تركيا أردوغان .. الاتجاه نحو خطاب الكراهية

مجدي سمير

رؤية – مجدي سمير

كشفت نتائج “تقرير رصد” أجرته إحدى المؤسسات المعنية في تركيا عن تحول الإعلام التركي نحو التشدد واستخدام خطاب الكراهية ضد بعض الفرق والطوائف الدينية والعرقية والسياسية، والذي بدوره انعكس على شخصية المواطن التركي وساهم في تكوين آراء وأفكار معادية لشخصيات وأعراق بعينها وساعد على زيادة الفجوة بين مكونات الشعب التركي.

نشرت مؤسسة “هرانت دينك” – وهي مؤسسة مدنًية تأسست في تركيا عام2007 تهتم بأنشطة الحوار والتنمية الثقافية ورصد التغييرات الاجتماعية – تقريرها الخاص برصد خطاب الكراهية في الصحافة التركية بصفة خاصة خلال الفترة ما بين شهري مايو/أيار ونهاية أغسطس/آب من العام الحالي.

وأكد التقرير أن الصحافة التركية بكل أشكالها وبمختلف انتماءاتها استخدمت خطاب الكراهية 2466مرة خلال هذه الفترة، متمثلة في 39 صحيفة قومية و359 صحيفة محلية عبر نشر 1910 أخبار ومقال رأي وعمود صحفي، واحتلت صحيفة “يني عقد” المرتبة الأولى بنشر 85 مادة متضمنة خطاب كراهية، كما هو موضح بالشكل التالي:-
تصنيف الكراهية

أجرت “هرانت دينك” تصنيفًا لخطاب الكراهية المتداول في الصحف التركية، أوضح أن الصحافة التركية استخدمت خطابًا مناهضًا لليهود بإجمالي 493 مرة لتحتل المرتبة الأولى في خطاب الكراهية داخل الإعلام التركي، يليه خطاب مناهض للسوريين بإجمالي 472 مرة في المرتبة الثانية، ثم اليونانيين في المرتبة الثالثة بإجمالي 256 مرة، بينما يأتي الخطاب المستهدف والمناهض للعرب في المرتبة الثانية عشر بإجمالي 34 مرة متجاوزًا استهداف الروس والفرنسيين والملحدين.
كراهية اليهود

أعزى التقرير أسباب وأشكال خطاب الكراهية المناهض لليهود في الصحافة التركية إلى تزايد حدة الصراع في محيط المسجد الأقصى خلال شهر يوليو/ تموز الماضي ونقل صورة الصراعات الفلسطينية – الإسرائيلية خلال هذه المرحلة.

وتعمد الإعلام التركي تلاشي استخدام كلمة “اليهودية” في نقل الصراع مستخدمًا كلمات بعيدة عن الهوية الدينية، مثل “الدولة الإسرائيلية” و”قوات الدفاع الإسرائيلية”، والترويج لنظريات المؤامرة وتهديد الكيان الإسرائيلي للتواجد التركي في المنطقة، واستخدام عبارات مسيئة ضد العديد من الشخصيات والمؤسسات الإسرائيلية والإشارة إلى الهوية اليهودية في مواضع مهينة.

كراهية السوريين

احتل السوريون المرتبة الثانية في قائمة الفرق والطوائف المستهدفة بخطاب الكراهية في الإعلام التركي الذي تعمد خلال الفترة الأخيرة تسليط الضوء على القضايا التي أحد أطرافها سوريًا داخل المجتمع التركي.

ركز الإعلام التركي مؤخرًا على نشر القضايا والجرائم التي ارتكبها بعض اللاجئين السوريين داخل تركيا مثل جرائم السرقة والقتل والتحرش، فضلًا عن القضايا الأمنية والإرهاب. كما اهتم الإعلام بنشر التحليلات والرؤى إزاء التداعيات السلبية لوجود اللاجئين السوريين على الاقتصاد التركي وما نتج عنه من زيادة نسب البطالة بين الشباب التركي، واضعًا اللاجئ السوري في صورة “الخطر الذي يهدد الهيكل الديموغرافي للمجتمع التركي، ومصدر لإزعاج وتوتر أفراد الشعب بشكل عام”.

واعتبار اللاجئات السوريات خطرًا يهدد بنية الأسرة والجماعة التركية خاصة في ظل زيادة إقبال الأتراك على الزواج من السوريات سواء كزوجة أولى وبشكل مدني أو كزوجة ثانية بشكل سري.

أسباب الكراهية

تطرق التقرير إلى الأسباب الأخرى لخطاب الكراهية الموجه ضد بعض الفرق والأعراق الواردة في الإعلام التركي اعتبارًا من مايو/آيار الماضي وحتى نهاية أغسطس/آب الماضي متمثلة فيما يلي:-

– الأزمات الدبلوماسية المتلاحقة بين تركيا وألمانيا مثل قضايا تجسس الدعاة، وحظر الترويج السياسي للحزب الحاكم التركي داخل ألمانيا، ومحاولة الرئيس التركي لتحريك الكتلة التركية داخل المجتمع الألماني وفقًا لسياسات أنقرة.

– تداعيات الأزمة المندلعة بين قطر ودول الخليج في يونيو/حزيران الماضي.

– إدانة إحدى المحاكم الهولندية في السابع والعشرين من يونيو/حزيران الماضي لتركيا في مجزرة سريبرينيتشا.

– انعقاد المؤتمر القبرصي في جنيف نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي.

– اتهام أنقرة لأثينا بإطلاق نار على إحدى السفن التركية في يوليو/تموز الماضي.

– تزايد المجازر وأعمال العنف ضد المسلمين في ميانمار خلال شهر أغسطس/آب الماضي.

ربما يعجبك أيضا