في ليلة سقوط إيطاليا.. شمس “الأزوري” تغيب عن سماء المونديال

أميرة رضا

رؤية – أميرة رضا

بغصّة مؤلمة، وليلة موحشة لن ينساها محبو منتخب إيطاليا بشكل خاص، وعشاق كرة القدم بشكل عام، غابت شمس “الأزوري” عن سماء مونديال روسيا 2018، لتقضي على حلم عاشقيه في التأهل للبطولة الأكبر في العالم، ليظل هذا اليوم محفورًا في ذاكرة الساحرة المستديرة للأبد.

فعلي ملعب “سان سيرو” في ميلانو قام المنتخب السويدي بإقصاء نظيره الإيطالي من سباق الوصول إلى بطولة كأس العالم المقررة في روسيا العام المقبل، وذلك حين فرضت عليها التعادل السلبي، أمس الإثنين، في إياب الملحق الأوروبي.

وبفضل تفوقه ذهابًا بهدف نظيف، تأهل المنتخب السويدي إلى المونديال، للمرة الأولى منذ 12 عامًا، حيث كانت آخر مشاركة له في نسخة 2006.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تغيب فيها إيطاليا عن المونديال منذ 60 عامًا، وتحديدًا في مونديال 1958 عندما فشلت أيضًا في حجز بطاقتها إلى النهائيات التي أقيمت في السويد.

الحظ يعاند الطليان

استحوذ المنتخب الإيطالي على الكرة طيلة المباراة في مباراة بدأت سريعة، بحثًا عن تسجيل هدف مبكر يقربه من الفوز، لكن دون أن يشكل الفريق تهديدًا صريحًا على مرمى الحارس السويدي روبن أولسن، بفضل التنظيم الجيد للإسكندنافيين على أرضية الملعب، ولعبهم بذكاء كبير خولهم الحفاظ على الهدف الوحيد الذي سجله ياكوب يوهانسون ذهابًا وبالتالي التواجد في المونديال الروسي.

وبذلك تعد إيطاليا هي القوة الكروية الكبرى الثانية التي تأكد غيابها عن مونديال “روسيا 2018” بعد هولندا التي فشلت في التأهل المباشر أو التواجد في الملحق الأوروبي، عقب احتلالها المركز الثالث في المجموعة الأولى برصيد 19 نقطة بفارق الأهداف خلف السويد.

أي أن المملكة الإسكندنافية لعبت دور البطولة في الإطاحة بإيطاليا بطلة المونديال 4 مرات وهولندا الحاصلة على الوصافة 3 مرات أعوام 1974 و1978 و2010 وثالثة مونديال 2014.

كما أن مسيرة إيطاليا في النسخ الأخيرة من المونديال انحدرت من سيئ إلى أسوأ منذ التتويج بلقب كأس العالم عام 2006، إذ خرجت من الدور الأول في البطولتين السابقتين في جنوب أفريقيا عام 2010 و2014 في البرازيل.

الأسطورة “بوفون” يعتزل دوليًا

عقب خروج بلاده من سباق الوصول لمونديال روسيا، أعلن الحارس الأسطوري جيانلويجي بوفون اعتزاله اللعب دوليًا، في مشهد مؤثر، سيظل عالقًا في أذهان عاشقي كرة القدم، ومحفورًا في تاريخ وذكريات المستديرة.

كان بوفون -البالغ من العمر 39 عامًا- يمني النفس بالمشاركة في سادس نهائيات عالمية (1998 احتياطيًا) له، لكن غياب إيطاليا عن المونديال للمرة الأولى منذ 60 عامًا حال دون ذلك.

توج بوفون -الذي خاض 175 مباراة دولية- في صفوف المنتخب الإيطالي بطلاً للعالم عام 2006 في نسخة ألمانيا.

وكان بوفون يحلم بالظفر بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه قبل أشهر عندما قابل فريقه يوفي منافسه ريال مدريد، لكن الفريق الملكي حرمه من ذلك.

وبعد أشهر قليلة حرم من التمثيل الأخير لإيطاليا في نهائيات كأس العالم ولتطوى بذلك صفحة واحد من أعظم حراس إيطاليا والعالم في اللعب الدولي.

يعتبر بوفون رمزًا للمنتخب الوطني الذي حمل ألوانه للمرة الأولى قبل 20 عامًا، وكان ذلك في مباراة ضمن الملحق الأوروبي المؤهل إلى مونديال فرنسا 1998 ضد روسيا في 29 أكتوبر 1997 حين كان عمره 19 عامًا وتسعة أشهر.

وقال بوفون -بعد مباراة فريقه أمام السويد- “إنه لأمر تعيس وحزين أن تنتهي الأمور بهذا الشكل، إنها مباراتي الأخيرة في صفوف المنتخب الوطني”.

وأضاف: “أترك تشكيلة مليئة بالمواهب وستقول كلمتها في المستقبل من بينها جيجي دوناروما وماتيا بيران (حارس جنوى)”.

وتابع: “لا أشعر بالآسى تجاه نفسي بل تجاه الكرة الإيطالية، لقد فشلنا في أمر يعني الكثير على الصعيد الاجتماعي، وأنا واثق من وجود مستقبل لكرة القدم الإيطالية لأننا شعب يملك كبرياء وتصميم وبعد السقوط نجد دائمًا وسيلة للنهوض”.

حارس عرين “الفراعنة” يواسي “بوفون”

“كل حراس المونديال سيلعبون من أجلك يا أسطورة” بهذه الكلمات المؤثرة واسى اللاعب المخضرم عصام الحضري -حارس عرين المنتخب المصري- الحارس الأسطوري جانلويجي بوفون عقب فشل منتخب بلاده في التأهل لكأس العالم بروسيا 2018.

حيث قال الحضري -في تغريدة له عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”- “لا أجد الكلمات المناسبة.. عزائي الوحيد أنني سأتواجد، وأحاول أن أعوض غيابك”.

وأكمل: “كل حراس المونديال سيلعبون من أجلك يا أسطورة”.

وكان قائد المنتخب المصري -البالغ من العمر 44 عامًا- قد ساهم في تأهل الفراعنة للمونديال للمرة الأولى منذ 1990.

حتى لا ننسى.. السويد “تتأهل”

وبالحديث عن تعذر المنتخب الإيطالي في الوصول إلى المونديال، لا يمكننا نسيان المعجزة التي حققها المنتخب السويدي، بحجز مقعده في العرس الكروي الأكبر في العالم، بعد انتزاعه بطاقة التأهل من أنياب الطليان في المواجهة الأخيرة.

وكانت السويد قد فازت 1-صفر ذهابًا في ستوكهولم، الجمعة الماضي، فحرمت بالتالي إيطاليا من الظهور في النهائيات للمرة الأولى منذ 60 عامًا، وهي المرة الثانية عشرة التي تبلغ فيها السويد العرس العالمي في تاريخها والاولى منذ 2006 في ألمانيا.

وأصبحت السويد المنتخب الأوروبي الثاني عشر المتأهل إلى نهائيات روسيا، وتبقى البطاقة الأخيرة بين جمهورية أيرلندا والدنمارك ستحسم اليوم، عندما يلتقيان إيابًا في دبلن (صفر-صفر ذهابًا).

ذكريات لا تنسى

ومن ذاكرة التاريخ نعود إلى النسخة الثالثة من نهائيات كأس العالم والتي أقيمت عام 1938، وانتهت بفوز إيطاليا باللقب عقب تغلبها على المجر 4-2 في النهائي، وهي النتيجة التي أطلق بعدها حارس المجر سابو تصريحه الشهير “فقدنا لقب البطولة ولكنا أنقذنا حياة أحد عشر رجلاً”.. في إشارة إلى مقولة ديكتاتور إيطاليا موسيليني للاعبي الأزوري قبل السفر إلى فرنسا: “نفوز أو نموت”.

ومن النتائج الغريبة أيضًا التي ارتبطت بالمنتخب الإيطالي، بل والتي تعد واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ المونديال كانت الخسارة أمام كوريا الشمالية 1-0 في مونديال 1966، والخروج من الدور الأول، وتعد هي الهزيمة التي أدت لاعتداء الجماهير الإيطالية على لاعبي المنتخب بالطماطم عند عودتهم من إنجلترا.

كذلك كانت هناك خسارة كبيرة تلقاها المنتخب الإيطالي في نهائي مونديال 1970 أمام البرازيل، بنتيجة 4-1، وهي المباراة التي سجل خلالها كارلوس ألبيرتو هدف السليساو الرابع والذي يعد أحد أفضل وأجمل الأهداف في تاريخ المونديال.

وفي النسخ الأخيرة من المونديال فمن من محبي الساحرة المستديرة يستطيع أن ينسى نطحة زيدان الشهيرة لماتيراتزي مدافع إيطاليا في نهائي مونديال 2006، أو عضة مهاجم أوروجواي لويس سواريز لكليني مدافع الأزوري في مواجهة الفريقين ضمن الدور الأول من مونديال 2014.

والآن بعد أن تأكد نقصان جمال كأس العالم، وضياع أحد أجمل أعلام الجمال الكروي، تكون نهائيات كأس العالم القادمة قد فقدت واحدة من أبرز أيقوناتها الرياضية، ولا يسعنا سوى القول: حظًا أوفر للون الأزرق وحظًا أوفر لإيطاليا وجماهيرها ومشجعيها.

ربما يعجبك أيضا