العرش من التحقيق، ولا يزال الأمير ملتزما بإحداث تغيير اجتماعي وسياسي، حتى يتمكن من الاستحواذ على قلوب الشعب.

وكتاب “ولد ليكون ملكا” يفسر لماذا وكيف تمكن تشارلز من إعادة تحديد دور الحكم والسيادة وفرض سيادته على الدولة، وترك بصمته على العالم.

أغرب معلومات وصلاحيات الملكة إليزابيث

– تعد الملكة هي المالك الرسمي لجميع الأوز العراقي البري في بريطانيا ، وكذا جميع الدلافين والحيتان وسمك الحفش في المياه البريطانية.

– تستطيع الملكة إليزابيث إصلاح محركات السيارات بعد تدريبها كميكانيكية خلال الحرب العالمية الثانية، ولكنها كملكة لا تحتاج إلى رخصة قيادة، ولا تحتاج سيارتها إلى لوحة معدنية.

– تشتهر الملكة بولعها بكلاب كورجي، وهو نوع من كلاب الرعاة الصغيرة من ويلز. وعندما ذهبت لقضاء شهر العسل مع زوجها الأمير تشارلز عام 1947 أخذت معها كلب كورجي.

– زارت الملكة إليزابيث الثانية 129 دولة في أنحاء العالم، دون أن تحمل جواز سفر.

– بلغ عدد رؤساء وزراء الملكة 12، أولهم وينستون تشرشل، وأحدثهم ديفيد كاميرون.

– تعرف الملكة باسم الملكة إليزابيث فقط في استكتلندا، ولقب الثانية فيعني أنها ثاني ملكة تسمى إليزابيث ، أما اليزابيث الأولى، والتي تولت العرش في فترة شكسبير في القرن السادس عشر ، وكانت ملكة إنجلترا فقط وليس اسكتلندا.

– أول ملكة تحتفل بذكرى الزفاف الماسي حيث احتفلت بمرور 60 عاما على زواجها من الأمير فيليب عام 2007.

– تمتلك حسابا مصرفيا فى بنك “كوتس وشركاه” ، وهناك ماكينة صرف آلي للبنك داخل قصر باكنجهام، القصر الملكي.

– الاسم الرسمي لأسرة الملكة هو بيت ويندسور، وهو اسم تبناه جدها جورج الخامس خلال الحرب العالمية الأولى، وكان اسم الأسرة فى ذلك الوقت بيت “ساكس- كوبيرج جوته”، وهو اسم ألماني حمله الأمير ألبيرت، زوج الملكة فيكتوريا.

– الأمير “ويليام” حفيد الملكة، والثالث في الترتيب لتولي العرش، يعد إنجليزيا أكثر من أي ملك أو ملكة من قبل، بمن فيهم الملكة، منذ الملكة إليزابيث الأولى، حيث يعد وليام 39% إنجليزيا، و32.5% ألمانيا، و16% اسكتلنديا، و6.25% آيرلنديا، و6.25% أمريكيا.

ترتيب الجلوس على العرش

ربما يعجبك أيضا