هل يتكرر سيناريو “كركوك” العراقية في “عفرين” السورية؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

باتت “قوات سوريا الديمقراطية” أو “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكة خاصة والتحالف الدولي عامة تشعر بالخطر المحدق بها، خصوصا بعد “أحداث كركوك والمناطق المتنازع عليها” وتخلي واشنطن عن مسعود البارزاني وقواته.

“قسد” مليشيات تهمين عليها وحدات الحماية الكردية ويتزعمها “صالح مسلم” وهي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا

تارة تحالفت مع روسيا كما في ريف حلب الشمالي، وتارة تحالفت مع أمريكا في الرقة والحسكة وكوباني وتل أبيض ومنبج، وتارة تحالفت مع نظام الأسد في القامشلي وعفرين و”حي الشيخ مقصود” في حلب، كما أن فرعها التركي والعراقي في جبال قنديل العراقية يتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني !.

هذه التناقض الغريب هو الذي جعل منها شريك غير مضمون لأي من الحلفاء السابق ذكرهم.

ممارسات قسد

وقد تسببت ممارسات قسد التي هجرت عشرات الآلاف من العرب والتركمان السنة وحتى الأكراد الرافضين لها، في اندلاع مظاهرات حاشدة في المدن التي تخضع لمليشيات “قسد” في شمال سوريا، حيث رفضوا تغيير المناهج الدراسية وقرارا التجنيد الإجباري، وغيرها من القرارات التي أكدوا إنها لم تمرر عليهم.  

وقد انشق الناطق باسم “قسد” العميد “طلال سلو” وعلل ذلك بسبب “هيمنة حزب العمال الكردستاني في قنديل على قوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى الممارسات التعسفية ضد المدنيين، واتباعهم سياسة كل عربي فهو داعشي، لكن الدافع الأساسي هو رفع صور عبدالله أوجلان في الرقة، وبدء تصفيات للقادة في “قسد” من العرب، فقد بدأت قسد باغتيال قائد منبج العسكري عدنان أبو أمجد”.

وقد توقع سلو أن تكون نهاية مليشيات سوريا الديمقراطية في الشهور القريبة القادمة.

تحذيرات روسية

وقد حذرت وزارة الدفاع الروسية الولاياتِ المتحدة من تكرارِ استهداف “قسد” التي تقودُها الوحدات الكردية لقوات الأسد افي دير الزور, مهددةً باستهدافِ مصادرِ إطلاقِ النار بشكلٍ فوري وبكلِ القوة العسكرية المتوفرة.
البوكمال

والسؤال الذي طرح على المسؤولين الأمريكان، لماذا لم تستعين واشنطن بقوات قسد التي تهيمن عليها وحدات الحماية الكردية، وتريد الاعتماد في “معركة البوكمال” على الفصائل العربية التي خذلتهم مرارا وتكرارا، الرد الأمريكي كان أن الوحدات الكردية وحزبها السياسي لا يمكن أن يكونوا شركاء موثوقين لأمريكا في المنطقة خصوصا في محاربة إيران في سوريا، لأن قرار الحزي الكردي الماركسي التوجه وهو الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي يأتي من جبال قنديل، وهؤلاء لهم مصالح مشتركة مع إيران، ولأن هذا الحزب لا يريد إفساد تحالفاته مع إيران وروسيا والأسد ، خصوصا بعد حصوله خلال مفاوضات سرية مع نظام الأسد على وعد بالحصول على الحكم الذاتي في بعض مناطق شمال سوريا. 

ضوء أخضر أمريكي لاقتحام عفرين

وقد أعلن التحالف الدولي رسميا موقفه من العملية العسكرية التركية المرتقبة على مدينة عفرين في شمال سوريا.

وقال  العقيد “ريان ديلون” المتحدث باسم التحالف الدولي إن “التحالف لا ينوي دعم حزب الاتحاد الديمقراطي(pyd ) إذا ما دخل في اشتباكات مع قوات أخرى غير تنظيم “الدولة”، حسب صحيفة “ديلي صباح التركية”.

كلام “ديلون” جاء ردًّا على سؤال حول موقف التحالف من ميليشيا حزب “pyd” إذا شنت تركيا عملية عسكرية بمدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب السورية، لا سيما أن عناصر الحزب انتقلوا للمدينة قادمين من الرقة.

وقال “ديلون” ردًّا على السؤال: ” إن قوات سوريا الديمقراطية منوطة بمشاركتهم التحالف في مواجهة تنظيم (الدولة)” على حد قوله.
وأضاف: “إذا لم تكن تحارب تنظيم (الدولة)، ولا تعمل معنا لنفس الهدف، فلا يمكنك الحصول على دعمنا بأي حال”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في مؤتمر صحفي قبل زيارته لروسيا: “لا يمكن لتركيا تجاهل التهديد من جانب مدينة عفرين في شمال غرب سوريا.. ونحن مضطرون لاتخاذ الإجراءات المطلوبة ضد قوات ب ي د”.

   

ربما يعجبك أيضا